• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

غربلة العقيدة

منى يعقوب / الخميس 16 نيسان 2020 / اسلاميات / 2195
شارك الموضوع :

نقول الحمد لله ولكن هل فعلاً نحن نستشعر الحمد، هل نحن من الشاكرين؟

يعم جميع أنحاء العالم الخوف والقلق من كائن أدق من أن يُرىٰ بالعين المجردة، مجرد كائن مجهري لا يملك أي أجهزة لتوليد الطاقة أو التكاثر وإنتاج البروتينات، ألا وهو فيروس كورونا (كوفيد-19).

هذا المجهري بث الرعب والقلق بل الهلع أيضاً في كل بقاع الأرض، حيث ظهر فجأة وحِيكت لكيفية ظهوره مئات القصص من مؤامرات سياسية والأسلحة السرية وتناول الحيوانات والقوارض وغيره.

أصيب مئات الآلاف بذلك الفيروس حتى تعدى المليون نسمة وتوفي الآلاف وأصبح مصير البشر مجهول للعلم، ووقف الطب عاجزا عن الوصول للعلاج أو اللقاح المناسب إلى هذه اللحظة، وربما هناك بصيص من الأمل المشرق بإذن الله بايجاد العلاج واللقاح المناسب.

أُغلقت الحدود بين الدول والمحلات التجارية والمجمعات ومنعت التجمعات والمناسبات حتى الخاصة منها، وتم حظر التجول وفرض الحظر المنزلي في بقاع الأرض وتضررت المصالح الدولية والاقتصادية والشخصية أيضاً للجميع.

قد تختلف الطرق الوقائية من دولة لأخرى على حسب قدرة تلك الدولة وامكانياتها الاقتصادية لتوفير سبل النجاة من هذا المصير الغامض.

وكان هذا الوباء بمثابة جرس الانذار لجميع البشر بجميع الملل والديانات والمذاهب للصحوة من الغفلة.

البعض اعتبره نهاية العالم، والبعض مستهتر لا يبالي، والبعض فقد الأمل بالنجاة، ولكن هناك فئة متمسكة بالأمل والنظر للجانب الايجابي لتلك الأزمة وتنتظر الفرج القريب.

ياترى هل كان هذا الوباء فعلاً جرس له صوت أم كان صامتا؟

اعتقد أن صوت ذلك الجرس تختلف حدة سماعه من شخص لآخر.

في ظل هذه الظروف نرى البعض رغم توفر كل وسائل الراحة من مأكل وملبس وسكن آمن ومرتب مضمون وجلوسه في المنزل مع أبنائه وأسرته في أمن وأمان وحتى عدم اضطراره للخروج للعمل وتعرضه للعدوى، هو وباقي أفراد اسرته [يتذمر]!.

نعم يتذمر، هل تعلم مما يتذمر؟

يتذمر من الملل والراحة في منزله، في حين غيره مجبر على العمل دون ارادته وتعرضه للعدوى في أي لحظة.

يتذمر من ازعاج الأولاد، في حين البعض محروم من رؤية أسرته بسبب الغربة وابتعاده عن وطنه لتوفير لقمة العيش الكريمة المتواضعة.

يتذمر لزيادة وزنه من كثرة الأكل واختلاف أنواع الطعام ويسخر من كمية وأنواع الطعام التي يأكلها، في حين يبحث البعض عن لقمة أو كسرة من الخبز لسد جوعه وأحياناً لا يجدها.

يتذمر من الفراغ وعدم الحركة ليظهر بشكل مقزز كأنه أجلكم الله (كالبهائم) لا هم لها سوى النوم والأكل فقط  كما وصفهم الله عزوجل في كتابه الكريم: [أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ]١.

في حين البعض يتمنى دقيقة من السكون والراحة من طاحونة العمل والتعب.

يتذمر من الحظر وجلوسه في مسكنه بأمان وخصوصية كاملة وعدم قدرته على الخروج، في حين نجد غيره محاط بعدد من الأفراد بغرفة واحده ويفتقد لأصغر حق من حقوقه في الخصوصية  واحتمال تعرضه للعدوى من الاشخاص الذين يعيشون معه في نفس الغرفة وهي مسكنه الوحيد بلا حول ولا قوة، بل هناك الملايين من المشردين أو بلا مأوى.

يتذمر لعدم قدرته على شراء الكماليات والأمور الثانوية وممارسة عاداته السيئة من الاسراف والتبذير، في حين هناك الآلاف لا يملكون قوت يومهم ولا مرتب شهري ولا حتى عمل.

إذن متى نحمد الله ونشكره على النعم؟

حمداً لله قلباً وقالباً وليس لقلقة لسان؟

نقول الحمد لله ولكن هل فعلاً نحن نستشعر الحمد، هل نحن من الشاكرين؟

لنحذر أن نكون من الجاحدين لنعم الله كما ذكرهم الله في قرآنه حيث قال جل جلاله، [وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ]٢.

وربما كلمة أو تذمر أو سخرية صغيرة جلبت النقم، كما ورد عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (ع): [رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة ]٣.

كل مايحدث الآن يوضح المعنى الحقيقي لفناء الدنيا وزوال النعم وعدم دوام شيء سوى الله عزوجل.

وعلى المؤمن دائماً الحذر من زوالها والشكر الدائم لبقائها، فقد ورد عن النبيِّ الكريمِ (ص) أنَّه قال: "احسِنوا مجاورةَ النِعمِ، لا تَملُّوها ولا تُنفِّروها، فإنَّها قلَّما نفَرتْ من قومٍ فعادتْ إليهم".٤.

إذن حان وقت الصحوة والعودة والتوبة لله القادر القاهر فقدرة الله ورحمته عجيبة تعجز الأذهان عن معرفتها، ولكن اصرار الانسان على التمرد والتذمر وعدم الشكر وتقدير النعم يؤدي إلى هلاكه كما أهلك الله الأمم السابقة وهو قادر على ذلك حيث قال في المصحف الشريف: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (•) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (•) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ]٥.

لنجدد التوبة لله عزوجل ونرفع أصواتنا بالدعاء والتوسل ونتعظ من آيات الله قبل فوات الأوان، ونعتبر من الأمم السابقة ولا نسلك طريقهم بل نتمسك بالصراط المستقيم ونظل ثابتين على هذا الطريق حتى بعد زوال تلك الغمة إن شاء الله عن هذه الأمة ولانعود لتلك الغفلة المهلكة بإذن الله كما فعل الذين سبقونا وذكرهم الله في القرآن الشريف [وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (•) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (•) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ]٦.

هذا الوباء كشف معدن الانسان الحقيقي في الأزمات ومدى قوة ايمانه وعقيدته وصبره، ومعرفة قيمة النعم والحذر كل الحذر من زوالها وادامتها بالشكر والحمد فكان بمثابة غربلة للعقيدة. ودمتم سالمين.

---------------

١- سورة الأعراف
٢- سورة النمل
٣- نهج البلاغة
٤- بحار الانوار ج ٧٤/ ١٧٣
٥- سورة فاطر
٦- سورة النحل

كورونا
الازمات
الدين
المجتمع
مفاهيم
العقائد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    النشر : الأثنين 01 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    خمس قصص نجاح عالمية ستلهمك

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    فيتامين B12 وعلامات تحذيرية من نقصه

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    بسبب التقاليد الاجتماعية .. النساء والظهور في وسائل الإعلام بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 22 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة