• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مدرسة من نوع آخر

امنة عباس / الثلاثاء 19 آيار 2020 / تربية / 2175
شارك الموضوع :

فمشكلة النزوح والهجرة والتهجير، من المشكلات التي عرفتها البشرية منذ الأزل

كثيرة هي المصاعب والتحديات التي تواجه الانسان في مسيرة حياته، ولعل من أصعبها مواجهة مجتمع يختلف في مبادئه واعتقاده عن مجتمع عاش فيه فترة طويلة من الوقت، فهنا، يصعب التأقلم والموازنة، اضافة عن اختلاف اللغات والعادات، في المأكل والمشرب واللباس وقضاء الوقت وغيرها، مما اعتادت عليه الشعوب المختلفة.

ولعل ذلك الانسان كان طوال حياته في مواجهة ما نتيجة جهل، أو اعتلال صحة، أو بيان موقف.

مما يسبب له مآزق في كل الأحوال، فكيف يمكن تدارك أخطاء ماضٍ بصحة عليلة، واختلاف بيئة في جوها الاجتماعي، والمناخي، والاقتصادي، واللغوي.

ناهيك عن اطلاق أحكام عليه من قبل أفراد مجتمعه الجديد، وتمسك مجتمعه القديم بشخصه ومعتقداته السابقة كفرد من أفراده، فإذا ما تبدل فهو الخاسر الأكبر في كلتا الحالتين، فلا مجتمعه القديم يتقبله، ولا مجتمعه الجديد يعتبره أصيلا في انتمائه إليه.

فمشكلة النزوح والهجرة والتهجير، من المشكلات التي عرفتها البشرية منذ الأزل، فعرفها الانسان العربي قبل غيره، فكان ينتقل من مكان لآخر، طلبا للماء والكلأ، فإذا ترك المكان بأجساد سكنت صعيده، حن إليه، ولعله يحن إليه وإن كان خاليا، وقد ظهر هذا الحنين في أشعار عرب الجاهلية، كما ظهر في أشعار المسلمين في عصورهم المختلفة، فهو حنين الذات لمنبعها الأول،  وموطن نشأتها، ومراتع الطفولة، ومرابع الشباب، هو حنين للأهل الذين لا تربطهم رابطة الدم أو الرحم، بقدر ما تربطهم الألفة والمودة الخالصة التي لاتشوبها الأحقاد أو الضغينة او المنافسة في المكاسب، عاجلها وفانيها.

هو حنين للشجر، والماء، والغيم، والنسائم الباردة يقول أحد الشعراء في ذلك:

القلب عندي غير أن الروح عندكم

فالروح في غربة والقلب في وطن.

والانسان العربي تغيرت طباعه ولغته، باختلاف مكان سكناه، فكان الانسان القروي، والريفي،  والحضري، والمدني، وعلى كل حال لا يمكن أن يؤطر خليفة الله سبحانه باطار لغوي أو تصنيف اجتماعي أو انساني، فهو الكائن المعجزة الذي يختلف عن كل الكائنات الحية الأخرى.

ولعل المحزن أن يناضل المرء في حياته في سبيل مجتمعه، واثبات وجوده وكيانه، ونشر ما يؤمن به، ليأتي في آخر المطاف محملا بأعباء جهاده، يراه هباء في أعين الناس، الذين بذل لأجلهم سنوات عمره وكفاحه، معللين "من أجل اثبات وجود وكيان".

ليست كل الكلمات قادرة عن التعبير عما يريد المرء إيصاله للآخرين، فقد تعجز اللغة كما يعجز اللسان والبيان، ويبقى الفرقان الذي خطه الوحي الكريم على رسوله العظيم، أعظم كتاب، بلغته العربية، التي هي لغة أهل الجنة، والتي يقصر عنها حتى المتخصصون بها، فيلجأون إلى لغات أخرى للتعبير عن أحوالهم، لقوتها وبلاغتها ومتانتها، التي لا يستطيعون الاحاطة بها، وقد تتأرجح مقدراتهم في استيعابها بعد هجرتهم من مكان لآخر، او تقادم الزمان، أو انخفاض في الاجتهاد والسعي، أو نتيجة علة أو مرض عارض.

ويبقى الغريب أسير غربته أينما كان، فقد يغترب عن أهله ودياره، وهو بين ظهرانيهم.

إذ يشتاق إليهم في أحوالهم الماضية، وحاله القديم معهم، وقد يشعر بالغربة عن خالقه ومحبوبه الذي هو أحق بحبه من أي محبوب، لشدة ما يلقاه من ظروف قاهرة خارجة عن ارادته، تدفعه عن التخلي عما اعتاده من العبادة، والزهد والتقرب إليه بالقول الصادق وأداء الأمانة، فيغترب عن ذاته وفي ملاطفة عرفانية يقول أحدهم:

لي في محبتك شهود أربع

وشهود كل قضية اثنان

خفقان قلبي واضطراب جوارحي.

واصفرار لوني وانعقاد لساني

ولعل في أئمتنا عليهم السلام قدوة للمغتربين ولا سيما أبي عبد الله الحسين عليه السلام غريب الغسل والكفن، وغريب الغرباء الامام الرضا الذي بعُد قبره في بقعة مَن زارها كان ما كان له من الأجر والمثوبة استحقاقا من الله عزوجل، وجميعهم عليهم السلام كانوا يعيشون الغربة من قلة الناصر والأصحاب، ونفوذ الظلمة وأعوانهم على العدوان.

ويبقى وجه الله ذو الجلال والاكرام، ملاذ الغرباء وكهفهم، ومؤنسهم الذي يلجأون إليه بالدعاء وقراءة القرآن أو مجالس الذكر والصلوات وإحياء الأمر فتتألق تلك الأرواح التي تعيش الغربة بنوره سبحانه ويسكن وجعها وتصفوا أوقاتها.

الانسان
الوطن
الهجرة
القيم
مفاهيم
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    لكي تكون صحفيا استقصائيا.. إحفر عميقاً

    النشر : الأثنين 15 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    على ظهر فرس

    النشر : الأحد 21 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    أرواح هادئة

    النشر : الخميس 27 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    مرضٌ عُضال

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    اليوم العالمي للسعادة في شهر التحلية الروحية

    النشر : الأربعاء 20 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 544 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 367 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 331 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1102 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 21 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 21 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة