• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عناق الأسماء

آية طه / الأثنين 06 آذار 2023 / تربية / 1816
شارك الموضوع :

أقبل عليها اسمه كالشهاب الثاقب أشعل وأضاء فؤادها الذي أنسوه عهد الذر الذي بين وجوده المبارك وبينها

تساؤل.. ابتدأ الأمر كله من تساؤل واحد! لمَ تعقدون مجلس بإسمه وهو حاضر بيننا؟ ألا تقولون أنه حاضر غاب شخصه!

لم يسبق لها أن تعيش صراع التساؤلات بهذه القوة، فكل ما كان يشغلها هو التحضر للامتحانات الوزارية للصف الثالث المتوسط حتى أقبل عليها اسمه كالشهاب الثاقب أشعل وأضاء فؤادها الذي أنسوه عهد الذر الذي بين وجوده المبارك وبينها! 

بينما كن يغازلن بضحكاتهن خيوط الشمس ويجدلن بعفوية قلوبهن حكايات الفتوة في الاستراحة بين الدرس الثاني والثالث تبعثرت حروفها تساؤل ودهشة حين دعتها ابنة عمتها إلى مجلس يقام بإسم صاحب العصر والزمان فأردفت وفي عينيها ألف استفهام "مجلس للإمام المهدي!".

أحست أن ثمة مشاعر غريبة تدغدغ نبضاتها ثمة عهد/ميثاق/لقاء قديم أزلي في قعر فطرتها بين اسمها واسمه لكنها كانت كمن أفاق من غيبوبةٍ فقد على أثرها ذاكرته ويحاول استعادة شيء من ذلك العهد وصور ذلك اللقاء ولكن... ثمة حاجز غليظ أُحكمت أقفاله ما كان بإستطاعتها أن تَفك شيء منه أو تعرف ماهيته.

انتظرت ذلك المجلس بالفضول تارة! وبشعور مجهول تارة أخرى وكأنها تبحث عن ضالة أُخذت منها قسراً ومُحيت من ذاكرتها بعمدٍ جَهول! وألقيت في بحر هائج كثعبان موسى التي كانت تلقف ما حولها...

فلما أفضت ساعات ترقبها آخر حبة رمل في قارورة إنتظارها احتضن اسمه لحاظ عيناها بدموع أمٍ وجدت طفلها المُلقى من حضنها في تابوت سكينته في يَم الضياع هنا استقر على الساحل بعد أن قطع أميال مسيرها يحسب بالآلآم لا الأيام..

بدأ غزل المشاعر يدب في قلبها منذ أول دمعة له داعبت وجنتيها البائستين من القلوب الخشنة التي أحاطت بها الخالية نبضاتها من سكينة اسمه الوضاء، ما كان بيدها إلا أن تناجي ربها بثلاثين طورا من الأشجان فيتمهن الله بعشر ليكشف عنها أيام عجاف لينير شهابه سماءها التي لم يتبق من سماويتها إلا الإسم كانت أول مرة ترفع فيها رأسها للسماء فلَم تلحظ غير "دخان مبين" لولا فسحة نوره التي امتدت إليها دفئ ابوة/تجليات رحمة الهية/يد حانية تربت على فزع قلبها الذي أحاطته مخاوف ما كانت تتصور أن تعيشها في يوم قط! أول مرة تشعر بهلع الفراق/التقصير/الابتعاد الأبكم الأصم الأجوف الذي ملأ روحها خواء..

عودة..

بدأت صور ذلك الميثاق تلوح في سماءها بعد أن شوهت دنيا خضراء الدمن "فطرة الله التي فطر الناس عليها" ثمة يد خفية بدأت تفك أقفال غشاوتها، تسلل شيء من تلك ال "بَلى" وعهود ومواثيق الذر خفية بين نبضاتها ودقائق افكارها تساؤل تلو آخر بسملته اسمه أين/لم/متى.

كان لا بد من أن ترقب نجوم "لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر" في سمائها الملبدة سواداً فكان كل حرف من اسمه نجم سماؤها الثاقب والدليل الناصح..

ولادة روح "يخرج الحي من الميت".

ابتدأت فصل جديد من حياتها ودت لو محيت كل ثانية ما كان فيها اسمه تسبيح شفاها متحجرة من حروف أنهشت قلبه ألم تبحث عنه في الكلمات الرابصة على شفاه كل ذاكر له وبين دموع باكية "وأصبح فؤاد أم موسى فزعا" تجري دموعا له كـسبايا تَفر على وجوهها في البيداء/نار اشتملت بعباءة علوية/ مقنعة سقطت قسرا من وجه آل الله/أطفال هاربة تتلقاها حسك السعدان..

صارت تراتيل نبضاتها وأوتار حبها ومقياس أعادت به هيكلة كل تفصيل في حياتها فكان ترقبها لذلك المجلس قد خط من ألف انتظاره أبجدية دافئة/صامدة لكيانها الهزيل في فوضى التشتت..

فاض حبها له نهرا من حنانه فصار يُرى ويُسمع ويَرسم صور في الأذهان تخاطب كل ذي لب كيف أن صاحب هذا الوجود يعيد ما غير وامتحى من خلق الله! نكاية بصاحب الوعد وجنوده "لأمرنهم فليغيرن خلق الله". 

أدركت آية بعد أن التقطها اسمه من هاوية الضياع كيف أن فطرة الإنسان تحرف لا تأويل الآيات بين دفتي الكتاب المقدس فحسب وكيف يعيد صاحب القلوب كل آية كما جاءت في التنزيل والتأويل فكانت شعلة حبها له من آياته العظام وكل آياته عظيمة!

أمسى تابوت ملكه لقلوب منتظريه يلوح في مخيلتها فَرد الله عليها مسحة غيم من سكينة ذلك التابوت حتى صارت تُنادى "سكينة المهدي" .

وكل أملها أن يناديها يوما بصوته "الذي يشبه صوت علي في ليالي الجمعة وهو يملأ زمهرير جدرانهم دفئا وأمانا يرتل على قلب كميل" من جانب الطور فتخلع نعالها حيث الوادي المقدس لكن بروح بشر خلف الكاظم (عليه الصلاة والسلام) تهفو إليه وبترب نعله تمسح الوجنات، ويقطع أيدي السامري أن يمس ذلك التراب وتلعن عجله بين يدي صاحب قلبها فتنثر في دقائق سمائها تراب وطئته قدماه كي تعود شمسها على قيد وجوده مشرقة تنسج من خيوطها حكايا بسملتها اسمه وخال خديه وجمال عينيه ولكن حتى في جانب طور عظمته لن تنتهي تساؤلاتها! فحين يعود لكل شيء بريقه بعودته ماذا عن بريق عينيه هل يعود؟.

الامام المهدي
التاريخ
العقائد
الشيعة
العاطفة
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من هم بني أمية عصرنا الراهن؟

    النشر : الأربعاء 18 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    مواجهة الحياة تحت الوان.. اسود احمر ابيض

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    على ناصية الحلم.. أُقاتل

    النشر : الخميس 17 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    عندما ننادي يا صاحب الزمان.. ثم ماذا؟

    النشر : الأربعاء 08 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    المجاملة.. بين الكلام المعسول وتلطيف العلاقات بين الناس

    النشر : الأثنين 28 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1195 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة