• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فقاعة التزويق اللفظي

هدى المفرجي / الأربعاء 01 حزيران 2022 / ثقافة / 2304
شارك الموضوع :

لا أفهم إن كان هذا اعتراف بسوء نفسه أو إنكار لذاته أو هو الصورة المثالية للخروج من أي مأزق

صهيل لاهب تجاوز أسوار النفس وكأنه خيل الفاتحين بقرطبة، حتى ما حام طيف حولي راحت مقلتاي تتبعه فهو الحقيقة وكل جلاسي أوهام، يمتثل طيفه بأبهى صورة ثم تهاجم الحدث ذاكرتي بكلماته التي كانت كأنها السم الزعاف بهيئة باقة ورد فاخرة، غريب كيف لإنسان أن يصوغ من حوص قديم عقد لؤلؤ بارز يغوي المارة، هكذا كانت كلماته مرتبة لؤلؤة تلو أخرى وهو يبادر الحديث بأسلوب منمق مختار بعناية ليرسم نهاية مفادها (تستحقين خيرا مني)..

لا أفهم إن كان هذا اعتراف بسوء نفسه أو إنكار لذاته أو هو الصورة المثالية للخروج من أي مأزق بشكل أدبي مرتب وكأنه غلاف لأول كتاب لكاتب مبتدئ حتى ترى جمالية الغلاف تطغي على نصوصه أحيانا للافراط بالاهتمام بالصورة الخارجية، كثيرا ما أستغرب لما كل أحاديثنا يكون مثالها والمنطلق الأول منها هو مفهوم "الحب" بشتى أنواعه وأشكاله؟

ربما لأن أساسا الحياة مبنية على الحب، والهوى باب من أبواب جحيم القلب الذي إن طغى تكبر وتجبر وأبعد الإنسان عن الصواب، وقد كان لهذه الكلمة حصة في أقوال إمام المتقين وأمير المؤمنين فوصفها في حديثه "خالف الهوى تسلم وأعرض عن الدنيا تغنم" ثم انعطف في الوصف أكثر وتعمق ليصل مكامن النفس فذكر عنه (عليه السلام) "القلبُ خازنُ اللسانِ" و"العين بريد القلب" ومن هنا يمكن أن يفسر لما أغلب أحاديثنا وأمثلتنا ترتبط بشكل مباشر فيما يخص الحب، فيندرج كما كبيرا من الأكاذيب تحت عباءته.

يضلل الناس أنفسهم طوال الوقت أنهم أكثر ذكاءً وأناقة وإن الحزب السياسي الذي يؤيدوه لا يرتكب أخطاء وكثير من المديح لأنفسهم، ففي التمهيد الذي كتبه عالِم الأحياء روبرت تريفرس لكتاب "الجين الأناني" من تأليف ريتشارد دوكينز، طرح تفسيرا جديدا لهذه التحيزات التي تخدم أغراضا ذاتية، وهو أننا نخدع أنفسنا لتمكن من خداع الآخرين، وهذا من شأنه منح المرء ميزة اجتماعية، وفي الحياة الواقعية من بين أكثر أنواع خداع الذات انتشارا فكرة تعزيز الذات، لطالما قال علماء النفس بأن الإنسان قد تطور بحيث يبالغ في تقدير صفاته الجيدة لأنه يبث بداخله شعورا جيدا عن ذاته، غير أن الإحساس الإيجابي بالذات ليس له تأثير على بقاء الإنسان على قيد الحياة، وثمة زعم آخر يحظى بتأييد يقول بأن تعزيز الذات يدعم تحفيز الذات، مما يؤدي إلى تحقيق إنجازات أكبر، ولكن لو كان التحفيز هو الهدف، كان التطور سيدفع الإنسان ببساطة لأن تكون دوافعه أقوى وأن يكون أكثر تحفيزا دون تكلفة تشويه الواقع، فالنظرة البراقة للنفس تؤثر على انطباع الآخرين وتجعلهم يرون الشخص كما يرى نفسه، مما يخلق فرصاً مع الآخرين، وفي إطار دعم هذه الفكرة، يقول كاميرون أندرسون، عالِم النفس: "أعتقد أن ثمة احتمالية جيدة أن يكون خداع الذات قد تطور بغرض خداع الآخرين" فيكون السؤال على النحو الآتي.

هل يخدع الإنسان نفسه لينجح في خداع الآخرين؟

خداع النفس هو عملية يقوم بها الشخص من أجل رفض الأدلة والحجج المنطقية، أو تبرير أهميتها، وينطوي خداع النفس على إقناع الشخص نفسه بوجود حقيقة (أو عدم وجودها) حتى لا يكشف المرء عن أي معرفة ذاتية بالخداع، هو توهمه لحقيقة على نحو يخالف الواقع ولكن يتفق مع هواه ورغبته والفرد بطبيعة الحال لا يكون متعمدا ذلك بل إنه يقوم بخداع نفسه دون وعي بذلك كأن تكون إمكاناته العقلية والعلمية ضعيفة ويرى هو عكس ذلك، ويقدم فون هيبل نصيحتين فيما يتعلق بخداع الذات، فيقول: "النصيحة المكيافيلية القائمة على الدهاء التي أقدمها على أنها وسيلة ناجحة فإذا كنت بحاجة إلى إقناع شخص ما بشيء ما، فإن أول شخص تحتاج إلى إقناعه هو نفسك" ويضيف أنه على الجانب الدفاعي، عندما يحاول أي شخص إقناعك بشيء ما، فكر في الدوافع التي ربما تحرك ذلك الشخص، حتى إذا لم يكن يكذب عليك، فإنه ربما يكون يخدع نفسه ويخدعك أنت أيضا، وهذه الآلية التبريرية كانت حاضرة في اجتماع إخوة يوسف حين تآمروا على أخيهم، فكان لا بد من البحث عن مسوغ أخلاقي يجمل قبح جريمتهم فكان هذا المسوغ: "يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين" يخلصهم من وطأة الذنب ليسكتوا صوت الفطرة الذي يقض مضاجعهم.

لقد أقام الله عز وجل على الإنسان الحجة من داخل نفسه يقول تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره"، فمهما ساق الإنسان من مبررات واختلق حججاً لا تزيد عن كونها مكابرة، وفي لحظات الصفاء النفسي يكون قادراً على التفريق بين ما يؤمن به وما يدعيه ويحاول أن يطليه بطلاء القناعات يقول تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون".

ببساطة متناهية، إياك أن تبدأ عملاً وأنت تعلم أنك لن تنجزه، ثم إياك أن تقدم قربان شعور أنت خال منه بهدف غريزي بحت لا يعرف للحقيقة باب، ثم ببساطة أكثر قل كل الكلمات كما هي دون تزويق لفظي يشير إلى عدة معاني فقد يتعلق الغريق بتلك القشة فاقطع حبال الظن بحقيقة لتسلم وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه".

الانسان
التفكير
السلوك
صحة نفسية
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    خمسُ دقائِق إلى الغَدير

    النشر : الأثنين 17 آب 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شيروفوبيا: تاريخ انقضاء السعادة

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الحسين.. ذكر يتجدد وعدو يترصد

    النشر : الأربعاء 25 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الخريجون.. أحلام في غياهب الجب وأمل التعين بات مستحيلا

    النشر : الأحد 08 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهو سبب ارتفاع اصابات وفيات الحصبة؟

    النشر : السبت 18 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اجتماعات العمل.. تطوير للمهارات أم هدر للوقت؟

    النشر : الأربعاء 10 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 371 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 364 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 337 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1016 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 9 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 9 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 9 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة