• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قُصصٌ وَ فُرَصٌ١٣: ختامٌ وإشاراتٌ ثلاث لكلِ رساليِ

فاطمة الركابي / الأثنين 09 كانون الأول 2024 / اسلاميات / 686
شارك الموضوع :

هذه الآية وكأنه تعالى يقول لنبيه إكراماً لعبوديتك واخلاصك في أداء تكليفك، لك منا سلام وبركات

قال تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ، تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَاۖ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.

ومع هاتين الآيتين نختم قصة نبي الله تعالى نوح (عليه السلام) في سورة هود، بإشارات ثلاث:

الإشارة الأولى: الرسالي بركة دائمة وسلام ممتد

هذه الآية وكأنه تعالى يقول لنبيه إكراماً لعبوديتك واخلاصك في أداء تكليفك، لك منا سلام وبركات، فهذه البركات لم تكن له فقط بل ستصل آثارها إلى الأمم التي معه ممن ستتبع نهج السماء وتسير على خط الأنبياء، وستشمل حتى تلك التي لم تؤمن -كما أشارت نفس الآية بقولها {وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ولكن في النهاية لن يدوم التنعيم وستنال مثل هذه الأمم جزائها، فهذه سنة كونية إلهية كلاً يجازى بما آمن وبما كفر، وبما عمل خير كان أو شر.

الإشارة الثانية: الرسالي عند تحقق النصر الإلهي يبقى بين خوف ورجاء

وهنا مفردة {اهْبِطْ} وكأن فيها اشارة إلى تحقيق التوازن النفسي بين الفرح بما نالوه من عزة وكرامة ونصرة إلهية وبين أن لا يطمئنوا بأن هذا مؤشر لعصمتهم من أن ينحرفوا أو تزل يوماً ما قدمهم -وبتعبير آخر- هذه البركات والسلام على المستوى الجزئي الدنيوي لا الكلي الأخروي، فالعودة للعيش في الدنيا بعد النجاة من بلاء الإغراق الذي هلك به وغادر الدنيا بسببه الكثير هو هبوط للداني لا عروج أو التحاق ملكوتي؛ فالدنيا تبقى دنيا.

حتى أن نفس كتاب الله تعالى عبر عن نزول آدم (عليه السلام) للدنيا بالهبوط إذ أن المكوث في الدنيا لنا هو هبوط لأنها العالم الداني، أما العروج فهو للعالم الأخروي وهو حقيقة الترقي والتسامي، لذا فهذا التعبير يشير إلى أن ما أنتم به الآن هو الشيء ذاته والحقيقة ذاتها فلا تغفلوا عنها، فكل نجاة ونجاح تنالونه كمؤمنين في الدنيا هو جزء من رحلة غير مكتملة و ثمرة غير ناضجة، سترونها خالصة فقط عند مغادرة هذا العالم، فلا تغتروا ولا تطمئنوا..

وهنا الخطاب كان إلى المُرسل إذ قالت الآية {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ}، وليس إلى العامة ممن معه، فكم هي إذاً حقيقة خطرة وقد يسهل الغفلة هنا ونسيانها، وكم علينا بالمقابل تذكرها ووضعها أمام أعيننا دائماً.

الاشارة الثالثة: ختام ومفاد لكل رسالي

وهكذا ختمت لنا هذه السورة قصة هذا النبي بقوله تعالى {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَاۖ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}، إذ عبرت عن هذه القصة بأنها انباء غيبي موحى إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله) - وهي لكل موحد تالي لكتاب الله فهو مخاطب بهذه الآية -بالنتيجة هذا التعبير الإلهي {مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ} فيه إشارة إلى تقديم شيء عزيز وفضل كريم منه سبحانه للنبي لمواصلة مسيرته الرسالية.

وهو ما أتى بعدها بقوله {هَٰذَاۖ فَاصْبِرْ} أي الغاية من هذه الأنباء الغيبية هو حيازة الصبر ذلك المفتاح الذي به يُدخل الرسالي هذا الميدان، ويتعلم به طرق الدعوة بإتقان، فالصبر ليس نافع في مواصلة المسيرة فقط بل نافع في تحقيق البصيرة تلك التي من خلالها يضع أمامه ما ينتظره من حسن الخاتمة، وبلوغ عاقبة المتقين الأبرار، وهكذا يكون ممن يواصل فلا ينفصل، يرتقي فلا يتوقف.

القرآن
الاسلام
المؤمن
التفسير
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    آيةٌ وإضاءةٌ للحياةِ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى

    النشر : الخميس 26 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تأملات في سورة التغابن(٤): كيف نكون من الرابحين؟

    النشر : الأربعاء 06 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تذكرة من بين كلام الصادقين: لا تترك الطهور على كل حال

    النشر : الأحد 01 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سيدة من ذهب: دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين

    النشر : الخميس 05 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اعمال السحر والشعوذة.. حقيقة أم خرافة؟!

    النشر : الخميس 14 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    نساء الطف... السيدة طوعة

    النشر : السبت 05 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 986 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 743 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 986 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 971 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 743 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 3 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 3 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 3 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة