• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أب لا يعرف العدل ...وأم لا تعرف الحب

شبكة النبأ / الأربعاء 10 حزيران 2015 / اسلاميات / 1847
شارك الموضوع :

سألت إحدى السيدات الطاعنات في السن ذات مرة سؤالاً جريئاً وصريحاً.. وحقيقة الأمر كان سؤالي من باب المعرفة. للتعرف كيف يفكر أجيال سبقونا بقيمه

 سألت إحدى السيدات الطاعنات في السن ذات مرة سؤالاً جريئاً وصريحاً.. وحقيقة الأمر كان سؤالي من باب المعرفة. للتعرف كيف يفكر أجيال سبقونا بقيمهم ، وبأفكارهم، وبعاداتهم واتجاهاتهم . وكيف هم يطوون همومهم، وكيف يعبرون عن مضمون أفراحهم .. أحزانهم . مضمون السؤال الجريء كان، هل تحبين والدك وتحترميه ؟! ترى هذه السيدة المسنة ماذا أجابت؟ قالت هذه السيدة: أنا احترم والدي ولكني لا أحبه ! أكملت حديثها وقاطعتني كي لا أكمل السؤال والاستفسار بذكاء لامع ولماح منها، حذار أن تسأليني عن السبب ، أو الدافع فأنا لا يمكنني الإجابة في هذا المجال. وجال بخاطري بعد تعجب لم أتمكن من ضبط نفسي عنه، سوى أن أسكن، ألتزم الصمت، فغر فاهي، ودار في خلدي، كيف لها أنها تحترم والدها ولكنها لا تحبه، ولطالما اختارت الصمت من بعد هذه الإجابة، وأحكمت بقرار شجاع، أن لا تسمح للآخرين التطفل على مساحتها الشخصية. أدركت أن هناك في ثنايا التاريخ أزمة، تنم عن غضب.. عن رفض .. عدم رضا. إنها لربما محكومة بعصمة من القيم التي تفرض عليها الطاعة بحكم قيم المجتمع، في عقود مضت طاعنة في العمر، قيمهم تقول أن الإنسان وما ملكت أيمانهم هم أسياد لهذه المخلوقات من الأبناء والأحفاد. إذا كانت هذه السيدة وما تملكه من رجاحة عقل واتزان تبلغ مدى فاق العديد من الرجال في وسطها الاجتماعي، فهي مرجع لهم وقت الأزمات.. لا يتخذون قرار إلا بالرجوع إليها، وفي عصيبة الأمور يرجعون إليها بالمشورة لاتخاذ القرار الحكيم، حتى في قضاء الأفراح والزواج، تبقى هي صاحبة القول والفصل حتى في أدق الأمور، تصل حد فصل المهور بين العروسين، وينال العرسان بركاتها بزيارتهم لها، والجلوس بحدها، تداعبهم وتلاطفهم، وتدغدغ مشاعرهم ، كما لو كانت طينة عجيبة، تتكيف مع كل الأجيال! هذه السيدة صاحبة المكانة الرفيعة في وسطها الاجتماعي حين يلم بها وعكة صحية ، تجد من كل حدب وصوب يجولون حولها داعين لها بالصحة والعافية، وحين تنهض من مرضها ترتاح النفوس في مهجع عشيرتها وكأن الفجر يطل عليهم بأفراحه، وزالت كربهم. تقول المسنة الحكيمة، ليس بالخبز وحده يحيا الأبناء، ولكن العلة والابتلاء فيمن سلطوا أنفسهم على أبنائهم وما لهم من الدنيا والدين سوى فنجان شاي.. وكانت تقصد ضحالة المعرفة، وزمن قصير من العلم. هذه السيدة ذاقت من والدها كل ألوان الإهمال، كونها فتاة، وللذكر في مجتمعاتنا نصيب العرش الأسري، وجميع الفتيات ليس أكثر من مملكة الخدم في حضور الأبناء. كانت هذه السيدة تستهجن فكر والدها منذ الصغر، وتعجب لغياب الحكمة لديه. كما لغيره فكانت تستمع إليهم، تضحك.. تسخر منهم من كلامهم من تفكيرهم لدرجة أنها حولت العديد منهم في لحظات عديدة إلى مسرح متنقل من الحكايات ...

أمل سيدة فلسطينية تبلغ الأربعين عاما، ومتزوجة من أحد أقاربها، والدتها سيدة كبيرة في السن، تملك من عاطفة الأمومة الموجهة كأشعة الليزر تجاه الأبناء الذكور، ولا يبتل وجدانها شطفة تجاه بناتها.. عواطفها كبيرة جدا لأبنائها وأحفادها، تغدق عليهم من كلمات وعبارات وسلوك لا ينضب من الوجدان إلا بناتها الإناث. تسمع صراخها، حرصها لا يتوقف لو للحظة واحدة وهي تراقب مرور الأبناء والأحفاد، تغضب تزمجر كل من يثير سخط أولادها وأحفادها، ولكن تجدها تشتاط غضبا حين يحضر أحفادها من طرف البنات. كل هذا السلوك دفع تلك السيدة من أواسط العمر أمل لتصرخ في وجه أمها.. انك لا تحبيني ولا تحبين أولادي.. وأنا أيضا لا أستطيع أن أحبك ولن تجدي منى سوى الجفاء.. أمل سيدة طيبة، إلا أن والدتها في وجدانها.. في إدراكها المعرفي أزمة، تتكرر لدى العديد من الأمهات بحيث تعتبر إن مملكتها الخاصة فقط هم أبنائها، وأحفادها من أبنائها، أما الآخرين فهم جميعا مختلفون.. لا تعتبر أنهم يشغلون مساحة من عراقة نسبها، فكل ما تملكه من وجدان إن أحفادها هم من يتحركون في مسيرة الأبناء الذكور، والذكور فقط كمن يحملون لها مشاعل التاريخ للمستقبل الذي قرب أن ينتهي، وتنتهي هي معه لولا أننا نقول: (الأعمار بيد الله).

العدل
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    هل جميع المتدينين تعساء؟ وما هي علاقة الدين بالسعادة؟

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عصبية الرجل.. كيف تواجه المرأة غضب زوجها

    النشر : الأحد 23 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قهوة الصباح ماذا تفعل بالجسم؟

    النشر : الأربعاء 31 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    النشر : الخميس 15 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التعويض الإلهي للإمام الحسين وعطاءات المحبين

    النشر : الأحد 02 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عزوف الشباب عن القراءة.. أزمة فكرية أم اقتصادية؟!

    النشر : الثلاثاء 18 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 471 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 360 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 350 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1072 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1000 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 13 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 13 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 13 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة