• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لنزرع اليوم ونحصد غداً

زينب مشتاق الموسوي / السبت 01 شباط 2025 / تربية / 632
شارك الموضوع :

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة

في ذلك الزمان الذي لم يعرف فيه البشر الرفاهية المفرطة، كان أجدادنا يعيشون كالأشجار الراسخة في الأرض، تواجههم العواصف لكنهم لا ينكسرون. كانت أيديهم المتشققة من العمل تروي قصصاً عن الإخلاص والشرف، ووجوههم التي خطتها الشمس هي شهادة على رحلة كفاح طويلة. لم يكن لديهم ترف الاختيار بين الراحة والمشقة، لكنهم جعلوا من التعب وسيلة للكرامة، ومن الصبر فنّاً يزين حياتهم.

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة، بالتكنولوجيا التي تضع كل شيء بين أيدينا، لكنه يفتقر إلى الصلابة التي كانت تُعرّف الأجيال السابقة. نرى جيلاً ينهار أمام العقبات الصغيرة، ويبحث عن الراحة بأي ثمن. جيل يتساءل: "لماذا أنا؟" بدلاً من أن يسأل: "كيف أواجه؟".

الاختلاف بين الأمس واليوم

كان الألم أستاذاً للأجيال السابقة، علّمهم أن الصبر ليس مجرد فضيلة، بل أداة لتهذيب النفس وصقل الشخصية. كانوا يزرعون أراضيهم بجهدهم، يعيشون على ما تيسر لهم، ويواجهون المصاعب بابتسامة وإيمان بأن الرزق من عند الله. احترام الكبير كان قانوناً غير مكتوب، والتكاتف الأسري كان درعاً يحمي الجميع.

أما اليوم، فقد تغيرت القيم. أصبحت السهولة هي المعيار، والجهد هو الاستثناء. التكنولوجيا التي يفترض أن تقربنا، سرقت منا قيماً جوهرية كالتواصل الحقيقي والاحترام. أصبح الاحترام يُقاس بالمصلحة، وأصبحت المبادئ أشياء قابلة للتفاوض.

إلى أين نمضي؟

إذا كان هذا الجيل هو المربي، فماذا عن الأجيال القادمة؟ كيف ستنمو شخصيات أطفال يتعلمون من آباء يرون العالم من خلال شاشات؟ كيف سيواجهون الحياة وهم لم يتعلموا مواجهة التحديات؟

المشكلة الحقيقية ليست في الجيل الجديد بحد ذاته، بل في التربية التي يفتقدها. إننا أمام مسؤولية كبيرة: إما أن نأخذ بيد هذا الجيل ليعيد اكتشاف القيم، أو نتركه يتيه في صحراء خالية من المعاني.

الأمل في التغيير

 الأمل لا يزال موجوداً. الجيل الحالي ليس عدواً، بل فرصة. فرصة لننقل إليهم القيم الأصيلة، ونعرّفهم أن القوة ليست في الهروب من المسؤوليات، بل في مواجهتها. يجب أن تكون التربية أكثر من مجرد تعليم تقني؛ عليها أن تكون غرساً للقيم، بناءً لشخصيات قادرة على الصمود والتأثير.

على الأمهات والآباء أن يكونوا قدوة. أن يزرعوا في أطفالهم قيماً تتجاوز المظاهر وتُبنى على الأخلاق الحقيقية. علينا أن نعلمهم أن النجاح ليس في الحصول على ما يريدونه بسهولة، بل في استحقاقه بجدارة. 

إن الأجيال القادمة لا تُصنع بالصدفة، بل هي انعكاس لما نزرعه الآن. إذا أردنا أن نبني مستقبلاً قوياً، علينا أن نبدأ بإعادة إحياء القيم التي كادت تندثر. لنترك لهم إرثاً من الأخلاق، الاحترام، والشجاعة.

إن الزمن سيمضي، لكن أثرنا سيبقى. فلنكتب اليوم قصة جديدة، قصة أجيال تعيد تعريف الإنسانية، وتثبت أن القيم الحقيقية لا تموت مهما تغير الزمن.

دعونا نأخذ بيد هذا الجيل، نعلّمه الصبر، الاحترام، والعمل الجاد. في النهاية، الخيار بيدنا. فهل نحن مستعدون للقيام بما هو مطلوب لإعادة البناء؟

الاب والام
الاسرة
الابناء
المجتمع
التربية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    مشاجرات ومنازعات الأطفال.. بين العنف الأسري والسلوك

    النشر : السبت 19 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف يحمي السلوك المجتمعي الفرد؟

    النشر : الأحد 03 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تأثير الغناء على الروح والأعصاب

    النشر : الأثنين 16 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    النشر : السبت 26 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    لا تسقِ بذرة الحقد

    النشر : الأربعاء 17 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الرهاب عند الأطفال.. بين الوقايه والعلاج

    النشر : الأحد 24 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • الخميس 31 تموز 2025
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • الخميس 31 تموز 2025
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • الخميس 31 تموز 2025
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • الخميس 31 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة