• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

ضمياء العوادي / منذ 3 ساعة / تطوير / 239
شارك الموضوع :

كان الحسن (عليه السلام) لا يعلّم حديثًا فحسب، بل يبني عقولًا، ويهذّب نفوسًا

حينما تُروى سيرة الإمام الحسن (عليه السلام)، لا يُروى مجرد تاريخ، بل يُستعاد مجدٌ منير من نور الرسالة، يُستعاد وجهُ الإسلام المشرق، الذي تجسّد في رجلٍ كان امتدادًا حيًّا لنبوّة جدّه المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرآةً صافيةً تعكس معاني الخُلق، والقيادة، والبصيرة.

لقد أسّس الإمام الحسن (عليه السلام) مدرسته الكبرى في يثرب، لا كمجرد مركز علمي، بل كمنارة حضارية تنهض بالأمة من غفلتها، وتوقظ القلوب التي ران عليها الصمت، وتغرس في العقول شجرة الفهم والوعي والبصيرة. وقد انتمى إلى هذه المدرسة علماء ومحدّثون، فكانوا الجسر الذي عبرت عليه مفاهيم الرسالة إلى الأجيال. كان الحسن (عليه السلام) لا يعلّم حديثًا فحسب، بل يبني عقولًا، ويهذّب نفوسًا، ويزرع في تلامذته روح الإصلاح واليقظة.

ومع هذا البذل العلمي، كان الإمام شعلة من أخلاق، يفيض نورها حتى على من خاصموه. فما أجمل مشهده وهو يزور الوليد بن عقبة في مرضه، رغم ما حمله الوليد من عداء لبني هاشم! وحين واجهه الوليد بكلمات الجفاء، أجابه الإمام بالصمت النبيل، وتسامى عنه كما تتسامى القمم عن السفوح.

كان الإمام (عليه السلام) قلبًا نابضًا برحمة السماء، عطفه على الفقراء ليس موسميًّا، بل كان نهرًا جاريًا لا ينقطع، وكان يرى في الإنفاق بذلًا لله لا تفضّلًا على أحد. رجلٌ سأله حاجةً فكتبها في رقعة، فإذا بالإمام يضاعف له ما طلب، وحين أبدى الحاضرون دهشتهم قال كلماته الخالدة: "أما علمت أنّ المعروف ما كان ابتداءً من غير مسألة؟".

ومن مواقفه الشاهدة على نُبل معدنه وعلو منزلته، أنّه كان ملاذ المظلومين من بطش الطغاة، كقصته مع سعيد بن أبي سرح، الذي استجار به من ظلم زياد، فلم يرضَ الإمام أن تبقى عائلة هذا الموالي حبيسة الانتقام، فكتب إلى الظالم يأمره بردّ الدار والمال والحرية لأهلها، في مشهد يكشف عن رسالته الاجتماعية الحامية للعدالة، والراعية للكرامة.

ولم يكن الإمام (عليه السلام) بمعزل عن مجريات الحكم، بل كان متابعًا بصيرًا، يراقب الحكام، ويوجّههم، وينهى عن المنكر، ويقيم الحجة على الظالمين. فقد كان صوت الحق في زمن التواء، وضمير الأمة في عصرٍ أراد طمس الحقائق. ومن عمق بصيرته، أنه لم يُخدع بزيف محاولات الأمويين استمالته، فرفض مصاهرتهم، وكشف نواياهم، وكان لسانًا صريحًا في مناظراته، لا يخشى في الله لومة لائم.

إنّ الإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن رجل هدنة كما أراد أن يصوره البعض، بل كان رجل وعيٍ واستراتيجية، صالح من موقع القوّة، وأبقى للمعارضة جذوتها، وأدار مشروعًا إصلاحيًّا من نوع آخر، عماده الفكر والأخلاق والعمل التنظيمي.

لقد انطفأ الجسد الشريف، لكن نوره ما زال يتوهّج في مسيرة العدل، ويضيء لنا معالم الفداء والكرامة، ويعلّمنا أن القيادة ليست ضوضاء السيوف، بل هدوء الحكمة، ونفاذ البصيرة، وبذل النفس في سبيل الله والناس.

الامام الحسن
التاريخ
الاخلاق
القوة
الايمان
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    آخر القراءات

    مهنة الحلاقة.. بين الماضي والحاضر

    النشر : الثلاثاء 15 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الجوع العاطفي: أحد أنواع التنفيس النفسي

    النشر : السبت 18 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دور الأدب في توثيق واقعة الغدير والآثار المعاصرة للبيعة

    النشر : الأحد 23 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الذكاء الاصطناعي.. خارج السيطرة

    النشر : الثلاثاء 23 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ما هي الأوردة العنكبوتية وكيف يتم علاجها؟

    النشر : الأثنين 23 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    مصابيح الضوء الأزرق خطيرة للغاية.. تجنبها فورا

    النشر : الأثنين 17 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1025 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 810 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 660 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 659 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 530 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 454 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1076 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1059 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1025 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 977 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 847 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 810 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب
    • منذ 3 ساعة
    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة
    • منذ 3 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 3 ساعة
    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة