• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الشَّبع المُؤقتْ

اسلام نادي / الثلاثاء 25 حزيران 2019 / تطوير / 2040
شارك الموضوع :

عندما كنتُ صغيراً في مرحلة الابتدائية كنتُ أرجِع مِنَ المدرسة أُهرول باتجاه أمي، أُمسك بطرف ثوبها وهي واقفة في المطبخ تطهو الطعام في حرّ ال

عندما كنتُ صغيراً في مرحلة الابتدائية كنتُ أرجِع مِنَ المدرسة أُهرول باتجاه أمي، أُمسك بطرف ثوبها وهي واقفة في المطبخ تطهو الطعام في حرّ الصيف بعد الظهيرة، أُخبرها بأنَّني أودّ الذهاب في الرحلة المدرسية الّتي أعلنَ عنها الأستاذ في الطابور صباح اليوم، تظلُّ والدتي تخبرني بأنْ أنتظر قليلاً حتَّى يأتي والدي لتُعرض عليه الأمر، في ذلك التوقيت لمْ تكن لديّ طاقة للصبر، وإنْ كانتْ لديّ ذرة منه فأعتقد أنها تتبخر مع حرّ الصيف وخصوصاً في وقت الظهيرة.

عندما أُلاصق والدتي وأظلُّ أبكي بجوارها وأُزعجها تصرخُ في وجهي وتبعدني عَنِ المطبخ، أُعاود الالتصاق بها مرةً أخرى فتبعدني للمرة الثانية، فأعود للمرة الثالثة فتبعدني، وعندما أصرّ على مطلبي وأنا قد قلَبْت البيت رأساً على عقب بسبب صراخي تتنهّد والدتي وتُحاول أن تلطف الجو وتُلهيني.. تدخل للغرفة المجاورة التي بها ألعابي فتأتي بلعبتي المفضلة وتسمح لي باللعب بها قبل أن أُنهي واجباتي الدراسية، أو ربَّما تفتح الحاسوب وتسمح لي بالجلوس عليه وممارسة الألعاب الَّتي أُريدها دون تحديد وقت معين كما في الأيام السابقة.

لسذاجتي أقع في الفخّ وألتهي باللعب باللعبة المفضلة الَّتي ستظلّ موجودة إلى ما بعد انتهاء الرحلة المدرسية، أو أتناسي الرحلة عندما أندمج مع ألعاب الحاسوب وأحاول الانتصار فيها، هكذا يكون الشَّبع المُؤقت، تنامى معنا مُنذ الصغر وكبر تدريجياً واتَّسع بانخراطنا داخل المجتمع.. العالم الخارجي.

الشَّبع المُؤقت هو أن تترك أحلامك لأجل راحة مؤقتة تنتهي بعد مدَّة ربَّما لا تتجاوز بضع دقائق، وربما تكون طويلة نسبياً، ولكنها في النهاية تنتهي، وتكون قلوبنا غير راضية ونحن نمارسها، أن تتمتع بساعة أخرى تنام فيها صباحاً لتستيقظ وقد أضعتَ يوماً من أيام العمل، فالنوم في الصّباح هو شبع مؤقت له لذّة يتمتع بها الجسد لكنه بالكاد يدوم لدقائق معدودة، تستيقظ بعدها فتلوم نفسك على هذه الساعة الّتي ربما تضيع بقيّة يومك بالكامل.

جميع حياتنا بمجالاتها المختلفة كذلك، أن تتمتع بملذّات الطريق قصيرة العمر الّتي لا تجعلك راضياً عن حياتك ولا تُعطيك ما تريد فتنشغل بها عن الأهداف الاسمى والأحلام الّتي لطالما راودتك لشيء يستحق الحزن الشديد، ستحزن على نفسك وتتمنّى أن تعود بكَ الحياة لتنتظر وتصبر وتُعرض عن الشهوات المؤقتة مقابل الحصول على ما يشبعكَ حدَّ الكفاية في نهاية المطاف.

إذا تمعّنتَ في مرحلة طفولتي أثناء وقوعي في فخّ والدتي، ستجد أنّني قدْ رضيتُ بالشّبع المؤقت من اللعبة المفضلة لديّ على أن أنتظر لأحصل على الموافقة كي أُرافق أصدقائي في الرحلة المدرسية، وكذلك حصولي على الشّبع المؤقت قد جعلني أتناسى مذاكرة دروسي فربما أرسب في نهاية العام لأنّني لم أسيطر على رغباتي وتجاوزتُ الوقتَ المحدّد للعب على الحاسوب.

القيم
التفكير
قصة
الحياة
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    خيوط بين السعادة والشقاء

    النشر : الخميس 16 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لا تكترث

    النشر : السبت 21 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    المهرج الذي ظن أنه ربا!

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    لحظات بعطر التفاح

    النشر : الأحد 05 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ليس كل ما يلمع ذهبا.. هل السعادة الزوجية على مواقع التواصل حقيقية؟

    النشر : الأحد 27 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كيف يمكننا قياس قدرة المرء المعرفية؟

    النشر : الخميس 27 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1025 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 352 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1027 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1025 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 15 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 15 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 15 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة