• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على ناصية الحلم.. أُقاتل

هدى المفرجي / الخميس 17 آب 2017 / تربية / 4381
شارك الموضوع :

لم اتخلَ عن نوتاتي يوما لكن تركتها في سبات فقط، لأكمل رسالتي التي ارسلها لي الله على شكل فارس وستة ازهار..احيانا لايعطينا الزمن تلك المساحة ا

 

لم اتخلَ عن نوتاتي يوما لكن تركتها في سبات فقط، لأكمل رسالتي التي ارسلها لي الله على شكل فارس وستة ازهار.. احيانا لايعطينا الزمن تلك المساحة الكافية حتى لحلم وردي واحد ربما لأن الله احبني فابتلاني بمسؤولية كبيرة ..

اليوم وبعد مرور اربعة وعشرون عاما، تنظر مقلتاي شمالا ويمينا وانا اراقب ازهاري كيف كبروا وملؤوا البيت عبيرا،ضحكاتهم، كل شيء فيهم يدعوني للنظر للسماء ثم اردف قائلة: (الحمد لك يا الله)، ثم انظر لتلك النافذة التي امامي وخيوط الشمس تتسلل منها، تأخذني الذاكرة لأيام زواجي الاولى ..

ارتفعت الزغاريد من الحناجر والجميع يبارك الزواج، كل شيء داخلي مختل مابين ألم الوداع لعائلتي وكأنهم يقودوني نحو المقصلة لا نحو حياة جديدة واكمال نصف الدين، وما بين خوف الاختلاف وماذا لو.. راودتني افكار كثيرة ولكن سأتأقلم فأنا ابنة ابي التي طالما كانوا يعتمدون عليها..

اليوم وبعد مرور سبعة ايام _اي للعروس حق في احتفال السابع_، بينما كنتُ اراقب اغراض المنزل تخرج غرضا تلو الاخر على يد اخ زوجي، الرجل المتمكن الذي تلعب الاموال بين يديه وكأنها تداعب الريح، لكن كل ماقام به عندما انتقل من البيت أن أخذ كل شيء.. حتى تلك الاشياء التي بلا قيمة!.

حتى الآن لازلت اتذكر قدميه وهي تخطو نحو الحمّام لتحمل ذلك الاناء القديم الذي كنا نُسخّن فيه المياه، ثم تلاه المراوح وحتى خزان الماء، فالفراش ليصبح البيت خاوياً، يُسمع صوت الصدى فيه!.

كانت عيناي تراقب كل غرض يخرج وتصاحبه بدمعة كمنديل العرس ناعمة لاتجرح، جلستُ على ركبتَي، وضعت رأسي بين دفتي يدَي ثم نظرت للبعيد: يارب هل انا في حلم ام في حقيقة، وياليته كان حلما فبدل ان اكون في حفلة السابع من زفافي كنت جالسة اتنفس شهيقا مختنقا وكأنه غصة في ثنايا الحنجرة، اغمضت عيني لبرهة ثم وقفت على ناصية الحلم وتوكلت على الله، جردت غرفتي من اثاث العروس لأرسم للبيت روحا ثانية تتسم بالتوكل على الله، فلن يبقى شيء كما هو ..

ومن هنا بدأت رحلتي لأكون امرأة مسؤولة، جعلتُ لي وللأبرة احلاما لاتضاها والخيط يتراقص على اناملي وكأنه يقول:استمري ان الله معك، عملت في الخياطة، اقتصدت في كل شيء ورغم قلة المال لم ابخل يوما على احد ولم ارد شخصا سألني الحاجة، مرت بي لحظات اقسى من ان تذكرها الحروف او تصفها اغنية حزينة، فقط توكلتُ على الله ووجدت نفسي اخرج بكل قوتي من جديد.. وقفتُ على ناصية الحلم وقاتلت، ثم تعود بي الذاكرة الى اليوم ليقاطع صوت ابنتي افكاري، نظرت لها وللجميع، انا الان اسكن جنة الله؛ كربلاء،ولي من نعم الله مايكفي لأخِرَّ ساجدة كل يوم اشكره، فالغنى هو في الروح والنفس لا بكثرة المال، فحتما من نظر للمال انه السعادة فقط او من امتلكه الطمع خوفا من قلة امواله هو فعلا يبني لروحه حلما مهجورا ..

اليوم ذات الشخص الذي جردنا من كل شيء يعيش حياة اشبه بالحرمان رغم ما كان يملك من كثرة الاموال، هو الان يسكن في مكان صغير جدا لايسع الضيوف حتى، مازال ذاك الاثاث القديم يرسم الوحدة على جدرانه رغم من حوله،رغم انه كان يستطيع تحقيق اكبر الاحلام، وانا التي راقصت الابرة والخيط، اليوم انظر لزهوري وفارس بيتي كيف هم يعيشون حياة سعيدة رغم بعض العقبات لكن الحمد لله فشتان مابين اليوم والامس..

صدق الإمام الصادق عليه السلام عندما قال: "إن أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة، فاقطع الطمع عما في أيدي الناس"...

فالطمع يمحق البركة ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم،الطمع صفة وضيعة، إذا أصابت الإنسان جعلته عبداً لتلبية هذه الحاجة أو تلك، وأسقطته من أعين الناس، لأن القلوب تتعلق بالمترفع عن ذلك، الذي يبذل ويعطي أكثر مما يسأل ويأخذ، والطمع إذا احتل القلب جعله مريضاً غافلاً، يسحق تحت أقدامه كل الصفات الإنسانية وهو يلهث وراء أهداف رخيصة سولتها له نفسه.

عن الإمام الكاظم عليه السلام لهشام وهو يعظه: (إياك والطمع، وعليك باليأس مما في أيدي الناس، وأمت الطمع من المخلوقين، فإن الطمع مفتاح للذل، واختلاس العقل، واختلاق المروات، وتدنيس العرض، والذهاب بالعلم).

اما اليوم، الذاكرة تخبرني انني بحلم صغير انشأتُ بيتاكبيرا سعيدا ومن قطع وتين السابع بمال كثير لم يستطع حتى ان يُنشئ حلما صغيرا ..

حقا ان الله يقدم على قدر النوايا ومن يمتلكه الطمع تكسره الايام.. لذلك، اليوم ايقنتُ ان لكل حلم يوم ويتحقق فقط عندما نحارب في سبيله، فكما قال الشاعر: "قف على ناصية الحلم وقاتل"..

 

الايمان
التحدي
العمل
الاخلاق
قصة
الارادة
النجاح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تقيم مخيم الربيع العلوي

    النشر : الأربعاء 03 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    التربية الحسنة.. خير من الكنوز والجواهر

    النشر : الأحد 12 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    يوميات استكان شاي

    النشر : الأربعاء 26 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    البحث عن الحقيقة.. سلمان المحمدي إنموذجًا

    النشر : الثلاثاء 13 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    لمسة أمل.. فريق تطوعي احتضنهم شعار حب الحسين يوحدنا

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 15 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة