• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سجدة شكر

مروة حسن الجبوري / الخميس 31 آيار 2018 / تربية / 5168
شارك الموضوع :

في نهاية اليوم ترخي جسدها النحيف على اريكة صنعت من القصب، ترمي عليها ثقل يومها، صامتة وفي العين الف حكاية، اوردتها البارزة تحكي عن اعمالها،

في نهاية اليوم ترخي جسدها النحيف على اريكة صنعت من القصب، ترمي عليها ثقل يومها، صامتة وفي العين الف حكاية، اوردتها البارزة تحكي عن اعمالها، وانحناء قامتها يروي تفاصيل يومها المتعب، فكل يوم وهي على ذات الحال، تجلس على الأريكة تستريح من عبء الاعمال، فيومها طويل، وحتى وهي نائمة تفكر فيما تعمله لغدا حاملة هموم يوم لم تعشه بعد، ماذا عن الاولاد، ماذا عن الطعام، تشغل بالها بأشياء اعتادت عليها فقد مضت سنوات طويلة في عملها، وحتى هذه لحظة لم تكف عن التفكير بها.

بينما هي تحاكي نفسها وترتب ليوم غد جدول اعمالها، انتبهت انها كتبت كل ما تحتاجه العائلة، الا انها نسيت ما هو اهم من هذه التي خطتها اناملها، رمت الاوراق، واجهشت بالبكاء، ضائعة في امواج هذه الدنيا تاركة مركب النجاة، كانت في غفلة احرقت ايام عمرها بعود الدنيا وعرفت انها صرفت الكثير من عمرها لمرضاة اولادها، وفي المقابل لم تسمع منهم كلمة شكرا، تنعى مسيرة عمر قضتها وانها لم تعطِ من وقتها لأداء صلاة مستحبة او زيارة، عادت الى القلم وبقوة وفي عينها دموع متحجرة حذفت ما كتبت..

وفكرت ان تجعل غدا يوما مميزا في حياتها فبعد هذه السنوات المهترئة حان الوقت لكي تعود الى شاطى النجاة وتنقذ مابقى لها من الايام..

جاء وقت السحور وجلس الاولاد على مائدة بسيطة لا تخلو من التمر وقارورة ماء، دخلت الام حجرتها هناك شيء ايقظها من سبات غفلتها، ارتدت ثوب الطهارة الأبيض وتوجهت نحو رب كريم تردد تراتيل السحور فكل ما يرتل في هذا الوقت مشهود، بين الندم على الماضي ولهفة الاعتذار كانت تناجي ربها، لحظة اطمئن قلبها الحائر شعرت ان هناك من سقى روحها بفيض، بدأت تقرأ دعاء ابي حمزة الثمالي وتقف عند كل كلمة، وتبصر على مفاهيم هذا الدعاء حتى وصلت الى إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِالعَفْوِ؟ وَإِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِي الحُكْمِ؟

إرْحَمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتِي، وَعِنْدَ المَوْتِ كُرْبَتِي، وَفِي القَبْرِ وَحْدَتِي، وَفِي اللَّحْدِ وَحْشَتِي، وَإِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفِي، وَاغْفِرْ لِي ماخَفِيَ عَلى الادَمِيِّينَ مِنْ عَمَلِي، وَأَدِمْ لِي ما بِهِ سَتَرْتَنِي، وَارْحَمْنِي صَرِيعاً عَلى الفِراشِ تُقَلِّبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي، وَتَفضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلى المُغْتَسَلِ يُقَلِّبُنِي صالِحُ جِيرَتِي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْمُولاً قَدْ تَناوَلَ الأقْرِباءُ أَطْرافَ جَنازَتِي، وَجُدْ عَلَيَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحِيداً فِي حُفْرَتِي، وَارْحَمْ فِي ذلِكَ البَيْتِ الجَدِيدِ غُرْبَتِي حَتَّىْ لا أَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِكَ..

تذكرت القبر.. آه وضيق اللحد، وغربة المكان، واخذت تصور في مخيلتها الاحبة وهم يعرفون جنازتها متجهين نحو القبر، ترتجف خائفة من الظلمة والضيق والغربة في مكان واحد، من لها ومن يخفف عنها، وحيدة ذليلة، بعدما جردتها المغتسلة من الثياب وغطت جسدها بقطعة قماش رخيصة الثمن، تقلبها الايادي، ومسرعين نحو البيت الجديد..

قد تكون اليقظة متأخرة لكنها افضل بكثير من الجهل والاستمرار فيه، اكملت الدعاء بصوت حزين بعدما قارب الليل على الرحيل ولم يبقَ على بزوغ الفجر غير نصف ساعة، عاهدت نفسها بعهود تنفعها يوم لاينفع مال ولا بنون، سجدت شكر لله لانه ايقظها من غفلتها، شكرا لله، سمع الاولاد نحيب الأم وهي ساجدة، حزنوا عليها واتفقوا بعد هذا اليوم ان يجعلوها تعيش حياتها وتلتفت نحو عبادتها من دون ان يطلبوا شيء، كانت مناجاتها منبه لإيقاظ نفسها وعائلتها من دوامة الحياة..

الانسان
الحياة
قصة
شهر رمضان
الدعاء
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الوقت أعظم مواردك

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    تناول طعام مطهي في المنزل وإغلاق التلفزيون لهما صلة بتراجع خطر البدانة

    النشر : الأثنين 13 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    تعرف على عالمة الفلك التي كشفت أسرار الكون

    النشر : الثلاثاء 13 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الاشتراكات التلقائية.. كيف يمكنك تجنب الوقوع فيها؟

    النشر : الأثنين 26 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    من نساء الطف: أم سعيد بن مرة التميمي

    النشر : الأحد 20 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    تناول الليمون في الصباح.. صحة وعافية

    النشر : السبت 07 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1019 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 651 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 628 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 522 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1019 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 975 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 20 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 20 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 20 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة