• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ضجيج الروح

هاجر حسين العلو / الأربعاء 06 آيار 2020 / منوعات / 2880
شارك الموضوع :

إنتابتها نوبة البكاء ثانيةً أجهشت في بكائها وتعالى صوتُ نشيجها وكأنها تحاول إجبار روحها بالإلتحاق بهم في السماء

الواحدة بعد منتصف الليل 24/12/2020، في شقتها الفارهة أعادت شريط نجاحاتها وصولاً إلى لحظة الإنهيار..

بعد مرور زمن ليس بقليل من أخذ شهادة التخصص في جراحة المخ والأعصاب، بدأت تسترجع ذكرياتها الزاخرة بالنجاحات والشهادات التقديرية ودروع مرتبة الشرف وبراءة الإختراع الحاصلة عليها من أفضل الجامعات وأكثرها شهرةً وكفاءة..

تتصفح ألبوم الصور، ها هي ذا تتحدث بثقةْ وطموح عن مشروع تخرجها الفريد من نوعه الذي أبهر الحضور..

هنا تُسجل براءة الإختراع لإحدى الطرق العلاجية بإسمها.. في هذه الصورة لم تكن فرحتها تسعها وهي تلتقط الصورة مع درع مرتبة الشرف في تخصصها..

هنا تسير بقوامها الرشيق وطولها الفارع بخطى واثقة مع أحد مدراء أقسام جراحة المخ والأعصاب..

هذه الصورة الأخيرة بتاريخ 24/12/2005 التي تجمعها بعائلتها بعد أن رسمت الفرح والفخر على محيّاهم..

إنتابتها نوبة البكاء ثانيةً أجهشت في بكائها وتعالى صوتُ نشيجها وكأنها تحاول إجبار روحها بالإلتحاق بهم في السماء لكن كـكل مرة تفشل، مازالت هذه الروح ملتصقةً بالجسد الذي أعياه السقم والغم..

ما زالت تتذكر مشاعرها، حجم ألمها بعد أن استيقظت في المستشفى وأخبروها بأن جميع عائلتها رحلوا إلى السماء وتركوها وحدها لتقاسي هذه الحياة كانت تريد كف والدها ليحنو عليها ويمسح على رأسها وتود إحتضان والدتها فقط لتودعها علّ روحها تصعد معهم، تمنت مشاكسة إخوتها ولو للمرةِ الأخيرة لكنها لم تحظَ بأيٍ من هذا..

بعد عامين من ذلك الحادث الذي أودى بحياة عائلتها ولم يبقَ منهم سواها على قيد الحياة إستعادت عافيتها الجسدية، أكملت مسيرتها المهنية لكن روحها إنطفأت يوم رأتهم بدمائهم فاقدي الوعي بل فاقدي الروح نفسها.. مازالت تلك الصور تحفر ذاكرتها، تسلب النوم من عينها كل ليلة كما تسلب روحها أيضاً..

ملاذها الوحيد هو الدخول لغرفة العمليات كأنها تريد إنقاذ الناس جميعاً كي لا يعيشوا مرّارة الفقد ويتجرعوه كما هي..

مرّت السنوات، خارت قواها، أضناها الوهن ومزقتها الوحدة سلبها الإكتئاب المقيت إبتسامتها حتى باتت تنام مكرهةً على المهدئات وتحيّا على مضادات الإكتئاب والقلق.. كانت كل ليلة تتقوس على نفسها كـجنين لتشعر بذلك لكن العالم لم ولن يتحول إلى رحم أمها وهذا لا يمكن تجاوزه.. لكن هذه الليلة كانت مريرة جداً على فؤادها فهي ليلة الحادثة التي يُجدد الألم فيها نفسه حتى بعد مرور خمس عشرة عاماً عليها..

أثناء إنتحابها وبكائها الشديدين جاءها إتصالٌ هاتفي من المستشفى وبحاجة جراح بتخصصها لأن هناك حادث سيارة مات كل مَنْ فيها عدا بنت بعمر السابعة والعشرين وبحالة حرجة جداً وتحتاج عملية فوراً .. عزمت أمرها بأن تنقذ هذه الصبية أدارت محرك سيارتها ولم تجف دموعها من على خديها وإنطلقت لتُحيّ روحاً رغم شديد علمها بما ستحيّاه من ألم الفقد وهوانه..

أجرت العملية وأنقذت الشابة وبقيت تتأملها حتى تستفيق فقط كي لا تجعلها تتجرع غربة الروح لوحدها.. بعدما أكثرت الشابة من السؤال على أهلها أين هم؟ كيف حالهم؟ هم بخير أليس كذلك؟ كانت النظرات تتبادل بين الممرضة والطبيبة، مَنْ سيخبرها، كلٌّ منهما يتوسلُ الآخر بنظراته أخبريها أنتِ بل أنتِ.. حتى حُسم الأمر فإنهارت من البكاء، تعالت صرخاتها، كان الوجع فاق قدرتها حتماً هو لا يُوصف أن يفقد الإنسان عائلته بأكملها..

أخذتها بكنفِ أحضانها وراحت تبكي حالها وحال الصبية فالوجع واحد مهما مرت سنين العمر به.. أخذهم النوم قبل أن تجف الدموع على وجنتيهما كأنهما أختين من رحم الوجع ذاته.. لم يكن لهذه الشابة أقارب لتعيش معهم فتوسلت الطبيبةُ بها أن تعيش معها وتصبح أختها وستتكفل بما تبقى من تعليمها وعاشتا حياةً رغيدة يقتسمان الوجع والفرح على حدٍ سواء.. ويحمدان الله على ما أخذ وعلى ما أعطى..

الانسان
الحياة
الحزن
الموت
قصة
الامل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق

    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    آخر القراءات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    النشر : الخميس 03 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الطقوس وتأثيرها على تناقل الثقافات

    النشر : السبت 18 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    رماد

    النشر : الثلاثاء 30 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ‎نساءالطف... ام البنين

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    لأقعدنَّ على الفيس وأشتكي!

    النشر : الأثنين 10 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    التأثير الانعكاسي بين الفرد والمجتمع

    النشر : الخميس 29 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 605 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 504 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 416 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 376 مشاهدات

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي

    • 354 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 354 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1291 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 903 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 716 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 686 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 667 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية
    • منذ 4 ساعة
    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم
    • منذ 5 ساعة
    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق
    • منذ 5 ساعة
    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة