• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أسْعدُ الناسِ من أسْعَدَ الناس

ليلى قيس / الأثنين 26 كانون الأول 2016 / تطوير / 7154
شارك الموضوع :

ليس هنالك وقت محدد، أو عمر محدد، أو مكان محدد، أو حتى سبب محدد للسعادة. فلا تنتظرها في أهداف محددة، بل إرحل معها من مكان لمكان، ومن زمان لآخر،

ليس هنالك وقت محدد، أو عمر محدد، أو مكان محدد، أو حتى سبب محدد للسعادة. فلا تنتظرها في أهداف محددة، بل إرحل معها من مكان لمكان، ومن زمان لآخر، إذ يمكنك أن تكون سعيدا في كل الاوقات، وفي كل الحالات، وفي كل الأماكن.

إن كل شيء مهما كان صغيراً إذا منحك الشعور بالسعادة فهو سبب كبير لها. كذلك الأمر بالنسبة إلى المكان،  فلرب غرفة صغيرة في بيت ريفي، تمنحك من السعادة أكثر مما يمنحك إياها قصر منيف على ضفاف البحر.

تعلم من الأطفال، فهم يسعدون بأمور صغيرة نعتبرها نحن الكبار تافهة، ولكنهم يعتبرونها كبيرة بمقدار ما تمنحهم من الشعور بالسعادة.

فالسعادة كالحب، لا تأخذه، إلا إذا أعطيته. فلا يمكنك أن تحب من يبغضك، كما لا يمكنك أن تبغض من يحبك، فلا يمكنك أن تصبح سعيداً إن لم تسعد الأخرين، من هنا قيل: إن الشخص الذي يمنح السعادة بسخاء يبقى لديه مخزون كبير منه، فهي مصدر من مصادر القوة التي تتضاعف عندما تمنحها.

قال الإمام علي (عليه السلام): "إن أحسن الناس عيشاً، من حسن عيش الناس في عيشه". (غرر الحكم ودرر الكلم، 2/605). وهكذا فإن السعادة ترفض الإحتكار، وتزدهر بالعطاء.

يقول أحد الكتاب: "سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، فلم تقل لي شكرا، ولكنها انتعشت، فإنتعشت معها روحي".

فلا سعادة إلا اذا اشترك فيها أكثر من شخص، كما لا ألم إلا إذا تحمله شخص واحد. فالسعادة كالقبلة، لا نظفر بها إلا بالمشاركة. وفي الحقيقة فإن سعادتك هي إنعكاس لسعادة الآخرين، ولذلك تشعر بالتعاسة إذا كنت وحيداً، وتهنأ بسعادة وحبور إذا رافقت غيرك في ما يسعد به الناس.

ولكي يثبت لك ذلك جرب أن تطعم طيراً، أو تسقي وردة، أوتصلح ساقية، وسوف تكتشف مدى السعادة التي سوف تشعر بها. وإذا كان الأمر مثيراً في ما يرتبط بالحيوان والنبات والجماد، فكيف سيكون بالنسبة إلى الإنسان؟!.

إن شرارة دافئة سوف تسري في أوصالك كلما قمت بعمل طيب تجاه الآخرين، سواء تلقيت الشكر عليه، أم لا.

وأعتقد أن ثمة سعادة أكبر يشعر بها اولئك الذين يقومون بعمل طيب ويبقونه سراً. ولقد قرأت عن رجل كان يتردد على إحدى دور الأيتام بعد ظهر كل يوم أربعاء، ليقضي ساعة من الزمن يرفه خلالها عن الصغار البائسين. وذلك عن طريق ذكر القصص والمغامرات لهم، وملاعبتهم بشتى الألعاب المسلية، وبالقيام ببعض الخدع لهم، الأمر الذي كان يخفف به عن كواهل أولئك المكلفين رعايتهم.

ولما سئلت مديرة الميتم عن هذا الرجل أجابت أنها لا تعلم عنه شيئاً، ولا من هو، ولكن مجرد وصوله إلى الميتم يبعث السرور في نفوس الصغار الذين يسرعون إلى استقباله بالهتاف والتصفيق، وكان يجيب الفضوليين الذين يحاولون كشف هويته بقوله: "لا أهمية لذلك!".

ومن الطينة الطيبة نفسها يمكن إعتبار ذلك الغريب ظهر ذات يوم  في أحد المستشفيات قائلاً: أنا أعرف أن هناك كثيراً من الأعمال العادية والشاقة التي تحتاجون إلى من يساعدكم في القيام بها، فدعوني أساعدكم في بعضها".

وطوال أربعة أشهر ذهب هذا الرجل يقوم بمختلف الأعمال الشاقة والبسيطة، داخل المستشفى وخارجه على السواء، بلذة لا تعادلها لذة، ولما سئل عن إسمه ابتسم، وهز رأسه، وقال: "إذا عرفتم من أنا فستشعرون أنكم مدينون لي، وهذا يفسد كل شيء عندي".

ولم يعرف المسؤولون عنه شيئاً إلا بعد أن غادر المتشفى في نهاية الشهور الأربعة. فقد كان مديراً لإحدى المؤسسات التجارية الكبرى، أحيل إلى التقاعد مؤخراً، وتوفيت زوجته، فشاء أن يملأ فراغ شهور البطالة الإجبارية بعمل مفيد مفرح، معيداً بذلك الغبطة إلى نفسه، عن طريق نشر هذه الغبطة فيما حوله.

وأعتقد أن هذا هو عمل الخير الصامت، وهو أمر عفوي وطبيعي لدى المؤمنين لأنهم يعملون في سبيل الله تعالى الذي يقول:" الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب"(سورة البقرة، الآية197).

مقتبس من كتاب (كيف تتمتع بالسعادة في حياتك)، العلامة السيد هادي المدرسي
السعادة
الحياة
الانسان
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية

    (زعفر) سلطان الجان

    5 أطعمة تدمر كبدك توقف عن تناولها فورا

    العقيلة زينب بين الترميم والنقل: سيدة الجرح والصبر

    التواصل المقطوع

    آخر القراءات

    ها هنا كربلاء ..

    النشر : الأثنين 25 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أنقذوا البصرة إنها تحتضر

    النشر : السبت 08 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    معاً لخلع الأقنعة

    النشر : الخميس 14 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    في رحاب القرآن

    النشر : الأثنين 26 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    وليد الكعبة

    النشر : الأثنين 10 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نور لا ينطفئ

    النشر : الأربعاء 01 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1014 مشاهدات

    اليوم العالمي للصفح: رحلة نحو السلام الداخلي والمجتمعي

    • 623 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 601 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 576 مشاهدات

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    • 436 مشاهدات

    عظمة الرسالة ونبل العطاء: ملتقى مسؤولات الحسينيات والهيئات الحسينية

    • 390 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1330 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1044 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1014 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 954 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 834 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة زينب ونهضة المسير
    • منذ 18 ساعة
    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية
    • منذ 18 ساعة
    (زعفر) سلطان الجان
    • منذ 19 ساعة
    5 أطعمة تدمر كبدك توقف عن تناولها فورا
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة