• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قيود الفجر

دنيا عبد الكريم / الخميس 15 آب 2019 / تطوير / 2731
شارك الموضوع :

كانت قد تعوّدت تماماً وبات ذلك التصرف من طباعها اليومية، فهي لا تصحو إلا عندما تكون أشعة الشمس قد لا مست وجهها بغضبٍ معلنة لها عن حنقها وتقصي

كانت قد تعوّدت تماماً وبات ذلك التصرف من طباعها اليومية، فهي لا تصحو إلا عندما تكون أشعة الشمس قد لا مست وجهها بغضبٍ معلنة لها عن حنقها وتقصيرها كل يوم، فتصحو، تلهث لتستطيع اللحاق على يوم جديد بدأ متأخرا أيضا!.

فتبدأ بالتذمر من كل المواقف السلبية التي تمر بها في يومها وتتذمر من كل العالم حولها، وتعلن أنها ليست المخطئة وإنما هي الأشياء تأتي عكس ما تريد دوما، فالكون كله مخطئ بنظرها إلا هي.

فهي دائما ضحية الظروف ودائما ما تكون قد وُضِعت في المكان الخاطئ، فمكانها ليس هنا إنها تستحق ظروف أفضل.

فكثيرا ما كانت تردد: أنا أشبه الفراشات لا يليق بي سوى أناقة حقول الربيع  وأزهاره الناصعة، وهكذا يمضي يومها مسرعا ومتعجلا مثلها تماما وبأقل الإنجازات، لينتهي بها المطاف مساءً ليكون يومها قد بدأ يعلن نهاية ساعاته بتعب، وتعلن هي خيبتها بإنجازها الصغير وفراشات أحلامها تدور حولها ولكن ينقصها الأجنحة والألوان، ينقصها الفرح والحب، ينقصها الأمل والأبتهاج، فراشات كالسراب لا وجود لها. فتمضي في نوم عميق دون أن تحرر قيودها، دون أن تصنع لفراشاتها أجنحة، دون أن تهدي النور لأحلامها لتولد.

لأن نوافذ قلبها كانت حبيسة الأمنيات وتسويفها، وهكذا تمضي كل يوم على أمل لقاء أحلامها يوما.

لم تكن سيئة أبدا بل كانت فتاة حالمة لكن قيودها هي من تربكها وتكون سببا لحياتها المبعثرة والهزيلة، لم تكن تملك زمام أيامها وساعاتها.

هناك شعاعاً من النور كان يتقد في قلبها دائما لكن لم يجد السبيل بعد، لم يعرف كيف يتحرر، لم يعلن للعالم أنه موجود، كان هزيلا كبرعم صغير لم تحنو عليه زخات المطر بعد لتشكل منه زهرة جميلة وقوية.

شعاع أملها كان يؤمن بمقولةٍ تحبها كثيراً وغالبا ماتنظرُ إليها مبتسمة: (العالمُ مليءٌ بالألوان) فكانت تقول في نفسها ترى متى تبتسم لي هذه الألوان، متى أصنع منها لوحتي وقصيدتي، متى يرقص حرفي وتزهو أحلامي، متى أختار ما أشاء من الألوان دون خوف.

في إحدى الليالي كانت قد استيقظت فجراً وعلى غير عادتها، فلامس قلبها هدوء الفجر، وسحره الأخّاذ، ذلك الهدوء العظيم الذي يرتديه الفجر بتلاوته وآذانه، فكان صوت المؤذن قد أيقظ شيئاً دفيناً بداخلها، ما أروعه وأجلاه، فتساءلت في نفسها ترى كم من الثمن على الانسان أن يدفع وكم من النقاء عليه أن يمتلك حتى يوقظه الله بهذه الطريقة الملائكية الصفات، إنها منزلة رفيعة حقا، إن الله استخلص هذه الفئة حقا!.

تمتمت هذه الكلمات مع نفسها، ونهضت لتصلي صلاة الفجر، هذه المرة هي من أيقظت الشمس، فجاءتها خيوط الصباح بشمسٍ خجولة تداعب مباسم الأزهار، وتغني مع الطيور ترانيمَ تلاوتها وتسبيحها وتوقظ العالم، إن استيقظوا، فهناك يوم جديد وأمل جديد، إنها هدية أخرى، عليكم الشكر لله.

فتعلمت الدرس الأول بعد أن فكت قيود الفجر: وهو الإمتنان إنه شعور عظيم أن نصحوا كل يوم وقلوبنا يملؤها اليقين والأمتنان.

الدرس الثاني بعد أن تحررت قيود الفجر: هو إن صلاة الفجر في وقتها تهدي الإطمئنان وذلك شعور عظيم وطاقة نحن بحاجتها لليوم كله.

أما الدرس الثالث: فتعلمت أن الخيبات الصغيرة التي مرت بها في حياتها ما هي إلا عبرا لتصقل روحها وتُخرج منها طاقة الانسان العظيمة الكامنة فيه، وقدرته، إنها الارادة، وما الخوف والتردد والتسويف إلا قيوداً لتلك الإرادة.

فلنتعلم منها كيف نفكُ قيود الفجر فينا، إنها ليست كأي قيد لم تُصنع من الحديد أو تُصقل، لا إنها قيود من نوع آخر ولربما أقوى وأصعب لأن مفتاح القيد يكمن في مكانٍ ما في أرواحنا، تلك القيود هي أمانينا المنتظرة على عتباتِ السماء، إنها أحلامنا المبعثرة والتي لطالما أضلت طريقها، إنها خوفنا من المجهول، إنها ترددنا الدائم إزاء حياتنا ونحن فيها، انها خطوات مسقبلنا الخجولة الخطى، إنها قلوبنا المتعثرة، إنها همومنا.

هذه هي القيود التي تقيد أرواحنا خوفا وقلقاً من المضي عند فجر كل يوم، فتعيق يومنا بأكمله، لنضيء أملاً يوقد فينا روعة روح الفجر وحيويته، لنحتوي قلوبنا، لنبدأ كل يوم بروح الحب والإمتنان، فلنصحو كل يوم وأولى مهامنا مصافحة الفجر بإبتسامة الأمتنان لله، فساعات يومنا الأولى تحمل معها بركة اليوم كله، فليكن استقبالنا لها لائقاً بروعتها.

لنشعر بذلك الامتنان ينمو بداخلنا، الامتنان من كل شيء حولنا حتى نتمكن من نثر ورود حبنا على الآخرين، حتى ننقل إليهم تلك الطاقة البهيجة كل يوم بالابتسام، بالسلام الجميل، بالروح المرحة، حتى يغدو عالمنا مليء بالألوان فعلا، حتى تنكسر كل القيود، كل ذلك الصمت الرتيب، تلك الخطوات المكررة المملة حتى تختفي كل الألوان الباهتة، لتعلن أرواحنا عن ربيعها كل يوم بالإمتنان لله، فقل دائما الحمدُ لله.

تلك الفتاة انطلقت بعالمها الجديد، ولا تخلو هذه المرة من الصعاب ولن يكون وردياً دائما لكنها تعلمت كيف تفك القيد في كل مرةٍ وتمضي، فلنعش بإمتنان.

الانسان
الحياة
القيم
مفاهيم
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    بولادة الرضا.. هنأت الارض السماء

    النشر : السبت 05 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    دور الشباب في تثبيت المبادىء والقيم

    النشر : الأثنين 02 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف تتخلص من الانهيار وتحارب الضغوط النفسية؟

    النشر : الأحد 04 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ابحث عن قيمك الروحية

    النشر : السبت 16 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الإجهاض وآثاره الطويلة على الأمهات

    النشر : الأحد 26 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ولا تدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون!

    النشر : الثلاثاء 22 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 4 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 4 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 4 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة