• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قد صدّقت الرؤيا..

رجاء محمد بيطار / الخميس 07 حزيران 2018 / منوعات / 3414
شارك الموضوع :

تبادلت أم البنين وولدها نظرة والهة, فيها من الطمأنينة مثل ما فيها من الخشوع... كان صوت أذان الأمير يجلجل في الفضاء, فيخترق القلوب قبل الأسماع,

تبادلت أم البنين وولدها نظرة والهة, فيها من الطمأنينة مثل ما فيها من الخشوع... كان صوت أذان  الأمير يجلجل في الفضاء, فيخترق القلوب قبل الأسماع, ويصل إلى الأرواح فيشع في أنحائها, ويملأ الكيان طهراً وتقىً وضياء.

وهب العباس يستعد للخروج بعد أن لم يعد يطيق المكوث, فسألته أمه:

- ألم تقل أنه ناشدكم عدم اللحاق به؟ 

وتبادر إلى ذهنها جوابه قبل أن ينطق به:

- سأذهب إلى سيدي الحسين!

 وذهب... وأقفرت الدار من ظله, فتملكتها وحشة لم تتملكها من قبل, فلاذت بطيف الزهراء تنشد الطمأنينة والهدوء.

ثم إنها وقفت بعدئذ تصلي الفريضة, وتغالب ما اعتمل في سويدائها من تعاظم القلق, حتى بلغ الذروة.

لعل أم البنين كانت قد أنهت صلاتها للتو, ولعلها سجدت سجدة طويلة وهي تبتهل... لعلها غابت عن الوجود في خضم ما تعاني, ولم يكن ليوقظها إلا وقع خطوات متسارعة قلقة في الخارج, خطوات تعرفها جيداً, وتتصل ضرباتها بضربات قلبها, فتتحرك بخطى سريعة إلى الباب لتفتحه!

إنهما بنتا الزهراء, إنهما زينب وأم كلثوم, ولعلهما قصدتا الساعة إلى دارها, دار أبيهما, لحاجة ما!

ودخلتا, والتقت العيون بالعيون, وانسكبت الدموع فوق الدموع, واختلطت الزفرات بالزفرات, ولعل أم البنين لم تكد تسأل, حتى كانت أم كلثوم أسرع في بث همها والكلام:

- أماه... يا أم البنين, إن أبي قد نعى نفسه الليلة...

وتلاحقت أنفاسهن, وهن يستمعن إليها تصف ما جرى... كيف انتبه الإمام من نومه بعد رقدة قصيرة, وهو يمسح وجهه بثوبه, ونهض قائماً على قدميه, وهو يقول: "أللهم بارك لي في لقائك! "ثم يحوقل ويحوقل, ثم يعود إلى صلاته فلا ينام بعد ذلك قط, حتى إذا سألته أم كلثوم في ذلك أجاب:

- بنية, قرب الأجل وانقطع الأمل!

فبكت فحنا عليها يقول:

- يا بنية, لا تبكي, فإني لم أقل ذلك إلا بما عهد إليّ النبي... إني رأيت الساعة رسول الله في منامي وهو يقول: "يا أبا الحسن, إنك قادم إلينا عن قريب!". 

 لعل أم كلثوم غصت, فلم تعد تستطيع أن تتابع, ولكن, لعلها أصرت على المتابعة, رغم تزايد البكاء ممن حولها, من أختها زينب, من أم البنين, ومن عبد الله الذي انتحى زاوية يلهج ويدعو!

-  لقد أسبغ الوضوء, ثم لبس ثوبه ونزل إلى الدار, كان في الدار إوز أُهدي إلى أخي الحسن, فلما نزل صحن في وجهه ورفرفن, فقال: "لا إله إلا الله, صوائح تتبعها نوائح, وفي غداة غدٍ يظهر القضاء", ثم إنه وصل إلى الباب فعالجه ليفتحه, فتعلق الباب بمئزره, فانحل مئزره, فأخذه وشده وهو يقول: 

                         "اشدد حيازيمك للموت     فإن الموت لاقيكَ

                           ولا تجزع من الموت     إذا  حل  بناديكَ

كما أضحكك الدهر     كذاك الدهر يبكيكَ" 

(مقتطف من رواية "سألتك عن الحسين" للكاتبة رجاء محمد بيطار)
اليتيم
الموت
الحزن
قصة
الامام علي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    التفاخر والتباهي بالأبناء!

    النشر : الخميس 11 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    حفاظات الأطفال.. مخاطر تحيط بابنك

    النشر : الأربعاء 30 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كيف تعامل الإمام الحسن مع النزاعات الأخلاقية؟

    النشر : الأربعاء 05 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    في نهاية 2023ما هي العقبات التي تواجه المرأة؟

    النشر : السبت 25 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الجمال ومرحلة الشباب

    النشر : الثلاثاء 05 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    تصرّف وكأنك قوي الشخصية

    النشر : الثلاثاء 18 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 334 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1011 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 8 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 8 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 8 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة