• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اختلاجات روح

مروة خالد / السبت 02 آيار 2020 / منوعات / 2676
شارك الموضوع :

هي لا تملك سوى أن تهديهم أحلامها البعيدة، فتسافر معهم حيث وطن صغير يضمهم بين جدرانه

خواء الجيوب وأنين الروح الواهنة ونظراتها التائهة بفضاء الوحدة لأجفان محملة بأنواع الألم وأشكال كثيرة من الحسرة..

ترسم لحلمها خريطة تبني على خطوطها سنوات عمر، يوما بعد يوم وليلة تلو أخرى، على أمل أن ينجلي ليل الهموم وينبلج نهاره وتصبح في وطن صغير تفترش أرضه وتلتحف سقفه يسعها وأولادها.

تراه عالما، بل حلما وأعدت به صغارها الليلة الماضية، وكل ليلة في قصص ما قبل النوم، بيت، ألعاب كثيرة، وحديقة مليئة بالزهور..

هي لا تملك سوى أن تهديهم أحلامها البعيدة، فتسافر معهم حيث وطن صغير يضمهم بين جدرانه..

 كثيراً ما أوهمت نفسها وظنت أن حلما قد تحقق إلا أنها كانت أوطان مستعارة! أراقت الكثير من ماء الوجه وراح ادراجها لعزٍ داخلي..

لا أصعب من أن تكون مهاجرا طوال حياتك! نازحا جل سنوات عمرك! تسعى للاستقرار دون تغيير يذكر.

ترى العالم من حولك في حركة دائمة وأنت لا تزال تقبع تحت ثقل الفقر وقلة الحيلة،

فتمني النفس تفاؤلا بغد جديد قد يأتي عوض لما قاست من محن ومأساة سحقت روحها بأقدام القسوة ومزيد من الظلم..

ومع ساعات الصباح الأولى يتلاشى الحلم بحقيقة لها مذاق المرارة، ويتلاشى شعور التفاؤل الجميل، مطرودا بحقيقة العيش في دهاليز مظلمة من العدم واستحالة التغيير.

بعيون الأمل ترى في طريق الصبر الطويل ثمة باب مشرعة على مصراعيها لكنها ومنذ سنوات تواصل الطريق صوبها بسرعة قصوى بالطريقة ذاتها فلا تصل بسنوات ضوئية عديدة لأنها ليست إلا سراب.

فلا حقيقة لنهاية سعيدة في المسلسلات الطويلة ذات الحلقات المتتالية على نسق واحد من البؤس، ثم يتغير بليلة أو ضحاها حال البطل من الفقر والحرمان إلى السعادة. 

ولما لم تكن بوادر أو علامات على تغير وإن كان طفيفا لحالٍ شل حالها، تتخلى عن أحلامها بحالة من اليأس، ويتسلل الألم لأعماق الروح وينهش القلق أحاسيسها، قد مات علي ولا أحد يفكر بقتل الفقر من بعده!.

هي لا تزال صامدة وسط أعاصير العازة في زمن الغلاء إلا أن تعابير وجهها تشي بشيخوخة مبكرة تقف على أعتاب ملامح روحها القابعة خلف الجسد النحيل ويداها المتشققة من مشقة الحياة..

هي ليست في عداد الشباب أمام مرآتها، إلا أن عدت الأرقام القليلة تضمها إلى لائحت الثلاثينيات من العمر.

سلسلة أيامها متعاقبة لا جديد قد يخترق ايامها ويصم صوت الخواء لجيوب خلت من أقل قطعة نقدية قد تقنع أولادها أو يقتنعوا دونها، حرارة الدمع لخلجات الروح باتت تؤرقها، وحظها العاثر يعدها بمزيد من البؤس..

فتخشى أن لا تحصل على قطعة أرض وإن كانت في منأى عن المدينة تواري فيها بقايا جسدا أنهكته أيام الفقر وأكلت منه الهموم ما تشتهي.. 

فالبائسين لا تمنحهم الحياة حتى قبور، فتتصور روحها المعذبة حرة طليقة بعد أن تحررت اخيرا من قيود الحياة البائسة، ومن البعيد حيث أولادها وريثي التعاسة والبؤس يشقون في حياة لا تعرف الرحمة ولا تؤمن بالطهارة والتعفف وتميتهم قهرا.

فتنظر هي بنفس التعاسة لقطع روحها في تقلبات الحياة.. لكن حسبها ربا له رفعت أكف الدعاء متوسلة، ومع كل تضرع جديد يغتها في البلاء غتا، ليطهرها فيرفعها مخفة من الذنوب..

ولها بذاك الغريب المشرد أسوة فتناجيه وهو بحالها أعلم ،يا صاحب الزمان يامن الأرض لك هبة، سيدي لا وطن يأوي روحي التائهة في ظلام وحدتي..

كن قريبا مولاي.. اربط على قلبي..

الظلم
الحزن
الانسانية
الفقر
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    هل جميع المتدينين تعساء؟ وما هي علاقة الدين بالسعادة؟

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    ولو كُنتَ عاملاً.. وظيفتك تُكمّل الحياة

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    عناق الأسماء

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    سمسمةٌ وصغارِها الثلاث

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    كيف تحسن مزاجك في أيام الشتاء؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    هل تؤثر التكنولوجيا على أدمغتنا؟

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة