• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصيام.. رحلة في تهذيب النفس

زهراء جبار الكناني / الثلاثاء 29 آيار 2018 / اسلاميات / 3421
شارك الموضوع :

لم يكن يملك سوى القليل من النقود حينما دخل السوق الزاخر بالخضروات والفواكه, اتجه صوب البائع إلا انه عجز من شراء ما طلبته أمه العجوز الكفيفة,

لم يكن يملك سوى القليل من النقود حينما دخل السوق الزاخر بالخضروات والفواكه, اتجه صوب البائع إلا انه عجز من شراء ما طلبته أمه العجوز الكفيفة, ابتاع على قدر ماله ما يستطيع, وعاد أدراجه يجر خلفه أذيال الخيبة, دلف إلى البيت سمع صوت أمه الواهن تناديه:

 (هل أحضرت ما طلبته منك يا ولدي) انحدرت دمعات من عينيه رغم محاولته اليائسة بتثبيتها في المحاجر فقال لها: "اعذريني لم يكن بمقدوري شراء ما تبتغيه"..

ربتت على كتفه واسترسلت قائلة: "لا عليك غدا رمضان وسنكون في ضيافة الرحمن".

اتكأت على عكازها لتتم صلاتها, إن الجوع ينهكها وعمله لا يسد اجر البيت ودوائها وقوت زوجته وعياله, كان يراقب مناجاتها في محرابها بقلب يقطر أسى... في لحظات كثيرة كانت صورة أمه وعياله تلح على ذهنه حينما يراهم يرتجفون في ليالي الشتاء فالغطاء لا يقيهم من برده, أو يتضورون جوعا دون أن يشتكوا فيكون النوم هو ملاذهم الوحيد.. الكثير من الصور تهاجمه وتزعزع صبره المنيع فيستعد لصد غاراتها بآيات يستدعيها من الذاكرة، ويغشى نفسه برد من اليقين بأن الرحمن معه ولن يخذله, لقد بارك الله في رزقه هذا اليوم وباع الكثير من الحاجيات في بسطته التي يفترشها على أرضية السوق الصغير في قريتهم..

عادا أدراجه مبتهجا لانه استطاع شراء ما طلبته والدته وأطفاله أيضا, وقال في سره: "انه رمضان ستكون أيامه مرزوقة و مباركة".

هم بالعودة باكرا من اجل تحضير وجبة الإفطار, وأسرع بخطاه وما أن هم بقرع باب بيته حتى استقبله أطفاله بحفاوة وهم يهتفون: "أبي انظر ما لدينا".

كانت الفرحة  تغمرهم فتشيع وجوههم الغضة بهجة, واخذ كل يوم يتكرر هذا المشهد الدرامي لينسج حياة الأسرة بخيوط الفرح والأمل بأن مائدة الرحمن لن تخلوا فهم في ضيافته، اذ عمد الجيران المحيطون بالتناوب بإرسال مائدة الإفطار لبيتهم كل مساء..

 ما كانت تغادر أمه العجوز محراب صلاتها فالليل والنهار لديها سواسية, تقطع وقتها باستماعها إلى القرآن حيناً، وبالتسبيح حيناً آخر..

دخل ذلك المساء وقد رأى إن ما أرسله جار لهم بقي كما هو، سأل بدهشة: ما بالكم.. لماذا الطعام على حاله؟

أجابته والدته: "لقد أعدت زوجتك لنا وجبة الإفطار وما أرسله الجيران اليوم فائض عن حاجتنا, طلبت من الأولاد أخذه إلى جارتنا التي في أطراف القرية فهي أرملة وأم لخمسة أطفال لربما لا تملك ما يسد رمق جوع عيالها".

قال: "لنتركه ليوم غد نتزود به".

امتعضت العجوز الكفيفة من قول ولدها واستطرقت قائلة: "ويحك ولك دراية بأن تعيش للصباح؟!.. سيأتي رزق الغد معه فالرزاق حي ان اطال الله بعمرنا... يا ولدي اعلم إن الصيام لتهذيب أنفسنا.. نصوم لأنه عبادة تجعل أرواحنا بعيدة عن كل الشهوات أمامك الطعام ولا تأكل.. تشعر بالعطش ولا تشرب يمكنك أن تشرب فلا أحد يراك, إلا ان نفسك تأبى ذلك.. فحينها تكون قد وصلت لمرحلة تقتنع بها أن صيامك هو التزام بطاعة الله وتقرباً منه وهو عبادة محببة له، وهو شيء يجعلك أكثر قرباً مما كنت عليه سابقاً, وهو رسالة تقول لك تستطيع أن تلتزم بأوامر الله بأمور دنيوية أنت بحاجة لها, اذ يمكنك بكل سهولة ان تلتزم ببقية أحكامه, فالصيام هو تعليم للإرادة والقناعة, وهناك أجراً جعله الله مفتوحاً لك حين تصوم، عندما قال "الصيام لي وأنا أجزي به" يا بني إن الصوم ليس طعام وشراب بل هو رحلة في تهذيب النفس, فلا تفكر بالغد وما سنتناوله لأننا سنكون في ضيافة الرحمن.

شهر رمضان
الصيام
قصة
الفقر
الانسانية
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    مرقاة الكمال

    النشر : الخميس 26 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ذكرُ الله.. طمأنينة أم أعتياد؟

    النشر : الثلاثاء 27 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الواله المجنون

    النشر : الخميس 24 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    آية الله السيد مرتضى الشيرازي في جمع من المؤمنات: كيف تجسدنَ آية واجعلنا للمتقين إماما؟

    النشر : الخميس 30 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    قصة إعدام..

    النشر : الأثنين 23 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أم البنين.. بطلة من تخوم التاريخ

    النشر : الأثنين 25 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 343 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1022 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة