• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زائرة من الجنوب

فاطمة صالح / الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 / ثقافة / 2551
شارك الموضوع :

وبينما انا جالسة في الصحن الشريف وبعد اتمام قراءة زيارة عاشوراء وآيات من الذكر الحكيم والدعاء لوالدي ولأخوتي ولسائر المؤمنين والدعاء بأصلا

في احد ايام شهر صفر ذهبتُ لزيارة سيدي ومولاي سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

وبينما انا جالسة في الصحن الشريف وبعد اتمام قراءة زيارة عاشوراء وآيات من الذكر الحكيم والدعاء لوالدي ولأخوتي ولسائر المؤمنين والدعاء بأصلاح كل أمر فاسد من أمور المسلمين وبين دعائي وأنين روحي لأليم مصاب سيد الشهداء والارواح الزكية التي سقطت بواقعة الطف وارتجاف جوارحي نزلت دموعي مدرارة لأنني لا املك سواها لمواساة سيدتي ومولاتي (زينب عليها السلام).  وبينما كنت منشغلة بعبادتي ودموعي ترأتْ لي امرأة متقدمة في السن تخطو نحوي بخطوات ضعيفة خاوية قواها فأقتربت مني وجلست قبالتي وكنتُ شغلها الشاغل ومدت يدها واعطتني كوبا من الماء

وطلبت مني ان اشربه فشكرتها وبدأت عيناها تطرح الكثير من الاسئلة فبادرتها بالسؤال: هل تعرفينني؟ فأجابتني.. طبعا اعرفكِ..

فأجبتها: لكنني.. لا اعرفكِ؟

قالت: كيف لا تعرفينني ونحن سائرتان في نفس الطريق؟

اجتاحتني الكثير من المشاعر التي بدأت تتقافز بين جوارحي واحسستُ بأنها امرأة ذات قوة وصلابة  وبأنها تؤمن بأشياء كثيرة تمنحها كل هذه القوة..

فتبسمتُ وانا أرى في وجهها خطوطا رفيعة خطها الزمن..

_حدثيني عن نفسك.

قالت: اني امرأة قادمة من الجنوب سائرة في طريق الحق.. طريق النور.. طريق التضحية.. طريق الحسين..

في هذه اللحظة نظرت الى قدميها فوجدتهما قد أُدميتا من المسير..

_من اي محافظة أتيتِ..

أجابتني: من مدينة الناصرية.

_وهل هناك من رافقك دربك الى كربلاء؟

اجابتني بصوت حنين: نعم اولادي، علي ومحمد واحمد هم النور الذي أبصر به طريقي الى كربلاء..

_اين هم فإني اراكِ تجلسين وحيدة..

فأشارت الى قلبها: انهم هنا في قلبي .

فسألتها بنبرة مرتجفة: هل غادروا الدنيا؟

فأطرقت رأسها واطالت في صمتها حتى اعتقدت بأنها قد أنهت حديثها.. ومن ثم سألتني: السائرون في درب الحق يرحلون؟ هل رحل (الحسين عليه السلام) حين سار في درب الحق.

اجبتها بالطبع لا.. نحن نعيش بحب الحسين، هذه القلوب التي لاتحصى تنبض بحب الحسين.. فتغيرت تعابير وجهها وبدأت تعلو وجهها سعادة غامرة.

اذن... علي وأحمد ومحمد لم يرحلوا.. دفنتهم هنا في أرض كربلاء بعدما سالت دمائهم الزكية تضحية ودفاعا عن مقدسات هذه الأرض والوقوف بوجة جماعات داعش التكفيرية، لم ابخل بهم ولم اندم على رحيلهم، واواسي قلبي الكهل بقرب اللقاء واليوم وصلت مرقد سيدي ومولاي الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) لرفع أكُفي.. طالبة من الله العلي القدير أن  يتقبل قرباني ويحشرهم مع الشهداء والصديقين ونكون على طريق أنصار الحسين وأولاد الحسين (عليهم السلام).. وانشدتْ بصوت جنوبي حنين: (غير حسين ما عدنا وسيلة)..

صوت مؤمنة صابرة تواسي نفسها بزيارة أبي الأحرار روحي له الفداء.

فتعلقت روحي بهذه العجوز الجنوبية لما تحمل روحها من شموخ واصالة، وطلبتُ منها ان استضيفها في منزلنا للراحة وبأنه قريب، فرفضت وشكرتني وامسكت يدي ممتنة وقالت: لا ابرح مكاني هذا فأنا مازلت ظمآنة لزيارة الحسين (عليه السلام)..

وقالت: اذكريني كلما اتيتِ لزيارة مولانا وامامنا (أبي عبد الله) (عليه السلام) فقد تكون هذه زيارتي الاخيرة، اذهبي بنيتي في حفظ الله..

ودعتها لكن قلبي لم يبتعد عنها كثيرا ولهج قلبي بالدعاء: اللهم ارحم شهداءنا وانزل السكينة والصبر في قلوب امهاتنا وارحم شيبة ابائنا.. وارحمها وارجعها الى ديارها بأمن وامان منك يا أرحم  الراحمين.

الامام الحسين
زيارة الاربعين
الوطن
الشهداء
الارهاب
الشعائر الحسينية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    كيف كان نهج الرسول الأكرم في اختيار القادة؟

    النشر : السبت 23 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    النشر : السبت 26 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كُوني رَافِدة أَو اِسْتَقِي مِنْ الرَوافِد

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    تسمع كثيراً عن فوائد الحبة السوداء.. لكن هل تعلم أن لها أضراراً؟

    النشر : الأثنين 18 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الوجاهة في الدارين

    النشر : الأثنين 11 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    النشر : الأربعاء 04 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 641 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 609 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 446 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1054 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 13 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 13 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 13 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة