• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

العلاقة العاطفية تكشف عقد الإنسان النفسية

زهراء الجابري / الثلاثاء 22 شباط 2022 / تربية / 3779
شارك الموضوع :

الأم التي تعاني عُقدة الخضوع ستجعل طفلها يشعر بأنه لا يملك سنداً أو مأوى

للأسف، تُعامل الأسس العلمية لتنشئة الطفل بنوع من اللا اكتراث، وتؤخذ موروثات الأجداد الفكرية وتُلقن للأطفال وكأنها حقائق، ونعيد إنتاج أنفسنا بدلًا من تطوير عقول الجيل القادم. عند شعور الطفل بالخوف من التعبير، تكون قد حرمته من تكوين رباعية ذاته الحقيقية معتقد، عمل أو «شغف»، علاقة، نمط حياة، فهو لا يستطيع أن يكون على سجيته ولن يشعر بالتقبل، ومن جهة أخرى سيتعرض للكثير من الظواهر التي لن يستطيع الحديث عنها، ربما تحرش جنسي أو تنمر لأنه يخاف ولا يشعر بالأمان الداخلي.

حيث إن تعلقه بأبويه أصبح تعلقًا غير آمن «غير مبني على تقبل كامل» وسيكون أيضاً خائفاً من أي خطأ، وهذا سيحرمه من الكثير من التجارب في الحياة التي هي معيار أساسي للنضج. كلما ازدادت تجاربك بالحياة وأمعنت في دراستها، ازداد نضجك. فهو أبدًا غير مقترن بعمر الإنسان.

الأم التي تعاني عُقدة الخضوع ستجعل طفلها يشعر بأنه لا يملك سنداً أو مأوى، فهو يعرف يقينًا بأنه إذا تعرض للضرب أو الإهانة من الأب المتمادي فلن يجد محاميا صارماً للدفاع عنه ببسالة، فالأم التي تملك استحقاقاً وثقة بالنفس لن تسمح بأي تماد مع طفلها، وستقف بوجه الأب وقد يصل بها الأمر للانفصال عنه إذا أصر على التمادي في عنفه ضد طفلها.

لكن الأم الخاضعة تظل صامتة، ترى أبناءها يتعرضون لمثل هذا الأذى وتردد «سأظل لأجل أبنائ » دون أن تحرك ساكنًا. لن يحترم الطفل أمه ولن يثق بها إذا مر بمثل هذه التجربة، الأم التي تهان أمام عينيه لن يثق يوما بآرائها ولن تكون لها قيمة عالية لديه، إما سيشفق عليها أو سيتمادي عليها، وهذا يعتمد على نمط شخصيته وكمية التشوهات التي تعرض لها، وذاته الحقيقية إن كانت تميل للخير أو لإيذاء الآخر.

لا توجد مصطلحات مثل الخير والشر بالتحليل النفسي، لكن نعبر عنها بالقدرة على إيذاء الآخر كمصطلح، ويختلف البشر في هذا الأمر. تنتشر في المدارس مفاهيم غير سوية عن ماهية الرجل وتعريفه، يقدمونه کمزیج مشوه لعادات وتقاليد ومعتقدات غير سوية. تتم السخرية من كلمة مشاعر وربطها بالأنوثة، والمشكلة هنا تكمن في أننا منذ طفولتنا نربط كلمة شعور بالعار فتصبح كل صور التعبير عن المشاعر من حزن وخوف وألم وحميمية أمراً خاطئاً ومعيباً ولا يمكن البوح به، والمعضلة الأخرى أننا نربط الأنوثة بالدونية، فأنت عندما تلقب رجلًا بـ «الأنثى»  يراها إهانة عظمى، وهذا يشوه النظرة للجنس الآخر أيضاً.

إذا أمعنت الملاحظة في اللغة الدارجة بين الرجال، ستجد السخرية والوقاحة والشتم هي اللغة المتداولة والمتعارف عليها، ومن فقد القدرة على التعبير عن مشاعره سيتلوث بهذه الطرق من التعبيرات غير السوية. في بعض الأحيان تستخدم السخرية كوسيلة للقرب والألفة وتكون على شكل مصطلح عامي يدعى «الميانة»، رغم أن معنى كلمة

 «الميانة» الحقيقي هو أنني قريب منك وأستطيع التعبير بحميمية وثقة متبادلة، ولكن ساء استخدامها بتعبيرات غير سوية. قد تجد شاباً يعبر لآخر عن شوقه له بشتم مثل (يا حیوان اشتقنا لك) لأنه يخجل من قولها (اشتقت لك، أو لك محبة كبيرة في قلبي)، لاحظ أنه استخدم أسلوب الجماعة «اشتقنا لك» وليس «اشتقت لك»، وهذا يدل على خوفه من الحميمية والقرب بشكل سوي، لربما يفهم بشكل خاطئ.

التنمر يساهم في تحطيم الاستحقاق، وإذا لم يتم توضيح كيفية التعامل معه على أرض الواقع فأنت في الطريق إلى الهلاك النفسي مستقبلًا، نحن نعيش في عالم تحكمه إرادة القوة، فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، وهنا أن يتم إعداد الطفل بالفنون القتالية وأساليب الدفاع عن نفسه قبل كل شيء، لأنه لربما تعرض لموقف يجب أن يتعامل معه بسرعة ولا يستطيع الانتظار للشكوى على المتنمر، وإذا مر الموقف وتم ضربه أو إهانته ولم يرد بنفسه سيخلق هذا صدعًا في نفسه ولربما عقدة الخضوع. يجب باختصار من يضربك اضربه، ومن يهينك أهنه هو مبدأ الواقع، لكن إذا تركته يضربك ثم اشتكيت أو تركته يهينك وأدرت ظهرك متجاهلًا سيصنع هذا كبتا شعوريا في أعماقك، وقد تعود للمنزل وأنت تفكر لماذا لم أرد؟ وتتخيل سيناريوهات ترد فيها على هذا المتنمر «سردية الخيال».

 نصائح بعض الأبوين تقول «لا تفعل شيئًا وقدّم شكواك في من يتعدى عليك، كُن حذرًا فقد تتعرض للضرب المبرح أو الطعن وتتأذى» فتجعله خائفاً غير قادر على الدفاع عن نفسه. يجب أن يشعر الطفل بالأمان مع الأبوين لكي يستطيع فتح قلبه ومحاورتهم ومشاركة مخاوفه، ولكن الأبوين اللذين يعتمدان منهج الوعظ والتخويف من العقاب، يجعل الطفل مترددًا في طرح خبايا نفسه، ولهذا كثير من الأطفال يتعرضون لتجارب مثل التحرش والتنمر ويظلون صامتين.

يؤلمني جدًا عندما أسأل الشخص عن علاقته بأحد الأبوين ويذكر أنها رسمية، فأساس العلاقة معهما هي تنشئة روحية عاطفية نفسية وليست اعتناءًا ماديًا فقط. ولكن للأسف الوعي الجمعي بفكرة الإنجاب منخفض، ولو كان بيدي لجعلت هناك قانوناً يفرض على الأبوين التسجيل في أكاديمية لتنشئة الطفل السوي، ولا يسمح لهما بالإنجاب إلا إذا نجحوا في أهم منهج قد يدرسونه في حياتهم، منهج تنشئة طفل واع.

من كتاب (عقدك النفسية سجنك الأبدي) د.يوسف الحسني
الاب والام
الطفل
صحة نفسية
الاسرة
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    حوزة كربلاء النسوية تستضيف جمعية المودة

    النشر : الخميس 09 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ملاذ الخائفين

    النشر : الأحد 25 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عالم وراثة يكشف مفاجآت في تقويم سلوك الأطفال

    النشر : الخميس 22 آب 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    سَموا بناتكم بفاطمة

    النشر : الأربعاء 03 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الشبك وأزمة الوجود والهوية

    النشر : الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    3 علامات تدل على إن أمعائك غير صحية

    النشر : الأربعاء 31 آب 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 334 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 7 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 7 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 8 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة