بالعلم تزدهر الأمم، وتتقدم، وترتقي سُلَّم المجد. هذا ما نسمعه وتتداوله أغلب المجتمعات عبر مختلف الفترات التاريخية. لذلك نجد معظم الدول تسعى جاهدة لتطوير التعليم، وتعزيز وسائل التواصل مع الطالب من أجل إيصال المعلومة بالشكل المناسب، وبالتالي تحقيق التطور العلمي والمعرفي على حد سواء.
ولهذا نلاحظ أن بعض الدول بدأت تتجه نحو اتباع الوسائل الحديثة للنهوض بالعملية التعليمية وتطويرها، ومن بين هذه الوسائل: اللجوء إلى أسلوب التعليم الإلكتروني، الذي شاع في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في أغلب دول العالم، وخاصة الدول المتقدمة تكنولوجياً وبعض الدول النامية.
ولكن، هذا الأسلوب التعليمي قد واجه معوقات كثيرة في طريق نجاحه، ولا تزال بعض الدول تعاني حتى الوقت الحالي من هذه العقبات.
وقبل الإشارة إلى معوقات التعليم الإلكتروني، لا بد من بيان ماهيته أو تقديم نبذة مختصرة عنه.
يُقصد بالتعليم الإلكتروني: "استخدام الوسائط المتعددة التي يشملها الوسط الإلكتروني مثل شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، أو الساتلايت، أو الإذاعة، أو أفلام الفيديو، أو التلفزيون، أو الأقراص الممغنطة، أو المؤتمرات عبر الفيديو، أو البريد الإلكتروني، أو المحادثة بين طرفين عبر الإنترنت في العملية التعليمية".
ويُعرَّف أيضًا بأنه: "طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة، كالحاسوب، والشبكات، والوسائط المتعددة، من أجل إيصال المعلومة للمتعلمين بأسرع وقت، وأقل كلفة، وبصورة تمكِّن من إدارة العملية التعليمية، وقياس وتقييم أداء المتعلمين".
تعود نشأة التعليم الإلكتروني إلى الفترة التي تم فيها اعتماد مشروع سنة 1996، حيث تم لأول مرة تدريس المقررات الدراسية عبر الشبكة. ثم امتد تطبيق التعليم الإلكتروني ليصبح نظاماً عالمياً تطبّقه أغلب دول العالم، وخاصة في أوقات الأزمات، كالحروب، وتفشي الأمراض، والأوبئة، فأصبح هذا النظام هو الأكثر رواجاً لمواجهة الظروف الطارئة التي ترافق مثل هذه الأحداث.
وبما أننا نعيش في وقتنا الحاضر أزمة وبائية تكاد تعصف بأغلب دول العالم، فقد أصبح اتباع نظام التعليم الإلكتروني الخيار الأمثل لاستمرار العملية التعليمية.
ولكن، وللأسف الشديد، يواجه مستقبل التعليم الإلكتروني في الوطن العربي العديد من المعوقات، يأتي في مقدمتها عدم وعي أغلب الطلاب بمفهوم التعليم الإلكتروني؛ فكيف يكون للتعليم الإلكتروني مستقبل وطلائع هذا المستقبل لا تملك أدنى فكرة عنه؟
كما أن تجارب بعض الدول العربية في هذا المجال لا تزال حديثة العهد ومحدودة. فضلاً عن المعوقات السياسية، والإدارية، والمالية، والاجتماعية، والثقافية التي تعيق هذه العملية وتحدّ من انتشارها.
والنقطة الأكثر أهمية أن الغالبية العظمى من الكادر التدريسي لا تجيد استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، كالحواسيب والإنترنت.
اضافةتعليق
التعليقات