• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وعيٌ غير واعً

نرجس العبادي / الخميس 22 ايلول 2022 / تطوير / 2226
شارك الموضوع :

من أبسط تعريفات الوعي هو: إدراك الذات بالذات والإحاطة بتأثير الخارج على الداخل والعكس صحيح

استحلت حركة الوعي في قرننا الحالي ومنتصف القرن السابق نفوذاً ملكياً بين مجالات الحياة المختلفة، والتي شكّلت بدورها ثورة يُناصرها ذوي المادّة والمعنى على حدٍّ سواء مما أهداها الوجود المتجدد والواسع بين المجتمعات البشرية، ولقد استبطنت تلك الحركة جذوراً تعود أصولها إلى عصور ما قبل الميلاد والتي كانت تترنح بين مسميات مختلفة منها: "المعرفة العامة"، "القصدية" و"التجربة الظاهراتية" وغيرها من المسميات التي تخلخلت على أوتار الإلمام بهذا المجال حتى استقرت أخيراً على مصطلح الوعي.

ومن أبسط تعريفات الوعي هو: إدراك الذات بالذات والإحاطة بتأثير الخارج على الداخل والعكس صحيح، ولم تكن سهولة هذا التعريف إلا نتيجة لعملية معقدة فسرتّها الديانات المختلفة برؤى مختلفة على مَدّ العصور، وما كان للغرب إلا أن يقولب هذا المفهوم ضمن إطارات جديدة تتقلص فيها المفاهيم الدينية ضمن بعض المدارس الفكرية التي تبنت ذلك، وكما هو المعتاد فقد اشترى المشرق نتاج حصاد كان قد زُرع في أرضهِ وبيعَ عليه.. فقد تضمنت السنوات الأخيرة حفنة من رعاة الوعي الذين تعددوا بتعدد مدارسهم ومعتقداتهم  الشعورية منها والفكرية مما مهدّ لهم طريق التأثير في الذهن المجتمعي بتفاوتٍ يتبع لتفاوت طبقاتهِ، ونتج عنه أتباعاً واعين أو غير واعين للناطقين باسم الوعي.

لم تشكل هذه الحركة فارقاً شاذاً عن قاعدة البرمجة الذهنية التي يخضع لها الناس على مدار الساعة بل ربما كانت على قدر من الفائدة مما أغنى النفس البشرية على نطاق كل الأجساد؛ المادية أولها والأثيرية في ختامها، فلم يكن موضوعها الحقيقي إلا نوراً يتولى ضياء الماضي والحاضر إن استخدم بطريقة حكيمة، ولكن هل يمكن أن يكونَ هذا الوعي على قَدرٍ من عدمه؟ وهل يمكن لدعاة الوعي أن يصطدموا بجدار التضليل مما ينسيهم أداة الحكمة؟ وكيف يمكن أن يؤثر هؤلاء المتشتتين على أتباعهم.. أبالعقل الواعي أم بغيرهِ؟

شهدت مواقع التوصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة نهضة بمسمى غريب ترتدي بزة المنطق بنظر الناهضين بها وتتربع على عرش اللاوعي في المرتبة الأولى ليتسرب فيما بعد بسلاسة غريبة إلى العقل الواعي ويكون عقيدة راسخة يُجهل مصدرها، وهي نهضة (دحض الموروث الديني) التي آلت بالكثير من المجتمع إلى التشتت الذهني والذي نتج عنه مسمى "الدين المتجدد" أو "الدين الواعي" كما يزعم الكثير منهم، ومما اشتملت عليه بوادر هذا الدين هو ظاهرة خلع الحجاب لعدد لا بأس بهِ من رائدات هذه النهضة زاعمين بأنهم لم يتفقهوا عن الحجاب بما فيه الكفاية لارتدائه وإنما كان فرضاً في الطفولة لا مفر منه.

وأردف آخرون بأن الحجاب قد فُرض على أعين الرجال ولا يجب على النساء أن يتقيدن بموروثٍ لا صحة لتفسيره، وقد تعددت التبريرات التي اعُتبرت واقعية للغافلين والبسطاء وأشعلت في نفوسهم فتيل التمرّد على تعاليم السماء            .

لا يمكن النكران بأن السنن الدينية قد تتعارض في التفسير من مذهب إلى آخر ومن طائفة إلى أخرى تبعاً للأسانيد التي سبرت غور التاريخ ووصلت إلى أيدينا عبر الدواة والقلم، ولكنَّ الحكم الإلهي لا اختلاف فيه لأنهُ حديثُ فطرة بل لغةٌ واضحةٌ لمن يريدُ القراءة الحقّة، فأصل الحكم لا تفسير يشرّعه ولا يُنفى بين المذاهب مطلقاً مهما اختلفت في غيره، وهذا ما أحجمت عن ذكره ربائب الوعي المدسوس لدحض أي فكرة من الممكن أن تربط الوعي بوصلة دينية، ولكن قد اختصر القرآن الكريم هذا المنحى بآية واحدة: "قُل كُلٌّ يَعملُ على شَاكلَتِهِ " فشواكل المجتمع هي أوعيتهم الواعية واللاواعية.

العقل
التفكير
الدين
المجتمع
الاسلام
القرآن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    الإمام العسكري ومنهاج قيادة الأمة

    النشر : الأحد 24 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    رداء لايناسبك مهما كان مقاسك!

    النشر : الخميس 13 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    أجنُّ من مجنون ليلى

    النشر : الثلاثاء 30 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    على الكبار التعلم من براعة الصغار في تكنولوجيا العصر الرقمي

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    اذكريني في صلاة الليل

    النشر : الخميس 02 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    المرأة الخارقة

    النشر : الأثنين 05 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 18 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 18 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 18 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة