وردت عدة فقرات في دعاء الندبة بدأت بـ(أين) وكلها مفصلية وأساسية في إقامة دولة العدل الإلهية، ولكن الأخطر في هذه الفقرات والأوجب لاستشعاره حجم الاضطرار في زمن غيبة إمامه الهادي المهدي (عجل الله فرجه) هي هذه الفقرة [أين محيي معالم الدين وأهله]*.
نعم قطع دابر الظلمة وحبائل الكذب، ابادة الفسق، ازالة الجور، هدم أبنية الشرك كلها مفصلية إلا إن هذه الفقرة تنبئ عن خطر كبير سوف يصل إليه المجتمع المنتظر لإمام زمانه وهو موت معالم الدين في النفوس، فهي عطفت (أهله) على معالم الدين التي سيحييها الإمام عند ظهوره المبارك، هنا ندرك حجم خطورة الأمر.
محاذير ثلاث نستلهمها من هذا الاستفهام
المحذور الأول هو حفظ المرء لدينه من هذا الموت، وكيف أن لا يكون تدينه ليس فيه شيء من الدين إلا رسمه! فهذه الفقرة لم تصف عوام المتدينين بل قال أهله!! وهنا تكمن الخطورة.
المحذور الثاني إن كان أهل التدين معالم الدين الذي يحملونه قد يكون هكذا فكيف بالمتدين البسيط؟! ففي هذه الفقرة تحذير بأن يتفحص الإنسان دينه، ويعرضه على ما ورد عن الأئمة وسيرة الصالحين والعلماء الربانيين الأقرب ثم الأقرب من زمن المعصوم.
المحذور الثالث أن ليس كل من ادعى إنه من أهل الدين هو هكذا، فلابد أن يكون الإنسان المؤمن حريصا بمعرفة ممن يسقي بذرة تدينه، وبماذا يسقيها؟ كي تبقى حية لا تموت، ويكون ممن يدقق عمن يأخذ دينه، ولا يسلم بكل ما يأخذه ويسمعه بل يراجع ويتفحص.
تحذير باطنه لطف
كما وإن في هذه الفقرة لطف خفي هو أن ندرك حقيقة كم نحن نحتاج أن يجعل الإمام ديننا حياً الآن…الآن لنكون من أهل الدين الحي بما حيا عليه محمد وآله، كي لا نصل إلى يوم ظهوره فنكون -نستجير بالله تعالى- ممن يحتاجون إلى أن يحيي الإمام دينهم وهم لا يشعرون بأنهم كانوا من أهل الدين الميتة معالمه.
هذا وأن الجدير بالالتفات إليه إن الأحياء لدين أهل الدين هو متحقق سواء كان الإمام غائبا أو حاضرا، وهذا متوقف على همة وحرص الإنسان المنتظر نفسه، فهو من يغتنم هذه النظرة الرحيمة فيستنزلها من خلال التوجه لباب الله تعالى والطلب منه عجل الله تعالى فرجه ليوفق ويترقى بها من موت دينه.
____
اضافةتعليق
التعليقات