• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

ضمياء العوادي / الأحد 03 آب 2025 / تطوير / 652
شارك الموضوع :

كان الحسن (عليه السلام) لا يعلّم حديثًا فحسب، بل يبني عقولًا، ويهذّب نفوسًا

حينما تُروى سيرة الإمام الحسن (عليه السلام)، لا يُروى مجرد تاريخ، بل يُستعاد مجدٌ منير من نور الرسالة، يُستعاد وجهُ الإسلام المشرق، الذي تجسّد في رجلٍ كان امتدادًا حيًّا لنبوّة جدّه المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرآةً صافيةً تعكس معاني الخُلق، والقيادة، والبصيرة.

لقد أسّس الإمام الحسن (عليه السلام) مدرسته الكبرى في يثرب، لا كمجرد مركز علمي، بل كمنارة حضارية تنهض بالأمة من غفلتها، وتوقظ القلوب التي ران عليها الصمت، وتغرس في العقول شجرة الفهم والوعي والبصيرة. وقد انتمى إلى هذه المدرسة علماء ومحدّثون، فكانوا الجسر الذي عبرت عليه مفاهيم الرسالة إلى الأجيال. كان الحسن (عليه السلام) لا يعلّم حديثًا فحسب، بل يبني عقولًا، ويهذّب نفوسًا، ويزرع في تلامذته روح الإصلاح واليقظة.

ومع هذا البذل العلمي، كان الإمام شعلة من أخلاق، يفيض نورها حتى على من خاصموه. فما أجمل مشهده وهو يزور الوليد بن عقبة في مرضه، رغم ما حمله الوليد من عداء لبني هاشم! وحين واجهه الوليد بكلمات الجفاء، أجابه الإمام بالصمت النبيل، وتسامى عنه كما تتسامى القمم عن السفوح.

كان الإمام (عليه السلام) قلبًا نابضًا برحمة السماء، عطفه على الفقراء ليس موسميًّا، بل كان نهرًا جاريًا لا ينقطع، وكان يرى في الإنفاق بذلًا لله لا تفضّلًا على أحد. رجلٌ سأله حاجةً فكتبها في رقعة، فإذا بالإمام يضاعف له ما طلب، وحين أبدى الحاضرون دهشتهم قال كلماته الخالدة: "أما علمت أنّ المعروف ما كان ابتداءً من غير مسألة؟".

ومن مواقفه الشاهدة على نُبل معدنه وعلو منزلته، أنّه كان ملاذ المظلومين من بطش الطغاة، كقصته مع سعيد بن أبي سرح، الذي استجار به من ظلم زياد، فلم يرضَ الإمام أن تبقى عائلة هذا الموالي حبيسة الانتقام، فكتب إلى الظالم يأمره بردّ الدار والمال والحرية لأهلها، في مشهد يكشف عن رسالته الاجتماعية الحامية للعدالة، والراعية للكرامة.

ولم يكن الإمام (عليه السلام) بمعزل عن مجريات الحكم، بل كان متابعًا بصيرًا، يراقب الحكام، ويوجّههم، وينهى عن المنكر، ويقيم الحجة على الظالمين. فقد كان صوت الحق في زمن التواء، وضمير الأمة في عصرٍ أراد طمس الحقائق. ومن عمق بصيرته، أنه لم يُخدع بزيف محاولات الأمويين استمالته، فرفض مصاهرتهم، وكشف نواياهم، وكان لسانًا صريحًا في مناظراته، لا يخشى في الله لومة لائم.

إنّ الإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن رجل هدنة كما أراد أن يصوره البعض، بل كان رجل وعيٍ واستراتيجية، صالح من موقع القوّة، وأبقى للمعارضة جذوتها، وأدار مشروعًا إصلاحيًّا من نوع آخر، عماده الفكر والأخلاق والعمل التنظيمي.

لقد انطفأ الجسد الشريف، لكن نوره ما زال يتوهّج في مسيرة العدل، ويضيء لنا معالم الفداء والكرامة، ويعلّمنا أن القيادة ليست ضوضاء السيوف، بل هدوء الحكمة، ونفاذ البصيرة، وبذل النفس في سبيل الله والناس.

الامام الحسن
التاريخ
الاخلاق
القوة
الايمان
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    ولادة

    النشر : الأثنين 13 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    لعبة مريم.. الوجه الاخر للحوت الازرق

    النشر : الخميس 24 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    كوّن صورة .. قبل أن تلتقطها

    النشر : الأحد 16 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    كيف تقوم النظريات بعملية التفسير؟

    النشر : الأحد 06 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    نصائح مهمة تخلق لك المتعة في القراءة

    النشر : الأحد 15 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    مستقبلا.. كتب بأصوات مؤلفيها الراحلين!

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 484 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 425 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 352 مشاهدات

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    • 318 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1202 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1167 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1087 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 678 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 23 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 23 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 23 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة