• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الكاظم.. وعاء الوحي والرسالة

هدى المفرجي / السبت 26 شباط 2022 / اسلاميات / 2301
شارك الموضوع :

الحديث عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) لا يمكن أن تترجمه كلمات لكن من باب التوسل

دارت رحى الأمس والمشهد أعاد نفسه، الجلاد واحد وسجن الماضي المتغطرس العاتي هو ذاته مخزن اليوم الفاتك بحلته الموحشة الذي لو اودع فيه قهر مرحلة ولظى حقبة لو فرشت على الأسفار لما وسعت تفاصيلها، محاط بأسوار فرضت قسرا تركت بعدها أطلالٍ تحولت إلى ملاذ لكل فؤاد مريض..

بينما تدور العدسة لتبحث بين حواري المدينة حيث تتدحرج كل السحنات الشاحبة والنظرات التائهة وأبدان قوسها الزمان وعيون الشباب الفارة من واقعها لتلجأ إلى روحانية تكاد تملئأ الأبدان بعظمتها، وأرواح تبحث في فيض هذه القداسة وهي تترجى أن تكون مع مَن طهرهم الله من الرجس تطهيراً في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

فالحديث عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) لا يمكن أن تترجمه كلمات لكن من باب التوسل علنا نغترف من بعض منهله نوراً ونمسد فيه أرواحنا المنهكة بلهاثها من قبر الدنيا باحثين عن نسمات الآخرة التي مَنّ الله علينا بأن ترك لنا نفحات سماوية على أرض أنهكها الزمان وتوالت عليها المصائب فما وجدنا إلا حبل الوصال هذا توسلا به وصلة لرحم الآخرة.

وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة فقد فرض الإمام الكاظم (عليه السلام) نفسه على الواقع الشيعي، وترسخت إمامته في نفوسهم بأجمل صورها ومعانيها فكان أعبد أهل زمانه، وأزهدهم في الدنيا، وأفقههم وأعلمهم، حيث إنه دائم التوجه لله حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين لتصدر كلماته:

((اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، وقد فعلتَ، فلك الحمد)).

هكذا كان السجن بلسانه هو مكان لعبادة الله حتى امتدت مدة السجن فترات طويلة، لأن الدولة العباسية أخذت منهج تقتيل وتشريد المسلمين خصوصا شيعة أهل البيت كسياسة قمعية يقتلون في كل مكان دون رحمة أو انسانية، كأنهم السم الزعاف الذي توارى خلف جدران الحيلة يبحث عن شريان الأمة ليسد مساره فيقضي على مايثير الحق ليسلم عرش الطغاة من الخوف الذي كان يدور في صدورهم قبل أن يدخل دورهم، ولكن الإمام بالرغم من التضييق عمل على رسم منهج لحياة يملأها البناء لمستقبل عادل فقد كان يخلق الحدث لا ان يكون نتيجة له، فعندما وقف الرشيد عند قبر النبي صلى الله عليه وآله مسلما عليه بكونه ابن عمه ليوحي للناس أنه يحكم بإسم محمد ويؤكد بذلك سلامة دولته الإسلامية.

فلم يترك الامام له هذه الفرصة فأعلن بيانه الشامخ: (السلام عليك يا جداه يا رسول الله)، وتلك تعتبر موقفا معارضا للحكم العباسي، إذن نلاحظ أن الإمام لم يكن ليغير في سياسة وإدارة البلاد دون أن يصنع ثورة وتغييرا ذاتيا ولذا فإن خوف هارون من وجود الإمام يعني أن تاثيره هو اضعاف على الناس لخلق جيل يستطيع من خلاله صيانة المجتمع، مما زاد من حنق هارون ليرى أنه لابد أن يقف أمام الإمام عليه السلام، ليأمر بسجنه ويحاول أن يبقي صورته الاسلامية أمام المسلمين حتى لا تتحرك المعارضة بشكل أكبر فعزله عن قاعدته الشعبية وحاول أن يتخلص منه في السجون التي يحبس فيها.

فكانت المحاولة الأولى في سجن البصرة وكان واليها عيسى بن جعفر الدوانيقي ولكنه امتنع من قتل الامام أو التضييق عليه طالما أن عيسى كان من أحد المرشحين للخلافة فزويت عنه فلا فائدة من عار قتل الإمام، وتلتها المحاولة الثانية في سجن الفضل بن الربيع فاعتذر، ثم إلى سجن الفضل بن يحيى إلا أنه أكرم الإمام  فقرر إرساله إلى أسوأ من عرفه هارون وهو السندي ولم يعرف باسلامه فضيق على الإمام، فكان هارون يحاول بأساليب مختلفة لإسقاط شخص الإمام ولكن راهب آل محمد حطم بصبره وبثقته بالله سبحانه وتعالى كل وسائل الجور والإرهاب المعنوي والجسدي، وتضليل الرأي العام، ولم يكتم كلمة الحق التي اصدع بها رغم حجزه عن الأمة الاسلامية في السجن، فلم يبق لهارون الرشيد إلا عملية الاغتيال لشخص الامام (عليه السلام) وانهاء حياته، ولكنه ما فلح بحجب نور سليل النبوة وحبيب الإله، المفتاح الساطع للكتاب وحجر البيت في الأرض والسماء، فرحل من سجنه شامخا معطاء في المبدأ والفكر والإرادة لا يدانيه أحد وكما هو طريق آل البيت إن نهاية الدنيا حرية من قيودها وطريق إلى جنان الإله ورحابه.

فرحل سلام الله عليه مسموما في 25 رجب 183 هـ.، صَلباً في ذات الله وقويا يتحدى جبروت الرشيد وطغيانه، ويقول كلمة الحق ولا يخشاه، فعترة أهل البيت أبطال في مواقف الحرب وفي السلم، لا يعطون إعطاء الذليل، ولا يقرون إقرار العبيد، ولا يرون الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً، يلتزمون الحق حتى لو اقتضى منهم تضحية بأغلى ما عندهم وإلى هذا، أشارت كلمات زيارتهم، وهذا ما نتوجه به في زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام):

"السلام عليك يا باب الحوائج إلى الله موسى بن جعفر الكاظم أشهَدُ أنكَ قَد بَلغت عن اللهِ ما حملَكَ، وَحفظتَ ما استَودَعكَ، وَصَبرت على الاذى في جَنبِ اللهِ، وَجاهَدتَ في اللهِ حق جِهاده حتى أتاك اليقين".

الامام الكاظم
الشيعة
التاريخ
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    درر الاسلام في ايدي الغرب

    النشر : الأحد 20 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أزمة كورونا ومراسيم استقبال شهر رمضان في الوطن العربي

    النشر : الأحد 11 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف أتخلص من الخوف؟

    النشر : الأثنين 22 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رأس المال المهاري

    النشر : الأربعاء 30 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    صياغة النقد في الفن الحديث: الناقد الأدبي علي حسين عبيد

    النشر : الأحد 12 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    وأشرقت الأرض بنور ربها.. لماذا وردت بصيغة الماضي؟!

    النشر : الأربعاء 21 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 6 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 7 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة