• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زكاة الفطرة واللطف الخفي

فاطمة صالح / الثلاثاء 12 حزيران 2018 / ثقافة / 3113
شارك الموضوع :

بادرتُ بالحديث وأنا جالسة بين زميلاتي في العمل الى تذكيرهنٌ بزكاة الفطرة وبكونها واجبة وعلى أن تخرج قبل صلاة العيد ولمن سيعطين الفطرة؛ لجار

 بادرتُ بالحديث وأنا جالسة بين زميلاتي في العمل الى تذكيرهنٌ بزكاة الفطرة وبكونها واجبة وعلى أن تخرج قبل صلاة العيد ولمن سيعطين الفطرة؛ لجار أم لأيتام ومقدار الفطرة التي يجب علينا اخراجها، ففأجاتني احدى الزميلات بدموعها التي انهالت وكأنه سيل منهمر بدأ بقلع كل ما يقف عائقا بينه وبين تقدمه فأحتضنتها مستغربة: لم.. لم؟ هذه الدموع المملوءة ألماً وحزنا فنظرت إليَّ مبتسمة لتخفف من حدة انفعالاتها التي لم تستطع كبح جماحها..

فبدأت تهمس لي سرا بيني وبينها مستطرقة وبنبرات مرتجفة: لزكاة الفطرة ذكرى قابعة في ذاكرتي، ففي عهد طفولتي كانت أمي أرملة وهي المسؤولة الوحيدة التي تحملت اعباء المعيشة وكانت تلك الفترة من اسوأ مراحل حياتي، حين أرى وجه امي مصفرا وتفكيرها شاردا حائرة كيف توفر لنا لقمة العيش..

وكانت ايام العيد قد دنت ونحن لا نملك فلسا واحدا وببراءة بدأنا نثقل كاهلها بطلبات العيد وبأصوات مرتفعة؛ اريد ثوبا كثوب زينب ابنة خالي.. واحمد اخي الصغير يردد؛ اريد... اريد ملابس انيقة ونقودا كثيرة لأذهب مع اولاد محلتنا الى كرنفال الألعاب الذي سيقام في محلتنا كي ألعب واشتري حلوى كثيرة..

أما اختي الصغيرة فكانت أرحم حالا بأمي واكتفت بقولها: امي اريد بيضة صباحا... فأنا احب البيض، فأطرقت امي رأسها قائلة لنا: (للغد رزق يكتبه لنا رب العباد) ودخلت غرفتها ودموعها تذرف وآهات حرقت فؤادي تلك الليلة (ليلة العيد) فبقيتُ الليل كله ابكي في فراشي كمدا لما تعانيه امي محدثة نفسي صباحا فسأقول لها: لا أريد شيئا.. ولكن هذا لا يخفف عذابات أمي وما الوسيلة التي سيرزقنا الله بها لقمة عيشنا وأنا طفلة ضعيفة لاحول ولاقوة لي..

وما إن أصبحنا في منتصف الليل إلا وسمعنا دقات خفيفة تطرق بابنا، ففزعت امي وجلة الى الباب تتساءل من الطارق في هذا الليل المظلم، وبخطوات مترددة نادت من خلف الباب من الطارق؟ فأجابها صوت امرأة  كبيرة بالسن ونبرات صوتها متقطعة متعبة: هذه انا ام حمودي جارتكِ افتحي الباب لي سأسقط على الأرض فما عادت قدماي تستطيع الوقوف..

فأسرعت أمي ففتحت الباب واذا بيد جارتنا مبلغ من المال وضعته بيد أمي قائلة لها: خذي نصيبك ونصيب اطفالك من زكاة الفطر لتشتري منه ما تحتاجين وأتيت به ليلا لكي لا تخجل عيناكِ مني فأنتِ امرأة حرة، فأشرق وجه امي واحست بعظمة الخالق فيما فرض وقسم لعباده من الحقوق والواجبات كما ورد في قوله تعالى: (قد أفلح من تزكى) ويراد منه دفع زكاة الفطرة، ووقتها قبل صلاة العيد لتطهير نفوس الصائمين من اللغو والرفث وفرحة تدخل الى قلوب المساكين ليكتمل عيدهم بإحسان وتكافل اجتماعي بين طبقات المجتمع.

وفي ظل مجتمع إسلامي يحمي القوي الضعيف ويساعد الغني الفقير لنكون أمة موحدة وقوية بإيمانها بكل ماشرع الله سبحانه وتعالى.

الانسان
شهر رمضان
اليتيم
الفقر
المجتمع
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    النشر : الأربعاء 09 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الخدمة الحسينية: هل تنتهي بعد الأربعين؟

    النشر : الأربعاء 29 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    كيف تؤثر تلبية الحاجات عند الزوجين في تقوية الروابط؟

    النشر : الثلاثاء 22 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    ما هو مفهوم الانتظار؟

    النشر : الثلاثاء 27 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

    النشر : الأربعاء 09 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 369 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 337 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 22 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 22 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة