• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المقاطعة كتجلي لمنظور أمير المؤمنين للمجتمع الإسلامي

سمانا السامرائي / الأربعاء 26 حزيران 2024 / اعلام / 1610
شارك الموضوع :

فيصف أمير المؤمنين (عليه السلام) الشخص الذي لا يستطيع قيادة نفسه إلى مواضع صلاحها بأعجز الناس

ظهرت مقاطعة الأفكار والأشخاص والمنتجات عدة مرات في تاريخنا الإسلامي المعاصر كأداة لرفض الظلم والتهميش والوقوف بوجه الظالمين وردع التجاوزات، ورافق معظم حملات المقاطعة تأييد القيادات الدينية لما فيها من نصرة المظلوم عملاً بما روي عن الإمام علي (عليه السلام): "أحسن العدل نصرة المظلوم".

وكان السؤال الذي يتكرر في كل مرة هل المقاطعة نافعة؟ هل نحن كأفراد قادرون على أن نحدث فرقاً ونؤثر على دول كبرى؟

هناك شعور عام بالتضاول والعجز بين صفوف المسلمين أمام الغاية الكبيرة التي تحتاج إلى لُحمة وتماسك للوصول إليها، هناك ضعف في تخيل النتائج الإيجابية وحجم التأثير الذي يمكن تحقيقه، بالإضافة إلى شعور عارم بانعدام الثقة في الآخرين وتفضيل المنفعة الظاهرية الآنية على النتائج ذات النفع العام والخاص بعيد المدى، وهذا يكشف عن انشقاق الصف وتجلي روح الفردانية.

تنظر المجتمعات اللبيرالية إلى المجتمع بصفته أفراد متميزون بخصائصهم الذاتية، وتسعى النظم والقوانين والمناهج الدراسية لتعزيز شعور الفرد بتلك الخصائص وتعظيم الاستفادة منها على الصعيد الشخصي ليصب بعد ذلك في مصلحة الدولة، فالفرد لا ينهض بمفرده وهو بحاجة إلى داعمين، وتأتي الدولة لتؤدي هذا الدور فلا يعرف غيرها، ولكي يضمن استمرار دعم الدولة وأنظمتها لنجاحاته الشخصية أو حتى لضمان عيش عادي هادئ عليه أن لا يخالف أفكارها ولا يتحرك في دوائر لا ترضى عنها، ويدفع الضرائب بسخاء دون اعتراض، وهو لن يعترض إذ صُممت الأنظمة الليبرالية لتدجين الجموع وإلهائهم وتخديرهم، وحتى وإن وعوا حجم الخلل والاضطرابات الحاصلة لا يستطيعون التوقف والرفض لأن القوانين ستبتلعهم ولا يوجد مجتمع لحمايتهم وتقديم العون.

ويقدم الفكر الإسلامي تصوراً للأمة على أنها كتلة متراصة متراحمة من مجموع المسلمين الذين يُعنون بأنفسهم أولاً ويحرصون على أخوانهم على الدوام، ونرى ذلك في ما وصلنا عن الإمام علي (عليه السلام) إذ يقول: "أعجز الناس من عجز عن إصلاح نفسه" . ثم يقول في موضوع آخر "أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".

هناك اهتمام ببناء أواصر قوية مترابطة بين أفراد المجتمع الإسلامي ورعاية وصيانة هذه الأواصر لدرجة إنكار الذات في مواضع كثيرة لأن هناك منفعة عامة وخاصة مترتبة على هذا التلاحم والتواد إلا أن هذه الأواصر لا تكون ذات سيادة على الإنسان فيقع تحت سلطة آراء الآخرين منقاداً لهم دون تفكير أو مُنشغلاً بأفعالهم منزِهاً نفسه ومانحها سلطة لمراقبة غيره والبت في ما يراه منافياً لمجموعة القيم والمبادئ التي يسير بها.

فيصف أمير المؤمنين (عليه السلام) الشخص الذي لا يستطيع قيادة نفسه إلى مواضع صلاحها بأعجز الناس، مقراً مفاهيم كمفهوم محاسبة النفس وزجرها لتهذيبها دون أن يلتفت إلى الآخرين ويعدهم مقياساً لأعماله، فلو كنت مثلاً تعرف أن المقاطعة بإجماع عموم مراجع الإسلام واجبة وتعرف منطلقاتها الإنسانية فأنت مكلف بترويض نفسك بعيداً عن كل الأفكار المغرضة والشخصيات والمنتجات التي تدعم معنوياً أو مادياً الفئة الباغية، وأن تواصل هذا الإصلاح لنفسك على الدوام دون أن تدع صلاح الناس وثباتهم مقياساً لك أو دليلاً على صلاح فكرة المقاطعة من عدمها، أنت تحاول أن تقوم بالمقاطعة بطريقة أفضل دائماً وتتحدث عنها وتحرص على ألا يأخذك سهو أو كسل في البحث أو خجل من نظرة الآخرين، فأنت وحدك محاسب وأنت مكلف بضبط أفعالك، فإن لم تفعل أنت من سيفعل؟

إن هذا التركيز على إصلاح الذات لا يرافقه نفور من الآخرين أو إساءة لهم أو غضب منهم أو قطع الصلات بهم، أن تواصل ما تقوم به وقد احكمت قبضتك على تلافيف نفسك مع الحفاظ على الإخاء الدائم هو صون للمجتمع من التفكك وإعانة له على صلاح محتمل في المستقبل وفتح طريق العودة إلى الطريق القويم، فكونك في شبكة اجتماعية قوية لا يحميك أو يحميهم فحسب، بل يجعل كلماتك وأفعالك مؤثرة أكثر... فلو كان لديك أصدقاء كثر تحبهم ويحبونك، وأنت تعيش حياتك مقاطعاً وتنشر عن ذلك ربما في حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فاحتمال تأثر الناس بما تنشره لميلهم لك هو أكبر، كما أن وجود أصدقاء بعدد أكبر يعني أن المراقبون والمتابعون لما تقوم به أكثر أي وصول أعلى وتأثير بالتالي أكبر.

إن المقاطعة شكل من أشكال الاختبار لقدرة الإنسان على ردع ذاته ومنع شهواته وكسله من السيطرة عليه، واختبار أيضاً لقيم المجتمع التي ينادي بها وشفافيته وحسن تماسكه، وإن عودة سريعة للإرث الفكري الذي تركه أمير المؤمنين (عليه السلام) في تنظيم الأمة والتعامل مع النفس كفيل بترميم الصدوع التي بانت لذي عينين ما أن بدأت حملات المقاطعة الأخيرة نصرة للمظلومين في أرض غزة.

الاقتصاد
الامام علي
عيد الغدير
نهج البلاغة
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    مفاهيم خاطئة عن الزواج.. تعرّف عليها

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    مليكة قم

    النشر : السبت 11 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    أدب الوصايا.. العفو والصَّفْحَ من درر الأمير

    النشر : الخميس 13 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    كيف يحافظ المسلم على الخصوصية الثقافية؟

    النشر : الأثنين 19 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    ما معنى البداء لدى الشيعة؟

    النشر : الأربعاء 14 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    عـلي وفـاطمة.. انموذج متكامل لكل رجل وامرأة

    النشر : الأحد 30 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 661 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 2 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 2 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 2 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة