• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

هدى المفرجي / الأربعاء 18 حزيران 2025 / اسلاميات / 542
شارك الموضوع :

وتلك المحادثة القصيرة في كربلاء هي بيانُنا الخالد: سنظل مستهدفين ما دام الباطلُ يرفض نور عليٍّ وحقَّ الحسين

مؤسفٌ أن لا تعرف أين ترتمي، وكل الأماكن تتطلب منك الوقوف، فلا تُدرك: هل تسحبك أفراح تنصيب الولاية، أم يُبكيك نحرُ الهدى وتجاهلُ كلِّ آية؟

هناك، حيث وقف الحقُّ كُلُّه أمام الظلمِ كُلِّه، سالت دماءُ الإيمانِ على رمضاءِ كربلاء، وتعدّت المشاهدُ الوصفَ، فيقف المرء حائرًا بين فرحٍ يرفعه إلى عنان السماء، وحزنٍ يغوص به إلى أعماق الأرض.

وهذا هو حال القلب حين يرى نور الغدير يسطع في الأفق، ثم يراه يُختطف على رمال كربلاء.

هي نُدبةٌ واحدة تمتد من فرحة الولاية إلى مأساة الشهادة، تربطهما دماءٌ سالت لتكتب سفر الخلود:

"على ما تُقاتلوني؟"

هذه هي الكلمات التي انطلقت من فم الحسين (عليه السلام) قبل أن تبتلعها سيوف الغدر، لكنها لم تمت مع جسده الطاهر، بل تحوّلت إلى رعدٍ لا يزال يُدوّي في ضمير الزمان.

كلما تواجه الحقُّ والباطل، وكلما اصطدم الإيمانُ بالطغيان، تعود هذه الصرخة لتكسر صمتنا حينما نطق النور:

"أعلى حقٍّ تركته؟ أم على سُنّةٍ غيّرتها؟ أم على شريعةٍ بدّلتها؟"

فيُجيب التاريخ من جديد بمرارة:

"بل نُقاتلك بُغضًا لأبيك!"

لتكون هذه هي المعادلة الأبدية: الغدير هو العهد، وعاشوراء هي الثمن.

الغدير هو النورُ الذي أُوقد، وعاشوراء هو الدمُ الذي رُويَ به ليظل متّقدًا، لا انفصامَ بينهما.

ففرحُك بولاية عليٍّ (عليه السلام) هو ذاتُه حزنُك على شهيد كربلاء، ولو انفصلت اللحظتان، لتحوّل إيمانُك إلى طقوسٍ جوفاء.

نُدبة في خاصرة الزمن

تلك الدماء لم تجف، إنها تسري في عروق الوجود، تبحث عن ضميرٍ حي، عن قلبٍ يفيق من سُبات الغفلة، عن أذنٍ تسمع صرخة المغدور.

ولسنا ننظر إلى ماضٍ فحسب، بل إلى مرآةٍ تُلقى في وجهك اليوم.

فمن هم أولئك الذين يقفون في الجهة المقابلة؟ هل ترى وجوهًا إنسانية؟

حتماً: كلا. إنهم محضُ أنعامٍ تسير على الأرض، فقدوا جوهر إنسانيتهم: العقلَ الذي يعرف الحق، والقلبَ الذي يرحم الضعيف، والإرادةَ التي ترفض الذل.

أحياءٌ بأجسادهم، لكن موتهم الأخلاقي سبقهم، فجعلهم يُقدِّمون البُغض على الحق، ويرمون النور بالشبهات، ويذبحون الإيمانَ على سجّادة الصلاة.

هم الهمجُ الرعاع الذين وصفهم الأمير. فلو أدركوا للعقل مكانة، لعرفوا أين الله، ومع مَن.

ولكنّما حقدهم طغى وافترى، ليدخلوا تحت عباءة الشيطان، ويُحققوا وعده لله:

{لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}

إنّ السبب مُرصّعٌ في جواب القاتلين:

"بُغضًا لأبيه"

بُغضًا لعليٍّ (عليه السلام)، أي بُغضًا للحق كلّه.

وهنا يمكنني أن أضيف على ما ذكرتُ سابقًا، عن "ماذا لو أحببتَ عليًا؟" بجوابٍ من الأمير نفسه (عليه السلام):

"مَن أحبّنا فليُعِدّ للبلاء جلبابًا."

وتلك المحادثة القصيرة في كربلاء هي بيانُنا الخالد: سنظل مستهدفين ما دام الباطلُ يرفض نور عليٍّ وحقَّ الحسين.

ولكنه، دومًا وعلى مدار الكون، سيجد قولَه تعالى:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

فإنّ دمَ الحسين (عليه السلام) لم يسقط على الأرض فقط، بل ارتفع شامخًا كمنارةٍ في بحر الظلمات.

هو النورُ الذي يهدي الحائرين، والبكاءُ الذي يغسل قلوب العاشقين، والصرخةُ التي توقظ النائمين.

فلنندب، ولكن ليس نُدبة اليائس، بل نُدبة العاشق الذي يعلم أنّ كل دمعةٍ تسقط على مصاب كربلاء، هي بذرة تُنبت إيمانًا جديدًا، وشجاعة، وعزمًا على أن نسير في الدرب، مهما اشتدت العواصف، حاملين راية:

"ألا وإنّ الدعيَّ ابنَ الدعيِّ قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة... وهيهات منّا الذلة!"

فدموعك على كربلاء ليست سقوطًا، إنها بذورٌ تُنبت إيمانًا جديدًا.

وصرختك مع الحسين ليست عجزًا، إنها إعلانٌ أن:

"هيهات منّا الذلة!"

والفاصل بين الغدير وعاشوراء ليس حيرةً، إنه محكٌّ يختبر عمقَ روحك:

هل أنت مع العهد، حتى عندما يُطلب منك دمك ثمنًا له؟

وهذا قد أجاب عليه الحسين (عليه السلام) في كربلاء، إجابةً أصبحت نُدبةً على جبين الزمن، ورايةً للأحرار أينما كانوا.

إنّ الدمَ الذي يُناديك لا يزال يُلقي بمرآته في وجهك: "أين أنتم؟"

فهل تقف مع مَن قاتلوه "بُغضًا لأبيه"، أم مع من يرفعون راية:

"والله لا أُعطيكم بيدي إعطاءَ الذليل!"

فإن كنتَ الثاني، فلتكن نُدبتك حركةً لا جمودًا، وعزيمةً لا انكسارًا. فدماء كربلاء لم تُسفك لنبكيها، بل لنحيا بها حياةً تليق بأصحاب الغدير، وتُكمِلُ مسيرة عاشوراء.

فمَن يُجدِّدُ البيعةَ اليوم، عليه أن يُدرك توابعها، ويلتزم شروطها، فيكون مواليًا حقيقيًا، لا كأولئك الشياطين الذين بايعوا في غدير خم، وسلّوا سيوفهم بعدها، فسارت كالسُّم في ذُراريهم، ينفثونه ما إن يلمحوا نور الحق. فإن كنتَ اليوم مواليًا، فعليك غدًا أن تُناصر، ففي كل عصرٍ كربلاء، ما دام حبّ الولي يسري في الدماء.


لماذا نحن مستهدفون؟

عيد الغدير
عاشوراء
الامام علي
الفكر
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    الإمام العسكري ومنهاج قيادة الأمة

    النشر : الأحد 24 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    رداء لايناسبك مهما كان مقاسك!

    النشر : الخميس 13 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    أجنُّ من مجنون ليلى

    النشر : الثلاثاء 30 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    على الكبار التعلم من براعة الصغار في تكنولوجيا العصر الرقمي

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    اذكريني في صلاة الليل

    النشر : الخميس 02 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    المرأة الخارقة

    النشر : الأثنين 05 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 18 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 18 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 18 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة