• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصمت.. دأبُ الصامدين

مريم حسين العبودي / الأحد 06 آذار 2022 / ثقافة / 2196
شارك الموضوع :

لله درُّ الصامتين، الذين يواصلون إطباق شفاههم، كتم الكلمات في حناجرهم المُتخدرة من قِلة تحريك أوتارها الصوتية

الصمت، غلافٌ ذو خاصية كاتمة، مُخادعة، يُخيّل للرائي أن المتخلق به ذو طمأنينةٍ وهدوء، وأنه من فرط رضاه وسعادته، لا يجدُ أمراً يتذمر منه ولا عائقاً في حياته يشكوه ويهذرُ بشأنه.

يُظلمُ الصامتون في معظم الأوقات، يُعاملون كأنهم مخلوقات حجريّة صلدة، أو أن خللاً نفسياً قد ألّم بهم، فكيف يستطيعون مواصلة الصمت بهذا الشكل في حين أن ربع ما يحتملونه لو أصاب شخصاً تقليدياً آخر لبقيّ يتذمر ويشكو منه أياماً متواصلة! ما هي وصفتهم السرية والسحرية للبقاء بهذا السلام الذي يبدو أبدياً؟!.

لله درُّ الصامتين، الذين يواصلون إطباق شفاههم، كتم الكلمات في حناجرهم المُتخدرة من قِلة تحريك أوتارها الصوتية، المستمعون بإنصات لتدفق الكلام من أفواه الآخرين، اللذين يمنحون بسماتٍ آمنة وتطميناتٍ صادرة من إنكسارٍ يتلوه إنكسار. لطالما قيل بأن الصمت عما في داخلك يُراكم طاقة الأذى فيك، يُسممُك روحاً وبدناً، يُحيلك إلى مخلوقٍ تعِس.. لكنك لا تختاره! لا تتلذذ بهذا الإطباق المُحكم على كل خلاياك الحية، إنه أمرٌ مفروضٌ عليك. تتوقف في منتصف بعض الطرق، لا تجدُ حلاً آخر سوى تغيير المسار، لا الأمام يُغري بالتقدم، ولا الخلف يدعو للإياب، تحفرُ درباً فرعياً، تلجِهُ ولا تدري، أفيه تجدُ نفسك أم تزدادُ تيهاً.

المُتعبون، يتكالبُ عليهم الحُزن، يتصدّعُ جوفهم، يتشققون كتُربةٍ قاحلة يُذويها الظمأ. ينقضُ عليهم البؤس ناهشاً أرواحهم الهشة، فيُردوّن قتلى لا يواري نزف جراحهم أحد، تتشكلُ من دماؤهم أنهاراً، تتفرعُ من آلامهم جداولاً، فتنمو على ضفافهم أشجارٌ يابسة، أغصانٌ جافة لا تُظللُ أحداً ولا تُثمرُ ما يُسدُ به الرمق، نجومٌ زرقاء في سوادهم اللامُتناهي، لا ضوء ينعكس منهم، يتجمّعُ نورهم بين أضلاعهم، يُربون فيهم الأمل، يحمون ما تبقى منهم، لا يظهرونه للعالم كيلا يحرقه كما أحرقهم من قبل.

الصمت هو وسيلة اللاتعبير الوحيدة المتاحة لهؤلاء، يتامى الحيلة، إنه سرّهم السماوي، يعرفهم الله أكثر من غيرهم، يعلم سرهم لأن لا علانية لديهم، هم أصدقاؤه المقربون، أحبابه المنهكون، يحيطهم برأفةٍ معززة، لا اسلحة لديهم، لا متاع في هذه الدنيا، يبدأونها وينتهون منها وهم في حالةٍ من الترقب والصبر، يستعينون بالصبر والصلاة، يخشعون في مناجاةٍ قلبية لا يسمع همسها أحد، تتصعد الملائكُ نحو السماوات العُلا، مُحملين بحقائب بلورية، تضمُ حديثهم الروحيّ الصامت.

الانسان
السلوك
المجتمع
الشخصية
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    بنات يخاصمن أمهاتهن

    النشر : الأثنين 12 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    فلاتر تحويل الصور إلى أنمي: بين الترفيه والمخاطر

    النشر : الخميس 17 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    رفيقي الصامت

    النشر : الخميس 23 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    ثقافة الصحفي وكفاءته المهنية

    النشر : السبت 01 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    آهات زينبية

    النشر : الأحد 13 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    ديمة الدخان

    النشر : الأثنين 29 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 661 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 2 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 2 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 2 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة