• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لنزرع اليوم ونحصد غداً

زينب مشتاق الموسوي / السبت 01 شباط 2025 / تربية / 727
شارك الموضوع :

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة

في ذلك الزمان الذي لم يعرف فيه البشر الرفاهية المفرطة، كان أجدادنا يعيشون كالأشجار الراسخة في الأرض، تواجههم العواصف لكنهم لا ينكسرون. كانت أيديهم المتشققة من العمل تروي قصصاً عن الإخلاص والشرف، ووجوههم التي خطتها الشمس هي شهادة على رحلة كفاح طويلة. لم يكن لديهم ترف الاختيار بين الراحة والمشقة، لكنهم جعلوا من التعب وسيلة للكرامة، ومن الصبر فنّاً يزين حياتهم.

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة، بالتكنولوجيا التي تضع كل شيء بين أيدينا، لكنه يفتقر إلى الصلابة التي كانت تُعرّف الأجيال السابقة. نرى جيلاً ينهار أمام العقبات الصغيرة، ويبحث عن الراحة بأي ثمن. جيل يتساءل: "لماذا أنا؟" بدلاً من أن يسأل: "كيف أواجه؟".

الاختلاف بين الأمس واليوم

كان الألم أستاذاً للأجيال السابقة، علّمهم أن الصبر ليس مجرد فضيلة، بل أداة لتهذيب النفس وصقل الشخصية. كانوا يزرعون أراضيهم بجهدهم، يعيشون على ما تيسر لهم، ويواجهون المصاعب بابتسامة وإيمان بأن الرزق من عند الله. احترام الكبير كان قانوناً غير مكتوب، والتكاتف الأسري كان درعاً يحمي الجميع.

أما اليوم، فقد تغيرت القيم. أصبحت السهولة هي المعيار، والجهد هو الاستثناء. التكنولوجيا التي يفترض أن تقربنا، سرقت منا قيماً جوهرية كالتواصل الحقيقي والاحترام. أصبح الاحترام يُقاس بالمصلحة، وأصبحت المبادئ أشياء قابلة للتفاوض.

إلى أين نمضي؟

إذا كان هذا الجيل هو المربي، فماذا عن الأجيال القادمة؟ كيف ستنمو شخصيات أطفال يتعلمون من آباء يرون العالم من خلال شاشات؟ كيف سيواجهون الحياة وهم لم يتعلموا مواجهة التحديات؟

المشكلة الحقيقية ليست في الجيل الجديد بحد ذاته، بل في التربية التي يفتقدها. إننا أمام مسؤولية كبيرة: إما أن نأخذ بيد هذا الجيل ليعيد اكتشاف القيم، أو نتركه يتيه في صحراء خالية من المعاني.

الأمل في التغيير

 الأمل لا يزال موجوداً. الجيل الحالي ليس عدواً، بل فرصة. فرصة لننقل إليهم القيم الأصيلة، ونعرّفهم أن القوة ليست في الهروب من المسؤوليات، بل في مواجهتها. يجب أن تكون التربية أكثر من مجرد تعليم تقني؛ عليها أن تكون غرساً للقيم، بناءً لشخصيات قادرة على الصمود والتأثير.

على الأمهات والآباء أن يكونوا قدوة. أن يزرعوا في أطفالهم قيماً تتجاوز المظاهر وتُبنى على الأخلاق الحقيقية. علينا أن نعلمهم أن النجاح ليس في الحصول على ما يريدونه بسهولة، بل في استحقاقه بجدارة. 

إن الأجيال القادمة لا تُصنع بالصدفة، بل هي انعكاس لما نزرعه الآن. إذا أردنا أن نبني مستقبلاً قوياً، علينا أن نبدأ بإعادة إحياء القيم التي كادت تندثر. لنترك لهم إرثاً من الأخلاق، الاحترام، والشجاعة.

إن الزمن سيمضي، لكن أثرنا سيبقى. فلنكتب اليوم قصة جديدة، قصة أجيال تعيد تعريف الإنسانية، وتثبت أن القيم الحقيقية لا تموت مهما تغير الزمن.

دعونا نأخذ بيد هذا الجيل، نعلّمه الصبر، الاحترام، والعمل الجاد. في النهاية، الخيار بيدنا. فهل نحن مستعدون للقيام بما هو مطلوب لإعادة البناء؟

الاب والام
الاسرة
الابناء
المجتمع
التربية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    ظاهرة الفقر.. معضلة تنذر بالخطر

    النشر : الأثنين 19 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    هل الزوجان يشتركان في الخدمة المنزلية؟

    النشر : الأحد 12 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    السعادة: هدف منشود ام وسيلة لتحقيق الاهداف

    النشر : الثلاثاء 03 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    قلق.. وتمضي الكثير من الوقت في التفكير بأسئلة بلا إجابة؟ أنت من ضحايا الإفراط في التفكير

    النشر : الأربعاء 12 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    فاطمة المعصومة.. تجليات ولطائف 

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    ينتابك التوتر عند مقابلة أشخاص جدد؟.. إليك 5 نصائح عملية لفتح حوار شيق

    النشر : الأثنين 15 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 3 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة