• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفات تأملية في أراجيز الصحبة الوفية: بصيرة العروج

فاطمة الركابي / الأحد 15 آب 2021 / تربية / 2659
شارك الموضوع :

لعل أول إستفهام يخطر في الذهن إنه كان هو المتقدم لساحة القتال، وهو الذي سيلاقي مصرعه على يد الأعداء

لما لبى إبراهيم بن الحصين الأسدي-أبي إسحاق- لنداء إمامه الحسين (عليه السلام) في ملحمة عاشوراء، قيل(١) إنه ارتجز مردداً:

(أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا * ثم أباك الطاهر المؤيدا

والحسن المسموم ذاك الأمجدا * وذا الجناحين حليف الشهدا

وحمزة الليث الهمام إلا سعدا * في جنة الفردوس عاشوا سعدا).

لعل أول إستفهام يخطر في الذهن إنه كان هو المتقدم لساحة القتال، وهو الذي سيلاقي مصرعه على يد الأعداء، وإنْ هو سيقتل منهم مقتلة عظيمة، فمصيره معروف ألا وهو الشهادة؛ فالإمام الحسين (عليه السلام) قد أنبئهم: "فإنه من لحق بي منكم استشهد"(٢).

بالنتيجة جواب هذا التساؤل يوصلنا إلى إنه لم يكن يُفكر بأن يُحدث نفسه كي تُقدِم وتَتقدم لتقاتل دون الإمام مناصرًة، بل كلامه يوحي إلى إنه بالأصل لم يكن تفكيره في هذا العالم، إنما هو ممن روحه قد عرجت قبل أن تعرج.

فقد فتح الإمام له بصيرته وأراه مقامه هناك، كما ورد "فلما رأى الحسين (عليه السلام) حسن إقدامهم وثبات أقدامهم قال (عليه السلام): "إن كنتم كذلك، فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم في الجنة. فكشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم فيها، والحور العين ينادين: العجل... العجل فإنا مشتاقات إليكم! فقاموا بأجمعهم وسلوا سيوفهم وقالوا: يا أبا عبد الله! ائذن لنا أن نغير على القوم ونقاتلهم حتى يفعل الله بنا وبهم ما يشاء. فقال (عليه السلام): "اجلسوا، رحمكم الله وجزاكم الله خيرا"(٣).

وها هو منتظر قدوم سيده الحسين (عليه السلام) حيث مجاورة من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، فما أحسن هذه الرفقة، وما أسعد تلك الروح لما ستناله من مَقرُبة، وما أجمل هذا المصير الذي لا تفصله عنه إلا أن يكون ممن يُقاتِلون ويُقتَلون في سبيل الله تعالى، وبين يدي سيد شهداء الجنة.

لذا هو لما قتل منهم(٨٤) رجلاً، كان قد ردد قائلاً:

(أضرب منكم مفصلًا وساقًا * ليُهرَق اليوم دمي اهراقا

ويرزق الموت أبو اسحاقا * أعنى بني الفاجرة الفساقا).

فكم كلماته هذه تكشف عن حقيقة تلك الروح المقدامة التي لم تهب كثرة العدا، بل -وكأن- لسان حاله ومقاله يقول لهم: أنا بمفردي سأشل حركتكم وسأقطع أقدام كل من يقابلني من المفصل فأسقطه أرضا، فيصبح عاجزًا منتظرًا لمصيره الأشقى.

ثم بهذا الشطر[ليهرق اليوم دمي اهراقا] كأن في ذلك إشارة إلى أنه يقول: نعم سأُقتَل لكن ليس بضربة واحدة من أحدكم، بل سأثخن بالجراح حتى ينسكب دمي ويسيل ثم أعرج بعد ذلك شهيدًا، فلعلي أواسي بذلك سيدي وما سيجري عليه عندما يبقى وحيدًا وقد تجتمع فيه كثرة جراحات القلب والبدن بلا إخوة ولا أبناء، بلا صحبة ولا أنصار.

(١) الامام الحسين(ع) وأصحابه: ج٢، ص ٨.
(٢) بحار الأنوار: ج ٤٤، ص ٣٣٠.
(٣) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): ص ٤٩٧.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
القيم
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    عالم من الاختلاف

    النشر : الأحد 06 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    شراء الالعاب فن لا تتقنه الامهات

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    لوحة لطفلين

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    المباهلة.. الشاهد القاطع على إمامة أمير المؤمنين

    النشر : الثلاثاء 02 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كيف نتعامل مع أطفال التوحد؟

    النشر : الثلاثاء 02 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    نعزي العالم بخبر انتصار العراق على داعش!

    النشر : الأثنين 03 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1031 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 396 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 347 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 340 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 335 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3470 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1081 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1052 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1031 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 21 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 21 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 21 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة