• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعبة القدر!

ليلى قيس / الأثنين 12 حزيران 2017 / تطوير / 2431
شارك الموضوع :

ليست كل الامور بيدنا، فلا احد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، والعائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون

ليست كل الامور بيدنا، فلا احد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، والعائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون بشرته، وصفاته الجسدية.

لا احد يستطيع ان يمنع وقوع بعض الحوادث المؤسفة له كموت صديق، او حدوث زلزال، او هبوب الرياح، او امور اخرى من هذا القبيل، فتلك امور ترتبط بالقضاء والقدر.

واذا كان البعض غير مرتاح مما هو حادث له سواء فيما يرتبط بمواصفاته الجسدية او فيما يرتبط بالحوادث التي تقع فإن من الافضل ان يقارن نفسه بمن هو اكثر ابتلاءً منه، ويرضى بالقضاء والقدر، إذ ليس له خيار آخر غير هذا الخيار.

يقال: إن رجلاً وقع في بئر، فأخذ يصرخ ويطالب كل من يمر به ان يخلصه، فقال له رجل سمع استغاثته: اصبر حتى آتيك بحبل وارفعك به.

فقال الرجل: وإذا لم اصبر، فماذا أفعل؟

إنك احياناً لا تملك إلا أن تصبر على ما انت عليه، إذ لا تملك إلا هذا الخيار، ثم إن علينا أن لا نعتبر ما نحن فيه من الامور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، "فربّ ضارة نافعة" كما يقول المثل. فكم من أمور اعتبرناها (نقمة) تبين أنها كانت في حقيقة الأمر (نعمة) والعكس ممكن ايضاً.

ويذكر في هذا الموضوع قصة قرية كان فيها عجوز حكيم وكان اهلها يثقون به، في الاجابة على اسئلتهم ومخاوفهم.

وفي احد الأيام، قصد فلاح من القرية العجوز وقال بصوت محموم: "ايها الحكيم، ساعدني لقد حدث لي شيء فظيع. لقد حدث لي شيء فظيع. لقد هلك ثوري وليس عندي حيوان يساعدني على حرث ارضي!، اليس ذلك اسوأ ما يمكن ان يحدث لي؟.

فأجاب الحكيم: "ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير صحيح".

فأسرع الفلاح عائداً لقريته وأخبر جيرانه ان الحكيم قد جن، لأنه كان يظن ان ذلك أسوأ ما يمكن ان يحدث للفلاح، فكيف لم يتسن للحكيم ان يرى ذلك؟

إلا أنه في اليوم ذاته، شاهد الناس حصاناً صغيراً قوياً بالقرب من مزرعة الرجل، ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله، فقد اتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور، وهو ما قام به فعلاً.

وقد كانت سعادة الفلاح بالغة، فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل. وما كان الفلاح إلاّ ان عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلاً: "لقد كنت محقاً أيها الحكيم، إن فقداني للثور لم يكن أسوأ ما يمكن أن يحدث لي، لقد كان نعمة لم استطع فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما فكرت ابداً في أن أًشتري حصاناً جديداً، لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل ما يمكن أن يحدث لي".

فأجاب الحكيم: "ربما نعم، وربما لا".

فقال الفلاح لنفسه: "لا، ثانية؟!، لا بد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة". لم يدرك الفلاح ما سيحدث. وبعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان، فكسرت ساقه، ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول.

ومرة اخرى، ذهب الفلاح  الى الحكيم وقال له: "كيف عرفت ان اصطيادي لن يكون أمراً جيداً؟ لقد كنت على صواب ثانيةً، فلقد جرح ابني، ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد. هذه المرة انا على يقين بأن هذا هو أسوأ ما يمكن ان يحدث لي، لا بد أنك توافقني هذه المرة؟".

ولكن، كما حدث من قبل، نظر الحكيم الى الفلاح وأجابه بصوت ملؤه الشفقة وقال: "ربما نعم، وربما لا". استشاط الفلاح غضباً من جواب الحكيم وعاد من فوره الى القرية.

في اليوم التالي، قدم افراد الجيش واقتادوا جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم، ومن هنا كتب له أن يبقى في منزله في حين اصبح محتماً على الباقين ان يذهبوا الى الحرب.

إن المغزى الأخلاقي لهذه القصة يعد درساً نافعاً للغاية، وحقيقة الأمر، اننا لا ندري ماذا سيحدث غداً، نحن فقط نعتقد أننا نعلم ذلك، وغالباً ما نضخم من شيء ما، ونخترع أحداثاً مبالغاً فيها في عقولنا عن اشياء بشعة سوف تحدث. اما اذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا امام كل الاحتمالات، لتأكدنا من ان كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف. وتذكر: "قد يكون الامر كذلك، وقد لا يكون".

(من كتاب فنون السعادة/ سيد هادي المدرسي)
الابتلاء
الحياة
الانسان
التفكير
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    ظاهرة الفقر.. معضلة تنذر بالخطر

    النشر : الأثنين 19 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    هل الزوجان يشتركان في الخدمة المنزلية؟

    النشر : الأحد 12 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    السعادة: هدف منشود ام وسيلة لتحقيق الاهداف

    النشر : الثلاثاء 03 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    قلق.. وتمضي الكثير من الوقت في التفكير بأسئلة بلا إجابة؟ أنت من ضحايا الإفراط في التفكير

    النشر : الأربعاء 12 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    فاطمة المعصومة.. تجليات ولطائف 

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ينتابك التوتر عند مقابلة أشخاص جدد؟.. إليك 5 نصائح عملية لفتح حوار شيق

    النشر : الأثنين 15 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 662 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 3 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 3 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 3 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة