• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كاظم الغيظ.. اتخذ السجن مسجداً

سماح الجوراني / الأثنين 01 نيسان 2019 / حقوق / 3243
شارك الموضوع :

عندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته، فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور، والسلاسل والحديد إلى حرّية، غير أن الروح و

عندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته، فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور، والسلاسل والحديد إلى حرّية، غير أن الروح وهي ما تزال في إهاب الجسد تتوجّع كلّما توجّع وتئنّ كما أنّ فالجسد مظهر الروح والمرآة التي تنعكس فيها أشعة الحياة، وليس هناك ما هو آلم للنفس من السجن.

حينها تتعدى كل حدود الحياة، لما تظن أنك لن تستلم ولو وضعوك بين أربعة جدران لايصلها نور الله، جدران معتمة ظلماء، لاتعلم متى يحين الصباح أو الليل، مغلقة بأبواب لاتفتح، تظن أنك أنهيت حياتك وهنا لامكان لك سوى القبول فيه والرضوخ لتلك الجدران المعتمة.

لكن هناك شخص جعلها روضة من رياض الله فاتخذ المكان مسجداً، إنها رحلة التقرب إلى الله والوصول إلى معرفته لا تختلف من مكان إلى مكان، ولا تتغير من حال إلى حال، بل كلما ضاقت الحياة وعظمت الشدائد وتراكمت المحن ازداد الانسان قرباً إلى الله تعالى، واستعان بالصبر والصلاة.

لقد اتخذ الامام الكاظم (عليه السلام) من السجن مسجداً، ومن وحشة الحبس ووحدته معتكفاً ومأنساً بذكر الله وقربه سبحانه، فنهاره صيام وليله مناجاة وقيام.

فقد روى أحد الذين كلفوا بمراقبة الامام (عليه السلام) في سجن عيسى بن جعفر في البصرة إنه سمع الامام يقول:

(اللهم إنك تعلم أني كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت ذلك فلك الحمد).

ولما رأى عيسى بن جعفر ذلك من الامام كتب إلى هارون الرشيد قائلا، بعد إن قضى الامام (عليه السلام) عنده في السجن سنة:

(خذه مني، وسلمه إلى من شئت والا خليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما أقدر على ذلك، حتى اني لأتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه، ويسأل الله الرحمة والمغفرة).

أما العلاقة مع الله، تؤكد لنا كتب التاريخ أن الامام "عليه السلام" عاش بارتباط مع الله "عزّ وجلّ" بأعلى الدَّرجات، فقد كان الله حاضراً في عقله وقلبه، فقلبه دائم بذكر الله تعالى، وحياته كانت للرّسالة كلّها، حيث كان يعيش اللّذّة باللّقاء بالله، ولذلك كان يطيل السجود، فكان يقول "عليه السلام" "اللّهمّ إنّي كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، وقد فعلت فلك الحمد" وكان يكرّر في سجوده: "اللّهمّ إنّي اسألك الرّاحة عند الموت، والعفو عند الحساب".

على الرغم أن الامام "عليه السلام" لم يكن له ذنب يستغفر الله "عزوجل" منه، ولكنّه تواضع لله، اصبح يجلس بين يديه ليعيش كما يعيش العبد أمام سيده.

لذا علينا أن نتعلم من حليف السجدة الطويلة كيف يكون القرب لله تعالى؟

ولنعلم أن مهما ضاقت علينا أمورنا الدنيوية فهي لاتساوي شيئا أمام الضيق الذي عاشه الامام عليه السلام.

فلنتخذه قدوة، ولنهيىء أنفسنا لنكون قريبين من الله عزوجل ونخضع ونخشع بين يديه رافعين أكفنا بالعفو والمغفرة عنا، ونرجو فضله، وأن يحسن ختامتنا ويجعلنا من الموالين لأهل بيته عليهم السلام والثبات على دينهم.

فالسلام عليك ياموسى بن جعفر

السلام عليك ياحليف السجدة الطويلة

السلام عليك باب الله ياباب الحوائج.

-مقاتل الطالبين : ص٥٠٢
- محمد باقر المجلسي ، بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (طهران: احياء الكتب الإسلامية ) ، ج48، ص107.
- الكليني ، اصول الكافي، تحقيق محمد الاخوندي، (طهران: دار الكتب الاسلامية، 1363ه)، ج3، ص323

الامام الكاظم
الشيعة
التاريخ
الدين
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    المشكلات بين الزوجين .. هل التدخل فيها صحيح؟

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ ثانية

    العراق ينتصر وفلسطين تنتظر

    النشر : الثلاثاء 12 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    احداث البصرة: بين ثورة المادة وثورة الكرامة حسين واحد والف يزيد!

    النشر : الأثنين 10 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل تعتبر الرسائل الالكترونية أداة جديدة لزعزعة الثقة الدينية؟!

    النشر : السبت 07 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لاتكن شوفينياً!

    النشر : الأربعاء 01 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    المرأة العاملة.. بين تحقيق الذات ومسؤولياتها الأسرية والاجتماعية

    النشر : الأحد 18 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1007 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 646 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 616 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 455 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1054 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1007 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 14 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 14 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 14 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة