• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

فاطمة حسن / منذ 14 ساعة / حقوق / 239
شارك الموضوع :

أولى خطواته كانت مواجهة الفتنة التي أراد البعض إثارتها باستغلال اسم ولده إسماعيل

كانت السنوات الأخيرة من حياة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) من أصعب الفترات التي مرّت بها الإمامة، فقد اشتدت قبضة المنصور العباسي عليه، وكثرت محاولات اغتياله ومراقبة تحركاته. لكن الإمام كان واعياً لهذه المخاطر، وأدرك أنّ مصيره هو القتل، لذلك بادر إلى جملة من الخطوات التي تضمن استمرار خط الإمامة، وتحافظ على تماسك الصف الشيعي بعد رحيله.

أولى خطواته كانت مواجهة الفتنة التي أراد البعض إثارتها باستغلال اسم ولده إسماعيل الذي توفّي في حياة أبيه. ولئلا يكون ذلك ذريعة لتفتيت وحدة الشيعة، حرص الإمام على أن يشهد كبار أصحابه موت إسماعيل ويعاينوا جسده، مؤكداً أن الإمامة بعده لولده موسى الكاظم (عليه السلام). بهذا الموقف الحكيم قطع الطريق على الأدعياء والمنتفعين، ورسم بوضوح معالم القيادة الشرعية من بعده.

ورغم الحرب الباردة مع المنصور، لم يتخلّ الإمام عن واجبه الإصلاحي تجاه الأمة، بل واجه السلطة بأسلوب حكيم، فحين هدّد المنصور بخراب المدينة ذكّره الإمام بسِيَر الأنبياء في الصبر والعفو والشكر، فعدل عن قراره. كما لم يسكت على خطابات التشويه التي أطلقها عمال الدولة بحق أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل ردّ عليها بكلمات قلبت الموقف وأظهرت زيف ادعاءاتهم، ليبرهن أنّ الحق يُدافع عنه بالكلمة الصادقة كما بالسيف.

أما في علاقته بالشيعة، فقد ركّز على مبادئ جوهرية تحفظ كيانهم في وجه القمع، مثل التقيّة، وكتمان السر، وربط الأمة بالثورة الحسينية حتى تبقى روح الرفض حيّة في النفوس. وإزاء الرقابة المشددة اضطر إلى عقد لقاءات سرية مع أصحابه في بيته، موجهاً إياهم نحو الصبر والبصيرة، ومؤكداً أنّ الحفاظ على العقيدة أهم من مواجهة عابرة قد تستنزف الطاقات. وفي مواقف إنسانية عظيمة، ضرب مثلاً في التسامح حين تجاوز عن عمّه عبد الله بن علي بعد أن أساء إليه، وقضى ديونه وتكفّل بأسرته، فكان بذلك مدرسة في العفو والرحمة.

وإذا تأملنا هذه المواقف نجد أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) لم يكن يتحرك بدافع اللحظة، بل كان يصنع المستقبل ويحصّن الأمة ضد الانقسام والانكسار. وهنا تبرز رسالته لنا في العصر الحاضر: أن نتمسّك بالوحدة، وأن نواجه التحديات بالحكمة والصبر، وأن نحفظ هويتنا الإيمانية رغم الضغوط. كما يعلّمنا أن الاختلافات لا تُحل إلا بالوعي والصدق، وأن مواجهة الظلم لا تكون دائماً بالصدام، بل أحياناً بالكلمة والموقف الأخلاقي. وإذا تأسّينا بالإمام في سعة صدره، وثباته على المبدأ، وحكمته في التعامل مع الظروف الصعبة، سنجد أن دروسه صالحة لبناء واقع أفضل يحفظ للأمة وحدتها وكرامتها في كل زمان.

الامام الصادق
العلم
التاريخ
العقائد
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    الإمام الصادق والحرية الفكرية

    آخر القراءات

    كيف تصبح الهواتف الذكية خطراً على صحتنا؟

    النشر : الأحد 04 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    كيف تؤثر الترسانة القانونية لحماية الفتيات المصريات من الابتزاز الإلكتروني؟

    النشر : الأحد 06 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    تأزيم الأزمة ديدن المجتمع

    النشر : الخميس 18 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    شوق اللقاء.. من صفات المتقين

    النشر : الأربعاء 28 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الشخصية المنعزلة.. فلسفة حياة أم تراكمات نفسية سببها المجتمع؟

    النشر : الأربعاء 11 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الفقر وأهداف التنمية المستدامة

    النشر : الثلاثاء 18 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 508 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 464 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 390 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 347 مشاهدات

    الفن الذي غيّر وجه العالم: كيف تؤثر اللوحة في السياسة؟

    • 341 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 337 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1186 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1146 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1072 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1059 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1041 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 885 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • منذ 14 ساعة
    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟
    • منذ 14 ساعة
    ظواهر علم الإمام الصادق
    • منذ 14 ساعة
    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة