• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثوب علي!

عفراء فيصل / الخميس 15 حزيران 2017 / اسلاميات / 2911
شارك الموضوع :

اتأمل وجوه المارة يوميا.. افكر من سيشتريني فسعري زهيد ولاتميز لي عن الاخرين ولكني كنت آمل ان اكون من نصيب شخص تقي طاهر.. اعينه في مسيرة حياته ا

اتأمل وجوه المارة يوميا.. افكر من سيشتريني فسعري زهيد ولاتميز لي عن الاخرين ولكني كنت آمل ان اكون من نصيب شخص تقي طاهر.. اعينه في مسيرة حياته الربانية.

حتى لاح يوما ما وجه حاكم البلاد برفقة خادمه.. لنوره وهيبته جلالة تأخذ بالابصار، فكرت مع نفسي هل انا استحق ان اكون ملك له او لخادمه.. طلب من صاحب المحل ان يبعه ثوبين.. فأختارني صاحب المحل مع ثوب اخر كان بثلاثة دراهم.. عرفت عندها انني سأكون للخادم.. مع ذلك استبشرت فهو ليس كأي خادم هو من عباد الله الاتقياء ..

التفت حاكم البلاد لخادمه وقال: يا قنبر خذ الثوب الذي بثلاثة دراهم.. فقال قنبر: أنت أولى به تصعد المنبر وتخطب بالناس.. فقال امير المؤمنين: أنت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك .

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون.

كيف لا وهو امير المؤمنين علي عليه السلام.. ومنذ تلك اللحظة وانا اصبحت المتشرف بكوني ثوب وصي رسول الله صلى الله عليه وآله.. تشربت انسجتي بعطر طهارته.. بذلت جهدي لوقايته من حر الصيف وبرد الشتاء.. في الحروب تتماسك خيوطي بشكل محكم محاولة مني في وقاية جسد سيدي ومولاي من السهام المتطايرة، وحقد المنافقين والخوارج .

بالاضافة الى شجاعة الامام علي وبأسه في الحروب وقسوته على اعداء الله.. الا انه كان مجسداً أسمى معاني الانسانية والرحمة والمحبة لعباد الله..

يُمضي ساعات النهار وهو يقضي حوائج رعيته وتفقد احوالهم وتنظيم امرهم.. لايفرق بين العربي والاعجمي والابيض والاسود.. حتى انه يوما ما قد اقدم اخوه عقيل وقد املق من الفقر وصبيانه شعث الشعور غبر الالوان.. فطلب من امير المؤمنين القليل من بيت المسلمين.. فأحمى امير المؤمنين حديدة عندما اقتربت مني ارادت ان تحرقني فقربها امير المؤمنين من جسد اخيه.. فضج عقيل من ألمها، فقال الامام له:

ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟ أتئن من الأذى ولا أئن من لظى .

اما إن جنّ الليل يقوم ليتوضأ فتسقط حبات الوضوء النورانية من جسده على انسجة خيوطي حاملة معها عطر الولاء النابعة من طهارة جسده.. يتلو القرآن بذلك الصوت العذب الذي ادمناه وادمنته كل الطبيعة التي حوله.. تنهمر دموعه من خشية الله وعشقا بجبار السماء، وتتسارع الخيوط المكونة لهيكلي لتنعم بأمتصاص حبات الدموع تلك.

سواد الليل كان نقابه الذي يرتديه ليتفقد احوال رعيته خفية حتى ان قسما كبيرا منهم كانوا ينتظرون قدومه وهم يجهلونه.. بصمات الايتام وهم يتعلقون بأطرافي خشية مفارقة امانهم وملجأهم مازلت احتفظ بها .

فكان يُمسي وهمه الشكر.. ويُصبح وهمه الذكر .

تعلقت به.. وبدأت اخاف فراقه.. طالما ثُقبت اجزاء من جسدي وتمزقت فكان يرقعني حتى قال له قائل الا نبذتها؟! فقال عليه السلام: اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى .

ومع كل ترقيعة كنت استبشر فقد كتبت لي حياة جديدة برفقة سيدي واميري ..

حلت ليلة التاسع عشر من شهر رمضان.. الليلة موحشة، النجوم باهتة، الغيوم السوداء تغطي ماتبقى من القمر.. هناك امرا مخيفا سيحدث لازلت لا اعلمه.

حان موعد الافطار.. قدمت سيدتي ام كلثوم له فطوره في طبق فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن حامض وجريش ملح، فقال لها: قدمت إدامين في طبق واحد وقد علمت أنني متبع ما كان يصنع ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قدّم له إدامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مكرماً، ارفعي أحدهما فإن من طاب مطعمه ومشربه طال وقوفه بين يدي الله. فرفعت اللبن الحامض بأمر منه وأفطر بالخبز والملح..

 لم يزل اميرنا تلك الليلة قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، يخرج ساعة بعد ساعة يقلّب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول: وإنها الليلة التي وعدت بها .

 خوف الفراق وحسرة الضياع اعترت كل الارجاء.. ارتداني الامير واستعد للخروج الى المسجد ..

 نزل إلى الدار وكان في الدار إوز.. خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه وكن قبل تلك الليلة لم يصحن فقال (عليه السلام): لا إله إلا الله، صوائح تتبعها نوايح..

ايقنت ان خروجه هذا فيه خطر.. وصل الى الباب علقت نفسي بالباب علني استطيع منعه حتى انحلت الازار، فلم يمنعه ذلك.. فشده وهو يقول:

أشــدد حيازيمك للموت فــإن المــوت لاقـيكا

ولا تــــجزع من الموت إذ احـــلّ بـــواديكا

كما أضــحـكك الـدهر كـذاك الــدهر يبـكيكا

ثم قال: اللهم بارك لنا في الموت.

سيدي ياعلي نعلم انك لاتخاف الموت.. ولكننا نخاف الحياة من دونك.. رضاً بقضاءك يارب ..

وصل المسجد.. حان موعد الصلاة، بذلك الصوت الروحاني مولانا يرفع الأذان.. نزل وبدأ بصلاته.. اسودت الدنيا.. لم اعد ارى شيئا.. كل ما اشعر به هو تدفق الدماء الطاهرة من رأسه الشريف.. وبختُ انسجتي، مالكم تتركون الدماء تسقط ارضاً!. خذوها وتشربوها كما تشربتم حبه ..

صوت جبرائيل هز اركان المسجد: "تهدمت والله اركان الهدى"، حُمل مولانا الى داره.. مازلتُ متعلقا بجسده ليتني الفظ اخر انفاسي معه.. فلا حاجة لي بالحياة من دونه .

اصعب الساعات تمر على بني هاشم.. بين بكاء ودعاء.. حسرة وغصة.. ترقب الايتام خارجاً.. رجاءهم بسلامته وعودتهم بين احضانه .

اسمع نحيب عمامته وهي تلوم نفسها وتسألها كيف سمحت للسيف بالتعمق في رأسه الشريف ..

حتى عرق جبينه ومدد رجليه.. وفارقت روحه جسده..

انتهت حياتي، فما انا الا ثوب لعلي ابن ابي طالب والآن كاليتيم بعده.. آملت ان اتشرف وادفن معه.. حتى تذكرت قوله: ... اما واللّه لَأقتلنَّ انا و ابناي هذان وليبعثنّ اللّه رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا وليغيبنّ عنهم تمييزا لاهل الضلالة حتى يقول الجاهل ما للّه في آل محمد من حاجة.

فأملتُ ان اكون على اكتف ولده المهدي يوم ظهوره فأتشرف بأخذ ثأره .

الامام علي
الحزن
الموت
قصة
الحياة
الامام المهدي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    حواء... تألقي

    النشر : الخميس 23 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يحافظ الطالب على تركيزه خلال الصيام؟

    النشر : الثلاثاء 18 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    سمِعنا وأطعنا

    النشر : الثلاثاء 20 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    عام 2018: إنجازات طبية مهمة قد تنقذ حياتنا

    النشر : الأحد 13 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    بالانفوجرافيك: حصاد جمعية المودة وبشرى حياة خلال 2023

    النشر : السبت 03 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    حَسَكِ السَّعْدَان

    النشر : الخميس 31 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1025 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 352 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1027 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1025 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 15 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 15 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 15 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة