• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الغدير.. عيد أهل الايمان

فاطمة الركابي / الثلاثاء 20 آب 2019 / تربية / 1894
شارك الموضوع :

لكل مسلم عيدين -كما هو شائع-عيد الفطر إذ يسعد به كل من صامت فيه جوارحه وجوانحه، وعيد أضحى يسعد فيه كل من تشرف في قصد حج بيت الله الأعظم ببدنه

لكل مسلم عيدين -كما هو شائع-عيد الفطر إذ يسعد به كل من صامت فيه جوارحه وجوانحه، وعيد أضحى يسعد فيه كل من تشرف في قصد حج بيت الله الأعظم ببدنه ومن عاش مشاعر الحجاج وقصد رب البيت بقلبه، وهي أعياد للمؤمنين أيضاً إذ الإيمان أعلى من الاسلام كما هو معروف- إلا إن من لأهل الايمان عيد أخر وهو عيد الغدير بل هو "عيد الله الاكبر"، فهو ليس عيد لشهر محدود بفترة زمنية ومناسك وطاعات وقتية كما في عيد الفطر، وليس كعيد الاضحى الذي يأتي بعد أن يحج العبد الى ربه، إذ - كما يبدو- نستطيع أن نقول إن عيدي الفطر والأضحى أتيا كهدية لمقدمات يحتاجها العبد كمحطة للتزود وتهذيب النفس والتنفيس عن الروح، وتقوية الإرادة وبناء الذات.

أما عيد الله الأكبر فهو لا يرتبط بزمان ولا مكان، بل هو عيد لمن يعيش حقيقة الغدير في كل آن؛ فهو النتيجة التي تُستحصل من تلك المقدمات، فهذا العيد هو عيد الثبات والاستقامة على نهج الله المتمثل بالولاية واتباع الامام الحق المنصب من قبل الله سبحانه.

ولذا قلنا إنه عيد المؤمن، فالإيمان كما قال الأمير (عليه السلام): سألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن الايمان فقال: "تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان"(١)، فهو عيد لمن دخل الايمان قلبه، والشكر بنعمة الولاية لأولياء الله باللسان والقلب وبالعمل قد أجهد نفسه، فالكثير من كان شاهداً وعالم بعظم هذه النعمة إلا أنه لم ينتفع منها، فهي كانت نعمة ثقيلة على نفوسهم فجحدوها، لم تتسع لها صدورهم فكفروا بها مع يقينهم بأنها الحق ومن الحق!، لذا كانوا مصداق لقوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)[النمل :14].

كما نرى الكثيرين يجحدون بنعمة الشهر الفضيل وموسم الحج الجليل فلا يرتبون أثر على علمهم بقدرهما فلا ينتفعون منهما، فهكذا مقدمات تعطي هكذا نتائج بلا شك، فالذي لا يشكر النعم الصغرى والوقتية ولا ينتفع من وجودها كيف سيكون شكره لنعمة بها تمت كل نعمة؟!

فعيد الغدير كان مرآة كاشفة لحقيقة دعاوى كل من أقر بالوحدانية لله تعالى وبنبوة الخاتم (صلى الله عليه وآله) فوحدهم -وهم ثلة القلة- من كانوا من أهل الثبات والبصيرة، فثبتوا واتبعوا ما أنزل على الرسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه،..."(٢)، فكانوا مصداق لقوله تعالى: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[لقمان: 22]، فصاحب البصيرة لا يعمى، والمتوجه بقلبه لربه لا يتيه، وإن ضل وتاه الجميع، فكيف بنور الحق كما قال إمامنا الصادق (عليه السلام): "والله لأمرنا أبين من هذه الشمس".(٣)

والغدير هو بوصلة النور التي تنير للإنسان طريقه، فالدنيا بلا حجة إلهية ظُلمة لا نور فيها، فعن جابر بن عبد الله قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: "أول شيء خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير"(٤)، فمصدر كل نور تعالى جعل واسطة ايجاده وبقائه واستمراره هو نور النبي، فرحيل النبي يوجب وجود من يديم هذه الواسطة التي تفيض على الوجود بالنور وما يؤكد أن الامام هو الواسطة هو ورد على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال:" كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئيين: فجزء أنا وجزء علي"(٥)، إذاً فمن لم يكن يستمد نوره من الولاية للإمام علي (عليه السلام) فما له من نور، ومن اتبعه كان مصداق لقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ...) [الأنعام :122].

والغدير هو حصانة فكرية وعملية لكل متقي مؤمن، فلابد للمتقين من إمام، إذ التقوى بمعنى الرقابة أي استشعار احاطة الله تعالى وحضوره معنا، والوقاية أي استشعار رقابة الله تعالى علينا، بالنتيجة هذان يولدان تحصين للفرد، ولكن كما قال إمامنا الرضا(عليه السلام) عن أباءه عن أمير المؤمنين(عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن (من) عذابي، ثم قال(عليه السلام): بشروطها وأنا من شروطها"(٦)، إذا فالمتقي لا يبلغ الحصانة من دون الدخول في الحصن، ودرع الله الحصين الذي من دخله حُفظ، لا يتحقق إلا بالإتمام بإمام المتقين.

والغدير هو الكهف الآمن الذي من دخله أمِن وسلم ونجى، فالإمامة هي كهف ولكن لا يبقى فيه إلا من علم بخطر الخروج منه، وعلم أنه لا يصبر على المكوث فيه إذ لم يكن فيه ما يستوجب بقاءه فيه أي من ناحيته هو فهذا الكهف لا يطرد أحد وهو مفتوح للجميع، لكن قد يخرج منه بإرادته بعض من يدخله إذا لم يُوجد في نفسه كامل الاهلية للبقاء فيه.

الغدير هو الصراط المستقيم الذي يجعل المؤمن على النهج الالهي القويم، فالأنسان لا يمكن أن يسير من دون علامة تهديه لمقصده لكي يصل لوجهته، ولا يمكن أن يصل من دون دليل يَعرف الطريق بكل تفاصيله ليأخذ بيده وهو مطمئن أنه سيوصله لما يريد، فهذه العلامة الهادية هي الامام المجعول من قبل الله كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا...) [السجدة: 24]، فالآية تقول أولاً  إن الامام الهادي لابد أن يكون مجعول من قبل الله تعالى، وثانياً يعرف أوامر الله تعالى أي لديه علم كامل أي معصوم بالعصمة التامة.

وأخيراً: عيد الغدير هو الفيصل الذي يحدد به مصير كل فرد فمن أقر بما نزل بذلك اليوم هو الناجي يوم يُسأل كل فرد عن إمامه الذي اتخذه في الدنيا له إماما، كما قال تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) [الإسراء :71] فأنظر أيها المسلم بمن تآتم؟ هل بلغت درجة الايمان بمعرفة إمامك صاحب العصر والزمان المجعول من قبل الله أم بماذا ستجيب في ملتقى الختام؟.

------------

(١) بحار الأنوار: ج ٦٦، ص ٦٨.
(٢) بحار الأنوار: ج ٣٧، ص١٢٦.
(٣) بحار الأنوار: ج ٥٢، ص ٢٨٢.
(٤) بحار الأنوار: ج ١٥، ص ٢٤.
(٥) فضائل الصحابة ابن حنبل: 2 / 662 ح 1130.
(٦) بحار الأنوار: ج ٤٩، ص ١٢٣.

عيد الغدير
التاريخ
الدين
الامام علي
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    مفاهيم خاطئة عن الزواج.. تعرّف عليها

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    مليكة قم

    النشر : السبت 11 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    أدب الوصايا.. العفو والصَّفْحَ من درر الأمير

    النشر : الخميس 13 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    كيف يحافظ المسلم على الخصوصية الثقافية؟

    النشر : الأثنين 19 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    ما معنى البداء لدى الشيعة؟

    النشر : الأربعاء 14 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    عـلي وفـاطمة.. انموذج متكامل لكل رجل وامرأة

    النشر : الأحد 30 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 661 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 2 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 2 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 2 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة