• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عاشوراء.. يومٌ تُحييه أم يُحييك؟

مريم حسين العبودي / الأحد 30 تموز 2023 / اسلاميات / 1871
شارك الموضوع :

يمنحنا يوم عاشوراء فرصة لا تُفوّت، فرصة للتعمق أكثر بصاحب المصاب، وفحوى رسالته

جلسةُ مع الذات وأحزانها، يُتيحها يوم العاشر من شهر محرم الحرام من كل عام هجري جديد في نهاره وظهيرته على وجه الخصوص. أن يحصل المرء على وقتِ خُلوة مع نفسه، لكنها هذه المرة خُلوة مُنكّهة بالحُسين، ولمن يعرفه حق المعرفة سيُدرك أيُّ وَحشة تحمِلُ نكهة رجل عظيم مثله. يحتاج المرء الحُزن من حينٍ لآخر، فلا يُمكن الوصول لأقصى بُعد في الروح إلا حين يحزن القلب، فلا يُرى ضياء الروح إلا حين تزداد العُتمة من حولِها.

"الوجه المتألم مكان لحضور بلاء الله.

والوجه مظهر جمال

والألم مظهر جلال

واجتماع القهر والجمال في نفس المكان ابتلاء لا يُبتلى به إلا من يُريد الله أن يختبر توازن معارفه وسيره وسلوكه.

الم تبتّل زينب بوجه الحُسين؟"(1)

لم يعدْ لدينا رفاهيةُ الحزن، حيثُ إننا في سباقٍ هائل مع الوقت، لا نقف ولو لخمس دقائق لنلتفت لغمامةٍ داكنة عبرناها في زخمٍ دنيوي خانق. فلا يجدُ أحدنا وقتاً ليفرش أمامه آلامه وأحزانه، لطالما ضمّدنا جراحاً نازفة غير مبالين بالدماء التي تسيل من موضع الجُرح. نكابرُ أحياناً ويُجبرنا اللهو الحياتيّ والسباق اليومي لتجاهل تلك الكآبة الروحية الساحقة فينا، نظنُ أننا نمنح أنفسنا مكافأة عُظمى وصحة نفسية وبدنية سنكون في امتنان لها مستقبلاً، لكن ما تلك إلا أغطية متراكمة نغلّف بها أحزاناً تريد أن تنفجر وتثور، تريد أن تتحول إلى دمع وبكاء يشابه حدة بكاء الأطفال ونُواح الثكالى.

يمنحنا يوم عاشوراء فرصة لا تُفوّت، فرصة للتعمق أكثر بصاحب المصاب، وفحوى رسالته تلك التي حدث بسببها هذا اليوم الأليم، أن نتمعن في ملامح الحُزن الممزوج بالتسليم، الوجع المُختلط بالثقة بالسماء وخالقها، القدرة الفذة في توديع الدنيا والتخلي عنها، تلك الدُنيا بكل مُغرياتها، بكل بُهرجها وألوانها، تُنادي الناس ليتمتعوا بها، قبل أن يُدركهم الموت، أن يأكلوا ويشربوا ويتمتعوا ويُتفاخروا بالنسب والمال والبنون والنساء والجمال والصحة، أي قُدرةٍ هذه تلك التي حملها قلب مثل قلب الحُسين (عليه السلام) فآثر بها الآخرة على الدُنيا! أيُ مغريات رأى في وجه الموت فعشقه وارتضاه وقدّم نفسه قُرباناً له؟ وما الذي رآه العباس في الماء، فلم يشرب؟ بعد أن تقطّع كبده عطشاً، كيف لم يختر الدنيا ولذائذها؟ إنهُ يومٌ للتفكر بكل هذا، بكل ما لا يسع العقل أن يستوعبه وهو غارق في بشريّته المدقعة، وهو يداومُ على طلب الدنيا والتشبع بها.

"عاشوراء هي أنتَ.. هي ما تريد.

هي أنت تبحثُ عن الليلِ، كي تتخذه لك جملاً.

وهي أنتَ، ترمي ببقية الماء من كفّيك.. وتحملُ الفرات بين حضنيك.. لمن لا ماء له.

وهي أنتَ، تنزع رداء الصلاة عنك، وتترك ظهر ابن عقيلٍ مشرّعاً لابن جلّا وطلاع الثنايا.

وهي أنتَ، تسير مكسور القلبِ لتلملمَ بحيائكَ غبارَ الغرباء عن ظلّ زينب.

وهي أنت أيضاً، محاصَراً بالجوع والعطش، لكنّك تحاصرهم ببصيرةِ أبناء الأنبياء.

وهي أنتَ، تملكُ قرارَ قتلِ الحسينِ، لأنّك لا تمتلكُ شجاعة أن تكون حراً.

وهي أنتَ وما تريدُ، تقرِّرُ إبقاءَ بوابة الحب للهِ، بركعتين من جلوسٍ في سويداء الصحراء..

لأنَّ، كل كربلاء كانت، من أجلِ أن "تحبَّ الله" كما يحبّ الله أن تحبّه.. لا كما تريد!

وعاشوراء هي أنت وما تريد."(2)

فها هو يومٌ فريد لن يتكرر إلا بعد عامِ هجريّ كامل، هذه هي فرصتك أنت الإنسان اللاهي، فكل شيء سينتظرك ويبقى في مكانه في القادم من الأيام، طعامك وشرابك ومنزلك وأهلك، لكن عاشوراء لن يكون موجوداً، فهل أنت من ستُحيي ذكرى عاشوراء، أم هي هي التي ستُحييك؟ فالسعيد بحق هو من يخرجُ من عاشوراء حياً.

(1)، (2)  الشيخ محمد باقر كجك.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الحب
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    صراخ الصمت

    النشر : الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تتعامل مع الناس بذكاء وحسب شخصياتهم؟!

    النشر : الجمعة 13 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    آية الله السيد مرتضى الشيرازي في جمع من المؤمنات: كيف تجسدنَ آية واجعلنا للمتقين إماما؟

    النشر : الخميس 30 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    دور الصبر والمرابطة في تحقيق النصر على الأعداء

    النشر : الأحد 28 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الذكاء الاصطناعي يحل مسائل في الأولمبياد الدولي للرياضيات

    النشر : الأربعاء 31 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماهي فوائد النوم في غرفة مظلمة؟

    النشر : الثلاثاء 13 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1020 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 652 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 628 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 522 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1020 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 975 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 21 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 21 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 21 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة