• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مدرسة من نوع آخر

امنة عباس / الثلاثاء 19 آيار 2020 / تربية / 2022
شارك الموضوع :

فمشكلة النزوح والهجرة والتهجير، من المشكلات التي عرفتها البشرية منذ الأزل

كثيرة هي المصاعب والتحديات التي تواجه الانسان في مسيرة حياته، ولعل من أصعبها مواجهة مجتمع يختلف في مبادئه واعتقاده عن مجتمع عاش فيه فترة طويلة من الوقت، فهنا، يصعب التأقلم والموازنة، اضافة عن اختلاف اللغات والعادات، في المأكل والمشرب واللباس وقضاء الوقت وغيرها، مما اعتادت عليه الشعوب المختلفة.

ولعل ذلك الانسان كان طوال حياته في مواجهة ما نتيجة جهل، أو اعتلال صحة، أو بيان موقف.

مما يسبب له مآزق في كل الأحوال، فكيف يمكن تدارك أخطاء ماضٍ بصحة عليلة، واختلاف بيئة في جوها الاجتماعي، والمناخي، والاقتصادي، واللغوي.

ناهيك عن اطلاق أحكام عليه من قبل أفراد مجتمعه الجديد، وتمسك مجتمعه القديم بشخصه ومعتقداته السابقة كفرد من أفراده، فإذا ما تبدل فهو الخاسر الأكبر في كلتا الحالتين، فلا مجتمعه القديم يتقبله، ولا مجتمعه الجديد يعتبره أصيلا في انتمائه إليه.

فمشكلة النزوح والهجرة والتهجير، من المشكلات التي عرفتها البشرية منذ الأزل، فعرفها الانسان العربي قبل غيره، فكان ينتقل من مكان لآخر، طلبا للماء والكلأ، فإذا ترك المكان بأجساد سكنت صعيده، حن إليه، ولعله يحن إليه وإن كان خاليا، وقد ظهر هذا الحنين في أشعار عرب الجاهلية، كما ظهر في أشعار المسلمين في عصورهم المختلفة، فهو حنين الذات لمنبعها الأول،  وموطن نشأتها، ومراتع الطفولة، ومرابع الشباب، هو حنين للأهل الذين لا تربطهم رابطة الدم أو الرحم، بقدر ما تربطهم الألفة والمودة الخالصة التي لاتشوبها الأحقاد أو الضغينة او المنافسة في المكاسب، عاجلها وفانيها.

هو حنين للشجر، والماء، والغيم، والنسائم الباردة يقول أحد الشعراء في ذلك:

القلب عندي غير أن الروح عندكم

فالروح في غربة والقلب في وطن.

والانسان العربي تغيرت طباعه ولغته، باختلاف مكان سكناه، فكان الانسان القروي، والريفي،  والحضري، والمدني، وعلى كل حال لا يمكن أن يؤطر خليفة الله سبحانه باطار لغوي أو تصنيف اجتماعي أو انساني، فهو الكائن المعجزة الذي يختلف عن كل الكائنات الحية الأخرى.

ولعل المحزن أن يناضل المرء في حياته في سبيل مجتمعه، واثبات وجوده وكيانه، ونشر ما يؤمن به، ليأتي في آخر المطاف محملا بأعباء جهاده، يراه هباء في أعين الناس، الذين بذل لأجلهم سنوات عمره وكفاحه، معللين "من أجل اثبات وجود وكيان".

ليست كل الكلمات قادرة عن التعبير عما يريد المرء إيصاله للآخرين، فقد تعجز اللغة كما يعجز اللسان والبيان، ويبقى الفرقان الذي خطه الوحي الكريم على رسوله العظيم، أعظم كتاب، بلغته العربية، التي هي لغة أهل الجنة، والتي يقصر عنها حتى المتخصصون بها، فيلجأون إلى لغات أخرى للتعبير عن أحوالهم، لقوتها وبلاغتها ومتانتها، التي لا يستطيعون الاحاطة بها، وقد تتأرجح مقدراتهم في استيعابها بعد هجرتهم من مكان لآخر، او تقادم الزمان، أو انخفاض في الاجتهاد والسعي، أو نتيجة علة أو مرض عارض.

ويبقى الغريب أسير غربته أينما كان، فقد يغترب عن أهله ودياره، وهو بين ظهرانيهم.

إذ يشتاق إليهم في أحوالهم الماضية، وحاله القديم معهم، وقد يشعر بالغربة عن خالقه ومحبوبه الذي هو أحق بحبه من أي محبوب، لشدة ما يلقاه من ظروف قاهرة خارجة عن ارادته، تدفعه عن التخلي عما اعتاده من العبادة، والزهد والتقرب إليه بالقول الصادق وأداء الأمانة، فيغترب عن ذاته وفي ملاطفة عرفانية يقول أحدهم:

لي في محبتك شهود أربع

وشهود كل قضية اثنان

خفقان قلبي واضطراب جوارحي.

واصفرار لوني وانعقاد لساني

ولعل في أئمتنا عليهم السلام قدوة للمغتربين ولا سيما أبي عبد الله الحسين عليه السلام غريب الغسل والكفن، وغريب الغرباء الامام الرضا الذي بعُد قبره في بقعة مَن زارها كان ما كان له من الأجر والمثوبة استحقاقا من الله عزوجل، وجميعهم عليهم السلام كانوا يعيشون الغربة من قلة الناصر والأصحاب، ونفوذ الظلمة وأعوانهم على العدوان.

ويبقى وجه الله ذو الجلال والاكرام، ملاذ الغرباء وكهفهم، ومؤنسهم الذي يلجأون إليه بالدعاء وقراءة القرآن أو مجالس الذكر والصلوات وإحياء الأمر فتتألق تلك الأرواح التي تعيش الغربة بنوره سبحانه ويسكن وجعها وتصفوا أوقاتها.

الانسان
الوطن
الهجرة
القيم
مفاهيم
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    دراسات تكشف خطورة رضاعات الأطفال

    النشر : السبت 24 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما هي الشيخوخة الصادقة؟

    النشر : الأحد 10 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أمي لن تخلف الميعاد

    النشر : الأثنين 26 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    جين مرتبط بالصداع النصفي ربما ساعد البشر على التكيف مع برودة الطقس

    النشر : الثلاثاء 02 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    المرأة العصرية: تحديات البيت والعمل والمجتمع

    النشر : السبت 30 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    علي الأكبر: الإنموذج المثالي للشباب الرسالي المسلم

    النشر : الأحد 07 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 333 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 7 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 7 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 7 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة