• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سمسمةٌ وصغارِها الثلاث

هدى المفرجي / الثلاثاء 23 آيار 2023 / تربية / 2065
شارك الموضوع :

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

قبل أيام داهم دارنا زائر لطيف، هزت الباب بيديها تطلب الدخول وما إن فتحنا الباب حتى مرت كلمح البصر داخلة دون استئذان وتمددت في زاوية الدار مطلقة صوتا مؤلما يأخذ القلب في ترنيمته، رقَّ قلب أمي قائلة لنا: احضروا لها الطعام فهي حبلى وبعثها الله لنا فرزقها هنا، مرت الأيام وأصبحت هذه الزائرة بين الفينة والأخرى تطرق قلوبنا حتى اختفت بعدها ليومين متتاليين ظن الجميع أنها مامن عودة لها، وفي لحظة سكون رأيناها تنزل أدراج الدار وهي خفيفة كالريشة اختفى ثقل وزنها مما جعلنا نتساءل هل ياترى ولدت؟!

وبعد متابعة لطيفة منا وجدناها قد ولدت في الغرفة الفارغة داخل دارنا وتحولت من زائر إلى مقيم رغماً عنا فكل محاولاتنا بإبعادها باءت بالفشل فقد قررت أن تسكن معنا وأحضرت صغارها الثلاثة إلى أمي لتريها إياهم لعلها تشعر بشعورها كأُم تطلب الملجأ الآمن لصغارها فلا يشعر بشعور الأُم سوى أُم مثلها، ومازلت أنظر لأمي وهي تسعى لتغذية القطة (سمسمة) كما دعتها لنعومتها وجمالها وكيف تعتني بها قائلة أن الله الذي لا يترك مخلوقا له في حيرة، هو من بعثها لأنه يعلم قلوبنا ولا يرد متوكلا طرق بابه فهم أقوام مثلنا يدعون الله فيستجيب لهم فأُمي تملك القناعة التامة أن التوكل يشمل كل ماخلق الله دون استثناء، مما جلعني أبصر في مكامن نفسي عن التوكل وكيف انتابني الشك أنني لا أجيد ماهيته بل كل ما أعرفه عنه كلمةٌ صيغ بها.

التوكل مركز للإطمئنان

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له فهو من ينير القلب ويسكنه مساكن الطمأنينة، فإن أجل العبادات التي يَتعبد الإنسانُ بها لربه هي: عبادة القلب، بل جُل أركان الشريعة كالإحسان، والإيمان كلها عبادات قلبية، لا يتحقق إيمانُ عبد بدونها، وهذه العبادات ليست مجرد معان تُدرك في الأذهان، بل هي عبادات وقواعد يريد الله تعالى من عباده أن يُرى أثرها عليهم في حياتهم، وإن من أهم قواعد القرآن هي قاعدة التوكل حيث تملأ القلب يقيناً وطمأنينة فلقد وعد الله عباده ومن أصدق منه وعداً فقال: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، أي مَن توكل على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وفَعل ما أمر به من الأسباب، مع كمال الثقة بتسهيل ذلك، وتيسيره (فَهُوَ حَسْبُهُ) أي: كافيه الأمرَ الذي توكل عليه به، وآيات القرآن الكريم طافحة بالحديث عن التوكل، وفضله، والثناء على أهله، وأثره على حياة العبد حيث إن التوكل على اللّه عز وجل مطلوب في كل شؤون الحياة، كما في قوله تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، وأيضا قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

وغيرها من الآيات الكثيرة التي ذكر الله تعالى موطن التوكل فيها ففي كثير من الأحيان حين تصيبنا وعكة الجزع وقلة الصبر والتعب من وضعنا الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم تنهار جوارحنا ونذهب بكل الأسباب التي أدت إلى فشلنا بأنها من صنيع الخالق وأن كل مافعلناه أصبح هباءً لا ذكر له، وفي نهاية الأمر حين نتلقى النصح نردف قائلين «لقد توكلنا فلم يجب» غير منتبهين أننا قد وقعنا في شباك التواكل وهو نقيض التوكل وأراد الله أن نتوكل لكن لم يرد بنا أن نتواكل، فلو تساءلنا عن ماهية التوكل الحقيقية سنجد أن مكانه قلب المؤمن، وأما الأخذ بالأسباب فمكانه الجوارح والأعضاء فالتوكل عامة يجمع شيئين أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأن قدره نافذ.

والثاني: تعاطي الأسباب فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل، لأن الله عز وجل أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وأمر رسوله بذلك وفطر العباد على الأخذ بها، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب، فلو نستذكر قصة مريم (عليها السلام) حيث إنها لم تدع الأسباب حين توكلت على الخالق في أمرها فعند قوله تعالى لها: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}، وهنا أمر لها بالأسباب وقد هزت النخلة، حتى وقع الرطب فليس في سيرتها ترك الأسباب والتوكل دون الأخذ بها، فكلاهما مكمل للآخر، وهنا أدركت أنني في بعض مطارح كنت شخصاً متواكلاً ولم أتوكل، فالتوكل هو اعتقاد في النفس أن الشيء لا يكون إلا بإرادته، والتفويض جوهر التوكل، وفي التفويض إذعان وثقة، وفي الثقة معنى العبودية لله تعالى، فالتوكل إيمان، واعتقاد، وأخذ بالأسباب، ودعاء وسعي، وكل ذلك يجعل الإنسان في عداد المتوكلين الذين ملأ الله قلوبهم بالثقة به، والإعراض عما سواه، فكفاهم وآواهم.

 

التوكل
السلوك
قصة
القيم
الايمان
القرآن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من هم بني أمية عصرنا الراهن؟

    النشر : الأربعاء 18 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    مواجهة الحياة تحت الوان.. اسود احمر ابيض

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    على ناصية الحلم.. أُقاتل

    النشر : الخميس 17 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    عندما ننادي يا صاحب الزمان.. ثم ماذا؟

    النشر : الأربعاء 08 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    المجاملة.. بين الكلام المعسول وتلطيف العلاقات بين الناس

    النشر : الأثنين 28 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1195 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة