• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعبة القدر!

ليلى قيس / الأثنين 12 حزيران 2017 / تطوير / 2363
شارك الموضوع :

ليست كل الامور بيدنا، فلا احد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، والعائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون

ليست كل الامور بيدنا، فلا احد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، والعائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون بشرته، وصفاته الجسدية.

لا احد يستطيع ان يمنع وقوع بعض الحوادث المؤسفة له كموت صديق، او حدوث زلزال، او هبوب الرياح، او امور اخرى من هذا القبيل، فتلك امور ترتبط بالقضاء والقدر.

واذا كان البعض غير مرتاح مما هو حادث له سواء فيما يرتبط بمواصفاته الجسدية او فيما يرتبط بالحوادث التي تقع فإن من الافضل ان يقارن نفسه بمن هو اكثر ابتلاءً منه، ويرضى بالقضاء والقدر، إذ ليس له خيار آخر غير هذا الخيار.

يقال: إن رجلاً وقع في بئر، فأخذ يصرخ ويطالب كل من يمر به ان يخلصه، فقال له رجل سمع استغاثته: اصبر حتى آتيك بحبل وارفعك به.

فقال الرجل: وإذا لم اصبر، فماذا أفعل؟

إنك احياناً لا تملك إلا أن تصبر على ما انت عليه، إذ لا تملك إلا هذا الخيار، ثم إن علينا أن لا نعتبر ما نحن فيه من الامور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، "فربّ ضارة نافعة" كما يقول المثل. فكم من أمور اعتبرناها (نقمة) تبين أنها كانت في حقيقة الأمر (نعمة) والعكس ممكن ايضاً.

ويذكر في هذا الموضوع قصة قرية كان فيها عجوز حكيم وكان اهلها يثقون به، في الاجابة على اسئلتهم ومخاوفهم.

وفي احد الأيام، قصد فلاح من القرية العجوز وقال بصوت محموم: "ايها الحكيم، ساعدني لقد حدث لي شيء فظيع. لقد حدث لي شيء فظيع. لقد هلك ثوري وليس عندي حيوان يساعدني على حرث ارضي!، اليس ذلك اسوأ ما يمكن ان يحدث لي؟.

فأجاب الحكيم: "ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير صحيح".

فأسرع الفلاح عائداً لقريته وأخبر جيرانه ان الحكيم قد جن، لأنه كان يظن ان ذلك أسوأ ما يمكن ان يحدث للفلاح، فكيف لم يتسن للحكيم ان يرى ذلك؟

إلا أنه في اليوم ذاته، شاهد الناس حصاناً صغيراً قوياً بالقرب من مزرعة الرجل، ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله، فقد اتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور، وهو ما قام به فعلاً.

وقد كانت سعادة الفلاح بالغة، فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل. وما كان الفلاح إلاّ ان عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلاً: "لقد كنت محقاً أيها الحكيم، إن فقداني للثور لم يكن أسوأ ما يمكن أن يحدث لي، لقد كان نعمة لم استطع فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما فكرت ابداً في أن أًشتري حصاناً جديداً، لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل ما يمكن أن يحدث لي".

فأجاب الحكيم: "ربما نعم، وربما لا".

فقال الفلاح لنفسه: "لا، ثانية؟!، لا بد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة". لم يدرك الفلاح ما سيحدث. وبعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان، فكسرت ساقه، ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول.

ومرة اخرى، ذهب الفلاح  الى الحكيم وقال له: "كيف عرفت ان اصطيادي لن يكون أمراً جيداً؟ لقد كنت على صواب ثانيةً، فلقد جرح ابني، ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد. هذه المرة انا على يقين بأن هذا هو أسوأ ما يمكن ان يحدث لي، لا بد أنك توافقني هذه المرة؟".

ولكن، كما حدث من قبل، نظر الحكيم الى الفلاح وأجابه بصوت ملؤه الشفقة وقال: "ربما نعم، وربما لا". استشاط الفلاح غضباً من جواب الحكيم وعاد من فوره الى القرية.

في اليوم التالي، قدم افراد الجيش واقتادوا جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم، ومن هنا كتب له أن يبقى في منزله في حين اصبح محتماً على الباقين ان يذهبوا الى الحرب.

إن المغزى الأخلاقي لهذه القصة يعد درساً نافعاً للغاية، وحقيقة الأمر، اننا لا ندري ماذا سيحدث غداً، نحن فقط نعتقد أننا نعلم ذلك، وغالباً ما نضخم من شيء ما، ونخترع أحداثاً مبالغاً فيها في عقولنا عن اشياء بشعة سوف تحدث. اما اذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا امام كل الاحتمالات، لتأكدنا من ان كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف. وتذكر: "قد يكون الامر كذلك، وقد لا يكون".

(من كتاب فنون السعادة/ سيد هادي المدرسي)
الابتلاء
الحياة
الانسان
التفكير
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    ثقافة السبايا.. كتاب بلغة أخرى

    النشر : الثلاثاء 07 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ما هي الأمراض خارج الرئة؟

    النشر : الخميس 02 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    صفارة الإنذار.. العدو.. الفيل.. والقط الأسود.. 10 شخصيات تدمر مشروعك الخاص

    النشر : الأحد 18 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ضجيج الروح

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    طوارئ وخسارات لاتُعوَّض!

    النشر : الأثنين 23 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    روح باردة..

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 16 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 16 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 16 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة