• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نور على الدرب!

زهراء جبار الكناني / الثلاثاء 16 آيار 2017 / تطوير / 3365
شارك الموضوع :

اليأس من الحياة شعور ينتاب المرء عندما تحل به المحن، وتواجهه المصاعب، وهو أول أعراض الموت وأنت على قيد الحياة، وهو مرض خطير إذا أصابنا وتمكن

اليأس من الحياة شعور ينتاب المرء عندما تحل به المحن، وتواجهه المصاعب، وهو أول أعراض الموت وأنت على قيد الحياة، وهو مرض خطير إذا أصابنا وتمكن منا، فهو قتل لنفوسنا ويقتل فينا الرغبة في الحياة، ومع هذا فنحن وحدنا نستطيع أن نشفي قلوبنا من هذا المرض رغم حدته، ولعله المرض الوحيد الذي لا نحتاج فيه إلى طبيب يخلصنا منه، ففي أيدينا وحدنا وفي مكامن نفوسنا الخلاص من الألم الذي يحتوينا، كلما تعرضنا لمصائب الحياة ومشاكلها.

كان يتوارى من نظرات الناس له التي كانت تتفجر حزنا لحاله، اعتراه اليأس حتى صار يتمنى الموت الاف المرات وفي كل صباح يعيش تلك اللحظات مع نفسه وخالقه؛ كيف له أن يتركه دون إن يزهق روحه لتعود إلية بدل ان يبقى (معاق).

وراح سرا يمرر أناملها ليمسح برفق ذرات دمعه الخفي، فقد كانت كلمات الشفقة التي يطلقها المقربون تشعره بالعجز و احتل اليأس من كيانه جزءا كبيرا.

عاش يزن بين جدران حزنه، في واقعه الذي كان لابد أن يستسلم له او يصارع من اجل المضي قدما.

لم يكن يدرك كيف استطاع من قتل اليأس لينهض من رقدته ويغادر حجرته الصغيرة بعد شهور مضت على الحادث الذي افقده ساقه.

فعمد بالبحث عن عمل يشغل فراغه وينسيه ما قاساه ليس بخسارة قدمة فقط بل حتى ضياع حقه بمن تسبب له بالحادث.

رفض الكثير تشغيله لعدم قدرته على حمل الأشياء، فكر كثيرا بما يمكن أن يقدمه فهو يملك مواهب متعددة، وأخيرا توصل إلى عمل يناسب وضعه الجديد في مكتبة صغيرة في آخر رواق السوق المجاور إلى بيته الصغير في احد الأحياء الشعبية.

عمل بجد حتى تناسى انه معاق ووجد الالفة والمحبة له من الناس.

لم يتوقف طموح يزن بين جدران المكتبة الصغيرة بل نفض كل ذرات اليأس وفكر بأن يتخلص من الكرسي المتحرك بعكاز، ثم فكر بأن يستبدل العكاز بطرف صناعي .

راح يزن يعمل بجد حتى تمكن من توسيع المكتبة الصغيرة وتطويرها اكثر، وادّخر المال الوافر ونال مبتغاه وحصل عل الطرف الصناعي الذي فرح به كما يفرح الطفل الصغير بلعبته الجديدة.

لقد جعل الله نورا على الدرب ليزن لينير خطاه ويغير حياته ويحولها من صحراء جرداء إلى جنائن خضراء.

واصل يزن حياته حتى وقعت عيناه على ابنة الجيران التي كانت تزور مكتبته الصغيرة بين الحين والاخر لاقتناء بعض الحاجيات.

كان يتوجس خوفا من رفضها او رفض اسرتها اذا طلبها زوجة لكونه معاقا.

لكنه اعتاد ان يتحدى الخوف وان لاييأس حتى وان كانت سترفضه، فجمع شتات نفسه وذهب إلى والدها الذي انفرجت اساريره حينما اعلمه يزن بمبتغاه.

فسمع والدها يقول: أين أسرتك، أما يجدر بهم أن يحضروا خطبة ولدهم؟

اعتنق يزن الحياة بعد يأس كاد يحوله إلى إنسان فاشل وواصل حياته دون ان يتطلع إلى ماضيه وما قاساه وتناسى حتى انه معاق.

إن كل إنسان يستطيع أن يتغير، وان يبدأ حياته من جديد، مهما كانت قسوة الحياة عليه، بشرط أن تكون لديه الرغبة في هذا التغيير، وبشرط أن يبذل كل ما في وسعه ليضع قدمه على بداية طريق الحياة الجديدة، الذي اختارها لنفسه، فليس هناك شيئا يقتل النفس ويشل حركتها، أقوى وأعظم من الاستسلام للقدر، واليأس من الحياة ذاتها.

إن كل مشكلة تصادفنا في حياتنا تحمل بين طياتها بذور الحل الذي نبحث عنه، ولكن قد يحدث أن تكون هذه البذور أحيانا صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة، أو قد تكون قليلة متناثرة هنا وهناك، ونحن في الحالتين، لابد لنا من أن نضع على أعيننا منظارا مكبرا يساعدنا على رؤيتها، وان يكون لدينا الصبر الذي سوف نحتاج إليه حتما، ونحن نحاول أن نجمع تلك البذور المتفرقة لكي نعيد زرعها في الأرض من جديد، ثم ننتظر بعد هذا ثمر مازرعناه بأيدينا.

فالحياة لا تنتهي عند أول مشكلة يصادفها المرء وهو ماضٍ في دروبها، ولو كان الأمر كذلك لخلت الأرض من كل ما فيها وما عليها من حياة.

الحياة
الانسان
الامل
النجاح
الصبر
الايجابية
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    رداء لايناسبك مهما كان مقاسك!

    النشر : الخميس 13 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    يوم الطفل العالمي: انقذوا الطفولة في العراق

    النشر : السبت 24 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يؤثر التخطيط لحياتك مع بداية العام الجديد في صحتك النفسية؟

    النشر : الأربعاء 05 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    صباحكم حسينيّ

    النشر : الخميس 03 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    شلل الشكر وعوق التواضع

    النشر : الأثنين 05 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الحشد الشعبي بكم نمضي ونستمر.. شعار الحفل الثقافي المقام في جامعة كربلاء

    النشر : الثلاثاء 07 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة