• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صراع الروح وتجلّي الحق

‏زينب كاظم التميمي / الخميس 10 تموز 2025 / ثقافة / 393
شارك الموضوع :

وها هو تأريخ الحسين أمامنا واضحا وجلياً وأصحابه النجباء الأكرام الذين كان ظاهرهم وباطنهم واحدا

في رحاب الوجود الإنساني، تتجلى ثنائية أزلية بين ما يبدو وما يكمن، بين الظاهر الذي يراه العالم والباطن الذي لا يدركه إلا الخالق وبعض خواص البارئ. هذا التوازن الدقيق، أو بالأحرى غيابه، يشكل محور صراع الإنسان الأزلي، مفترق الطرق بين السمو والانحدار، بين التجلي الحق والتيه في متاهات الهوى.

‏إن الإنسان، بتركيبته الفريدة، ليس مجرد جسد يكتسي ثوبًا أو وجهًا يبتسم. هو كون مصغر يحوي في أعماقه عوالم من المشاعر، الأفكار، النوايا، والرغبات. متى تلاقى هذا العالم الخفي مع ما يظهر على السطح، أي حينما يكون الباطن مرآة صادقة للظاهر، وحينما يكون الظاهر تعبيرًا أمينًا عما يستقر في الأعماق من خير وحق، عندها يتحقق الانسجام وتتجلى الاستقامة، بهذا فقط يكن الانسان متوازناً ومُتزناً بحق.

‏لكن التحدي الأكبر الذي يواجه أغلب الساعين يكمن في النفس الأمارة بالسوء، تلك القوة الكامنة التي تميل إلى الشهوات والرغبات الدنيوية. إنها الفخ الذي يوقع بالإنسان في تناقض صارخ بين ما يدعيه وما يفعله، بين المبادئ التي يتغنى بها والأفعال التي تتضح حتى وإن حاول الامطار أو التمويه عنها. عندما يسلم الإنسان زمام نفسه لهذه الشهوات، يتحول الظاهر إلى قناع، والباطن إلى بئر من الرغبات المظلمة. يصبح الوجود مجرد تمثيلية، لا تخدم إلا إشباع اللحظة الفانية، وتغفل عن حقيقة الوجود الأسمى.

‏إن دعوة الفلسفة العميقة ليست مجرد دعوة لضبط السلوك، بل هي دعوة لإعادة تشكيل الذات من الجذور. أن يكون الإنسان مظهرًا للحق يعني أن يستشعر الحق في كل خلية من كيانه، وأن تنعكس هذه الحقيقة على كل فعل وقول. يعني أن يكون الباطن مطهرًا من أدران الشهوات، لا لأنها محرمة فحسب، بل لأنها تحجب رؤية الحق وتعيق مسيرة الروح نحو الكمال.

‏فالحق ليس مفهومًا مجردًا، بل هو تجلٍ للحقيقة الكونية التي تكمن في جوهر كل شيء. عندما يتجلى الحق في الإنسان، يصبح نوره ساطعًا، لا يغيب عن الأعين ولا عن القلوب. هذا التجلّي لا يأتي إلا بمجاهدة النفس، بمقاومة إغراءات الظاهر الكاذب، والتعمق في باطن الذات لتطهيرها وتنقيتها. علينا أن نعي إن لم تكن لدينا الموازنة في دواخلنا فقد ضيعنا عمرنا هباءً بجهل، وإن السعي نحو الموازنة بين الظاهر والباطن رحلة مستمرة، رحلة تتطلب وعيًا دائمًا ومحاسبة ذاتية مستمرة. فليكن ظاهرنا دعوة للخير، وباطننا مستقرًا للحق، لنصبح كائنات متكاملة تعكس عظمة الخالق في كل تفاصيل وجودها، بعيدًا عن سطوة الأهواء وزيف المظاهر، فهل يُستحسن أو من اللائق بنا نحن شيعة علي أن تبقى قيادتنا بيد الظالم هذه النفس الأمارة التي تتخبط نحو التَيه والضياع لتودي بنا إلى الهلاك المحتوم.

‏علينا أن نستلهم من العرفاء والعلماء الذين هم مثلنا ليسوا بمعصومين ولكنهم جاهدوا حتى وصلوا وها هو تأريخ الحسين أمامنا واضحا وجلياً وأصحابه النجباء الأكرام الذين كان ظاهرهم وباطنهم واحدا فحينما قالوا نحن فداءً لك قدموا أرواحهم قرابين لإمامِ زمانهم بحب وذلك التأريخ يُخلدُ ذكراهم وتلك كانت نهايتهم.

التاريخ
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الحق
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    الفتيات أفضل من الفتيان في حل مشكلات العمل

    النشر : السبت 02 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    من أجل مستقبل الأبناء.. أهالي الطلبة على مقاعد الانتظار

    النشر : الأثنين 02 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ملتقى المودة للحوار يناقش: آفاق التفكير بين المحلية والعالمية

    النشر : الثلاثاء 07 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الاكتئاب.. داء العصر

    النشر : الأحد 16 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    انت أكثر جاذبية بصمتك!

    النشر : السبت 07 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    كيف تجعل الاستغناء عنك مستحيلاً؟

    النشر : الخميس 17 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 578 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 500 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 416 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 390 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 374 مشاهدات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    • 364 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1290 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 903 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 667 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 22 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 23 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 23 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة