• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من ثقافات الكوثر

هدى المفرجي / الخميس 04 تشرين الثاني 2021 / تربية / 2153
شارك الموضوع :

الآفات المذمومة التي تكون جذورها مغروسة في طبيعة النفس البشرية منها على الفطرة ومنها مكتسبة مع الآخرين

إعياء يحتل مفاصل الأيام كالطوب القاسي حين ينصرم ويصبح أشتاتا، والوهن يحتضن عظامنا المتهالكة مُحمل بالسنون الثقال، يرتكز الكف على الكف وينحني الرأس أسفل لعل العذر كافي بعدما استفاقت العقول من تكلسها، ربما لسنا الوحيدين في هذا العالم الذين يشكون من حاضرهم ومخلفات الماضي ولكن من المؤكد أننا في مقدمة الركب كيف لا ونحن نتبع شريعة الغاب بدل شريعة الله تاركين الآفات تستقبلنا بكلتا ذراعيها تطبطب على الروح لترسم وهم النجاة بعيدا عن طوقه بحبل من نار يلتف على رقابنا.

الآفات المذمومة التي تكون جذورها مغروسة في طبيعة النفس البشرية منها على الفطرة ومنها مكتسبة مع الآخرين وهي الحرص، والشحة، والبخل، والكره، والحسد، والعجلة وغيرها كثير، كل هذه تكون على الإنسان نقمة ويتلقفه إبليس تلقف الشخص للكرة، ومن كلمات إبليس لنوح كما في رواية مولانا الهادي (عليه السلام): (إذا وجدنا ابن آدم شحيحا، أو حريصا، أو حسودا، أو جبارا، أو عجولا تلقفناه تلقف الكرة فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا مريدا).

روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أنه أوقف فرسه مرة ًعند باب مسجد وقبل أن يدخل لُيصلي استأمن أحد الواقفين عند الباب على فرسه وعلى السرج الذي عليه، فطمع الرجل المُستأمن على الفرس وسرق سرج الفرس وهرب إلى السوق وباعه هناك، ولمّا خرج علي بن أبي طالب (ع) من المسجد لم يجد الرجل ولا السرج فذهب إلى السوق ليشتري سرجاً آخر حتى يستطيع ركوب الفرس، وقد أدهشه أن وجد سرج فرسه نفسه معروض للبيع في السوق فسأل صاحب الدكان بكم يبيعه؟

- فقال البائع: بعشرة دراهم

- فقال له علي: وبكم باعك السرج من أحضره لك؟

- قال البائع: بخمسة دراهم

فاشترى علي (ع) السرج وقال: سبحان الله ، لقد كنت أنوي أن أدفع للرجل السارق خمسة دراهم عند خروجي من المسجد لقاء أمانته، لكنه استعجل رزقه وسرق السرج وباعه، ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال!.

هكذا أودت العجلة بخير ورثناه إلى سنين عجاف نجهزها تركة لمن سيأتي بعدنا، ظلّت أيدينا قابضة على جمر المبادئ، بينما نَلمحُ أصبعا يسترخي، ويدا تنزلق لوحل المصافحة حتى تداعى سائر الجسد إليها واتبعها فتهنا وتاه من بعدها فما سيرهم إلا على خطى أسوء من سبقوهم، يهيؤك لقتل أشنع، من قد مُدت أيديهم لتُجلد، يمدونها اليوم، لتشحذ، والعجب أن من قيدت معاصمهم يوما، يرفعونها الآن، ليطيل الله عمر السجان، يأخذنا الذهول تارة هل هو خوف أم أن تلك أرقى منالات العبيد البشري.

لا تصافح، فالكرامة لا تشترى والعجلة في اختيار القادة لا فائدة منها سوى أنك تشارك في الحرام فليست يد السارق هي فقط من استعجلت إنما يد من صافح الركب على أمل قطعة خبز زائدة ستصلى وتحاسب ذات يوم حينما يقف الجميع أمام العادل فأي تبرير سيجدون.

تعاستك في عجلتك!

العجلة صفة تؤدي دائماً في ذاتها وآثارها إلى قلق الإنسان وانزعاجه، وتورث الأسى والأسف في مشاعره وأحاسيسه والندامة من أعراضها، وكانت العرب تكني العجلة: - أم الندامات، وإن الزلل مع العجل، والإقدام على العجل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه، وهي تورث أمراضاً وآثاراً نفسية منها:

- القلق الذي ينتاب الإنسان في عجلته وسرعته، والارتباك والنسيان، والخوف من المجهول المترتب بسبب عدم وضوح الرؤية، والمتطبع بالعجلة والسرعة في سلوكه الإجتماعي يكون حاداً متعصباً متكلفاً للأمور، وتؤدي أحيانا إلى قتل أمم كاملة، فكم من الحماقات ترتكب بسبب التهور وعدم التأني، وكم من الصداقات تقطعت بسبب التسرع والتهور والعجلة، وكم من المشكلات تقام، وكم من البيوت تهدم لهذا السبب أيضا، وأخيرا إلى كل من يتصف بالتسرع والعجلة، عن الإمام علي (عليه السلام): (الحلم والأناة توأمان ينتجهما علو الهمة)، فما أحوجنا إلى التحلي بهذا الخلق الطيب فى بيوتنا ومجتمعاتنا التى تعاني من التسرع والعجلة في اتخاذ القرارات، وسوء المعاملة.

رزقنا الله وإياكم الحلم والاناة وحسن الخلق، عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا لم تكن حليما فتحلم).

الانسان
الحياة
القيم
مفاهيم
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    قوة الإيمان في إصلاح الأخلاق

    النشر : السبت 14 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اكتشف محيطات جديدة واخسر منظر الشواطئ!

    النشر : الأحد 26 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أخلاق التقدم: ثقافة العفو والمغفرة في المجتمع الإيماني

    النشر : الأثنين 24 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    وبدأت قصة كربلاء

    النشر : الثلاثاء 11 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    العيد.. بين طقوسه المتوارثة وأنماط الحياة الحديثة

    النشر : الأحد 01 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    نصائح تساعدك على الاستمرار في ممارسة الرياضة في الشتاء

    النشر : الأربعاء 23 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 380 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 339 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 334 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1079 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1038 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 7 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 7 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 7 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة