• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فقاعة التزويق اللفظي

هدى المفرجي / الأربعاء 01 حزيران 2022 / ثقافة / 2477
شارك الموضوع :

لا أفهم إن كان هذا اعتراف بسوء نفسه أو إنكار لذاته أو هو الصورة المثالية للخروج من أي مأزق

صهيل لاهب تجاوز أسوار النفس وكأنه خيل الفاتحين بقرطبة، حتى ما حام طيف حولي راحت مقلتاي تتبعه فهو الحقيقة وكل جلاسي أوهام، يمتثل طيفه بأبهى صورة ثم تهاجم الحدث ذاكرتي بكلماته التي كانت كأنها السم الزعاف بهيئة باقة ورد فاخرة، غريب كيف لإنسان أن يصوغ من حوص قديم عقد لؤلؤ بارز يغوي المارة، هكذا كانت كلماته مرتبة لؤلؤة تلو أخرى وهو يبادر الحديث بأسلوب منمق مختار بعناية ليرسم نهاية مفادها (تستحقين خيرا مني)..

لا أفهم إن كان هذا اعتراف بسوء نفسه أو إنكار لذاته أو هو الصورة المثالية للخروج من أي مأزق بشكل أدبي مرتب وكأنه غلاف لأول كتاب لكاتب مبتدئ حتى ترى جمالية الغلاف تطغي على نصوصه أحيانا للافراط بالاهتمام بالصورة الخارجية، كثيرا ما أستغرب لما كل أحاديثنا يكون مثالها والمنطلق الأول منها هو مفهوم "الحب" بشتى أنواعه وأشكاله؟

ربما لأن أساسا الحياة مبنية على الحب، والهوى باب من أبواب جحيم القلب الذي إن طغى تكبر وتجبر وأبعد الإنسان عن الصواب، وقد كان لهذه الكلمة حصة في أقوال إمام المتقين وأمير المؤمنين فوصفها في حديثه "خالف الهوى تسلم وأعرض عن الدنيا تغنم" ثم انعطف في الوصف أكثر وتعمق ليصل مكامن النفس فذكر عنه (عليه السلام) "القلبُ خازنُ اللسانِ" و"العين بريد القلب" ومن هنا يمكن أن يفسر لما أغلب أحاديثنا وأمثلتنا ترتبط بشكل مباشر فيما يخص الحب، فيندرج كما كبيرا من الأكاذيب تحت عباءته.

يضلل الناس أنفسهم طوال الوقت أنهم أكثر ذكاءً وأناقة وإن الحزب السياسي الذي يؤيدوه لا يرتكب أخطاء وكثير من المديح لأنفسهم، ففي التمهيد الذي كتبه عالِم الأحياء روبرت تريفرس لكتاب "الجين الأناني" من تأليف ريتشارد دوكينز، طرح تفسيرا جديدا لهذه التحيزات التي تخدم أغراضا ذاتية، وهو أننا نخدع أنفسنا لتمكن من خداع الآخرين، وهذا من شأنه منح المرء ميزة اجتماعية، وفي الحياة الواقعية من بين أكثر أنواع خداع الذات انتشارا فكرة تعزيز الذات، لطالما قال علماء النفس بأن الإنسان قد تطور بحيث يبالغ في تقدير صفاته الجيدة لأنه يبث بداخله شعورا جيدا عن ذاته، غير أن الإحساس الإيجابي بالذات ليس له تأثير على بقاء الإنسان على قيد الحياة، وثمة زعم آخر يحظى بتأييد يقول بأن تعزيز الذات يدعم تحفيز الذات، مما يؤدي إلى تحقيق إنجازات أكبر، ولكن لو كان التحفيز هو الهدف، كان التطور سيدفع الإنسان ببساطة لأن تكون دوافعه أقوى وأن يكون أكثر تحفيزا دون تكلفة تشويه الواقع، فالنظرة البراقة للنفس تؤثر على انطباع الآخرين وتجعلهم يرون الشخص كما يرى نفسه، مما يخلق فرصاً مع الآخرين، وفي إطار دعم هذه الفكرة، يقول كاميرون أندرسون، عالِم النفس: "أعتقد أن ثمة احتمالية جيدة أن يكون خداع الذات قد تطور بغرض خداع الآخرين" فيكون السؤال على النحو الآتي.

هل يخدع الإنسان نفسه لينجح في خداع الآخرين؟

خداع النفس هو عملية يقوم بها الشخص من أجل رفض الأدلة والحجج المنطقية، أو تبرير أهميتها، وينطوي خداع النفس على إقناع الشخص نفسه بوجود حقيقة (أو عدم وجودها) حتى لا يكشف المرء عن أي معرفة ذاتية بالخداع، هو توهمه لحقيقة على نحو يخالف الواقع ولكن يتفق مع هواه ورغبته والفرد بطبيعة الحال لا يكون متعمدا ذلك بل إنه يقوم بخداع نفسه دون وعي بذلك كأن تكون إمكاناته العقلية والعلمية ضعيفة ويرى هو عكس ذلك، ويقدم فون هيبل نصيحتين فيما يتعلق بخداع الذات، فيقول: "النصيحة المكيافيلية القائمة على الدهاء التي أقدمها على أنها وسيلة ناجحة فإذا كنت بحاجة إلى إقناع شخص ما بشيء ما، فإن أول شخص تحتاج إلى إقناعه هو نفسك" ويضيف أنه على الجانب الدفاعي، عندما يحاول أي شخص إقناعك بشيء ما، فكر في الدوافع التي ربما تحرك ذلك الشخص، حتى إذا لم يكن يكذب عليك، فإنه ربما يكون يخدع نفسه ويخدعك أنت أيضا، وهذه الآلية التبريرية كانت حاضرة في اجتماع إخوة يوسف حين تآمروا على أخيهم، فكان لا بد من البحث عن مسوغ أخلاقي يجمل قبح جريمتهم فكان هذا المسوغ: "يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين" يخلصهم من وطأة الذنب ليسكتوا صوت الفطرة الذي يقض مضاجعهم.

لقد أقام الله عز وجل على الإنسان الحجة من داخل نفسه يقول تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره"، فمهما ساق الإنسان من مبررات واختلق حججاً لا تزيد عن كونها مكابرة، وفي لحظات الصفاء النفسي يكون قادراً على التفريق بين ما يؤمن به وما يدعيه ويحاول أن يطليه بطلاء القناعات يقول تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون".

ببساطة متناهية، إياك أن تبدأ عملاً وأنت تعلم أنك لن تنجزه، ثم إياك أن تقدم قربان شعور أنت خال منه بهدف غريزي بحت لا يعرف للحقيقة باب، ثم ببساطة أكثر قل كل الكلمات كما هي دون تزويق لفظي يشير إلى عدة معاني فقد يتعلق الغريق بتلك القشة فاقطع حبال الظن بحقيقة لتسلم وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه".

الانسان
التفكير
السلوك
صحة نفسية
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    هل يتأثر الطفل بطباع بوالديه؟

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    فن الإلقاء وأسرار مخاطبة الجمهور

    النشر : السبت 27 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    جدلية قيادة المرأة للسيارة بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 28 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    بعد حادثة ميناء العقبة في الأردن.. ماهي سبل الوقاية من غاز الكلورين؟

    النشر : الأربعاء 29 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    اقتل شيطانك

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    أهمية السرد القصصي للأطفال

    النشر : السبت 25 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 465 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 407 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 377 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1086 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 14 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 14 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 14 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة