• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

سجى عبد الأمير الركابي / الأربعاء 09 نيسان 2025 / منوعات / 498
شارك الموضوع :

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط

يعدّ العقل البشري ساحة تتدفق إليها التصورات الذهنية من كل حدب وصوب، بعضها يأتي بفعل الظروف والمحيط، وبعضها الآخر ينبثق من اختياراتنا وسلوكياتنا اليومية. هذه التصورات، وإن لم تكن اختيارية بشكل مباشر، إلا أن مقدماتها غالبًا ما تكون وليدة أفعالنا واختياراتنا. وهنا تكمن خطورة الأمر؛ إذ أن ما يسمح له الإنسان بدخول ذهنه يؤثر بشكل مباشر على نقاء قلبه ووضوح بصيرته.

التصورات وأثرها على الروح

إنّ التصورات ليست مجرد صور عابرة تقتحم الذهن دون تأثير، بل هي بذور تُزرع في النفس لتنبت أفكارًا وسلوكيات تحدد طبيعة الإنسان ومساره في الحياة. فمن يعيش في بيئة نقية مفعمة بالإيمان والصلاح، يجد أن مخيلته لا تزورها إلا صور نقية طاهرة، تعكس عمق روحه وتوجيهات قلبه. وعلى العكس، من ينغمس في أجواء ملوثة فكريًا وأخلاقيًا، كالإعلام الهابط والمحتوى الفاسد، يجد أن تصوراته تميل نحو الظلامية والانحطاط، مما يؤدي إلى انحراف أفكاره وأفعاله دون أن يدرك خطورة هذا الانحدار.

الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار

يقول العلماء: "الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار، والامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار." وهذا يعني أن الإنسان، رغم أنه قد لا يختار التصورات التي تقتحم ذهنه، إلا أنه مسؤول عن الأجواء التي يخلقها لنفسه، والتي تؤدي إلى هذه التصورات. فالذي يملأ حياته بالخير والطاعة والتأمل في آيات الله، يجد أن تصوره للعالم ينبض بالنقاء والنور. أما من يسمح لنفسه بالانجرار وراء المحتويات الهابطة، فإنه يهيئ أرضًا خصبة للأفكار المنحطة والتصورات المظلمة، والتي تقوده حتمًا إلى أفعال تتماهى معها.

التقوى: حارس الفكر والقلب

التقوى ليست مجرد اجتناب المحرمات الظاهرة، بل هي حارس داخلي يحمي القلب من الظلام، ويمنع الفكر من الانحراف. ولذلك، فإن تقوى الله تبدأ من الداخل، من حرص الإنسان على نقاء تصوره ونظافة مخيلته، لأن الأفكار التي نسمح لها بالتغلغل في أذهاننا هي التي تشكل وعينا وتحدد مسار حياتنا.

ظُلمة الباطن ونور القلب

كم من شخص يشعر أن داخله منير، وأن قلبه ينبض بحب العبادة والطاعة، وآخر يشعر بالثقل والظلمة والانحراف؟ إن الفرق بينهما ليس مجرد أفعال ظاهرية، بل هو تراكم تصورات وأفكار شكلت شخصيتهما من الداخل. التصورات الهابطة تجرّ صاحبها إلى أفكار منحطة، وهذه الأفكار تؤدي إلى أفعال هدامة تترك أثرها في الروح والعقل.

كيف نحمي تصوراتنا؟

البيئة الصالحة: اختيار الصحبة الطيبة والمحيط النظيف الذي ينعكس على تصوراتنا.

التحكم في المدخلات الفكرية: عدم التعرض للمحتويات السلبية التي تزرع بذور الانحراف في أذهاننا.

التأمل في آيات الله والتفكر في خلقه: استبدال الصور الذهنية الفاسدة بصور نورانية تغذي الروح وتفتح البصيرة.

الاستغفار والذكر: وسيلتان لتنقية القلب من شوائب التصورات السلبية، وتجديد النقاء الداخلي.

إن العقل البشري لا يمكنه أن يكون فراغًا، فهو إما أن يُملأ بالنور أو بالظلام. وما نسمح له بالدخول إلى أذهاننا سيحدد شكل أرواحنا ويخط مسار حياتنا. فكما نحمي أجسادنا من السموم، علينا أن نحمي عقولنا من التصورات الهابطة، لأنها أساس الفكر، والفكر هو أساس العمل، والعمل هو الذي يحدد مصيرنا في الدنيا والآخرة.

التفكير
الوعي
الشخصية
الدين
الايمان
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    عطش الغرقى ..

    فيض الغدير

    آخر القراءات

    ماهي الفيروسات العابرة للزمن.. ولماذا هي خطيرة؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الإعتذار عن التأخر في الرد.. عبارة لا تفارق رسائلنا!

    النشر : الخميس 10 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    المواكب الحسينية.. طريق الأجيال لتحقيق أهداف ثورة الإمام الحسين

    النشر : الأثنين 25 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    ماهي متلازمة كوشينغ العفوية؟

    النشر : الأثنين 09 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    استطلاع رأي: الانترنت نعمة أم نقمة؟

    النشر : الأثنين 14 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    رهن الضجر

    النشر : السبت 20 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1064 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1031 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1001 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 448 مشاهدات

    خوف من المستقبل: لماذا يطاردنا.. وكيف نواجهه؟

    • 388 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 361 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3879 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3446 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1064 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1031 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1001 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 991 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يقظة قلب
    • منذ 21 ساعة
    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة
    • منذ 22 ساعة
    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟
    • منذ 22 ساعة
    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان
    • الأحد 15 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة