• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قراءة في كتاب: صداحُ زينب

هاجر حسين العلو / الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020 / تطوير / 3538
شارك الموضوع :

استمرت بتصفح ذاكرتها حتى وصلت إلى تلك الرؤيا التي ذاقت بسببها الطعم الأول للخوف

الكتاب: صداح زينب

الكاتبة: تسنيم الحبيب

عدد الصفحات: 156

جالسةً على سجادتها تمسك جبل الصبر بقرآنها تتهجد في هذا الليل الكئيب فصباحها المقبل يحمل بين طياتة نبوءاتٍ أليمة.. تتصفح ذاكرتها.. وقول جدها (إن هذه البنت ستُبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ورزايا أدهى) لعلك يا رسول الله معها تخفف عليها وطئة تلك الرزايا..

استمرت بتصفح ذاكرتها حتى وصلت إلى تلك الرؤيا التي ذاقت بسببها الطعم الأول للخوف فقصتها على جدها هطل دمعه غزيراً أليماً فألقى عليها التأويل وهاهي الآن تتأمل المشهد من شرفة الذاكرة فتجول بطرفها إلى أخبية الحزن وكيف القلوب الزكية تخبز قرص الصبر لجوعها القادم.

حسر الظلام رداءه على وجه الصبح الكئيب وأمسك الترقب بتلابيب القلوب.. تتفقد العقيلة الخيام ومَن فيها حتى استقرت في خيمة زين العابدين -ع- الذي هيمنت عليه العلة وأعاقته عن النهوض فكلما نظرت إليه ترى إرث أبيها الزاهي بنفحات المحراب والنجاوى العذبة..

انتبهت إلى صوت أخيها يلقى ثيمة الوعد (اليوم أقتل وتقتلون كلكم معي ولا يبقى منكم إلا ولدي علي زين العابدين).. قامت تسرق من الزمن المتبقي فتطيل النظر إلى العباس ركنها الشديد وفارسها الذي تتفجر الحمية من زواياه يذوب قلبها تريد أن تتماسك فيقتحمها صوت أخيها الحسين بترنيمة حزينة (.... كم من كربٍ يضعف عنه الفؤاد وتقل عنه الحيلة...) فأجاب قلبها (ماذا يجدي قطر الدجن في بلقع الموت يا أخي..).

حسرةٌ تموج بفؤادها وجهت طرفها إلى الكوفة شهقت مع الذكريات اللحوحة ليته ينفض غبار الموت ويشد على رأسه عصابة توقف نزف الجرح المطول الماثل حتى خطفتها الذاكرة إلى ذاك اليوم حين خرج أباها راجلاً وعاد محمولاً على أكتاف إخوتها يتقاطر الدم من عمامته..

كانت لحظة صمتٍ صاخبة حتى شقت السهام سكون الترقب فتسارع الأنصار لـ لعق صابة الموت فيرشفون منها شهداً مصفى.

استشهد صَحب الحسين جاء الأقمار ليودعوها قضم الحزن قلبها وخلع نبضه أصبحت ثكلى خاوية إلا من نيران الفجيعة بعد استشهاد شباب آل محمد أحست بأوار يحرق جوفها ترفع طرفها للسماء تناجي المغيث الذي يجيب المضطر إذا دعاه..

ابتلعت غصتها بعد أن رأت أشبال أم البنين قتلى فصور مصارعهم المقذية تطفح في الأخيلة.. بقي العباس اقتربت منه فاحتواها بواحتيه ثم أدار عينيه نحو الحسين طالباً الرخصة.. ودعها العباس وتركها لليالي المدلهمة.. خلت القفار إلا من الفحيح..

كل ذرة من كيانها تصرخ "الغوث الغوث" حين رأت الحسين يخطو بانكسارٍ يُفجع جوارحها فامتلأت البوادي نحيب الغريب الظمآن "الآن انكسر ظهري" ضمها الحسين إلى صدره يذيبها في تغييب مؤقت ولكن لا عزاء تشبثت بصدر الحسين إنها لحظات فقط وتصير بلا صدر.. ويصبح كل الذي مضى غير الذي يقبل والعاقبة للمتقين..

خطت فلاقت الحسين مرتدياً عمامة جده، متقلداً سيف أبيه ومعطراً بطيب أمه وحنانٌ منكسر يفيض من عينيه.. تأملت خطواته الآسية وهو يحمل رضيعه صوب الوغى.. أقنت ثمة مصابٌ جلل على وشك الظهور.. فسُقي الرضيع بدمه الحار..

ذرف دمعه وأطلق أذان الإباء.. إنه الوداع الأخير أمطرنه بالدموع.. أمسك الحسين بيد زين العابدين قائلاً (يا ولدي.. بلغ شيعتي عني السلام وقل لهم إن أبي مات غريباً فاندبوه.. مضى شهيداً فابكوه).

آه يا كربلاء كم مرة سُقيتِ من نزف المقل؟ وشاء الله أن يرفع القربان..

هو قربها وإن أخذوها عنوةً من جسده، كانت تدنو منه وإن ابتعدت.. اختسلت مكاناً تصلي نوافل ليلها الأوحش وتردد: "هذا مقام العائذ بك من النار.. الراجي قبولك قرابينه السخية" مزقت أوصالها الذكريات اللجوجة، تصر على العبث بسكينتها وترفعها إلى سماء الوجع البعيد.

كم تغزلين الأسى أيتها الرحلة المستطيلة، لكنك أيضاً تُبدين ما أرادوا أن يكتموه!. دخلوا الشام فكانت زينب تؤازر الكرم الإلهي وتشق الطريق بخطبها وآياتها البينة فتعين علياً الساجد ليرفع التساؤلات إلى وضوح الحقيقة.. فتزينت دمشق بالدفوف والصنوج والأبوق..

لا بأس إنها زينب.. ومعين مضائها لا ينضب، جلست في المدينة آسية في حلةِ عزاءٍ متصل أيامها مآتم وضيئة لا تفرغ.. يا مأتم الصبر اتركي البدن الكادح، احملي أحزانكِ في رحال الوداع، فأنتِ وأحزانكِ عروةٌ لا تنفصم..

الانسان
القراءة
الكتاب
السيدة زينب
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    هديتي إليك.. في الأربعين!

    النشر : الأحد 03 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يتم علاج مرض الرهاب الإجتماعي؟

    النشر : الخميس 20 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التمييز: واقع مرير تعيشه المرأة

    النشر : السبت 03 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    خديجة بنت خويلد: سيدة نساء قريش

    النشر : الخميس 16 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المرأة الانسان

    النشر : السبت 12 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نساء من نوع آخر.. عندما يصبح العمل تحدياً

    النشر : الثلاثاء 30 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 6 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 6 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة