• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آهاتُ الحُزنِ وَالبُكاءِ بَينَ رُقيَّةَ وجَدّتِهَا الزَّهراءِ

زينب شاكر السماك / الأثنين 13 ايلول 2021 / اسلاميات / 5550
شارك الموضوع :

كانت رقيّة ذات الأربع سنوات كالوردة الجميلة في بستان قلب أبيها، وكان الإمام الحسين يحبّها كثيرًا

تحظى كلّ فتاة منذ نعومة أظفارها بمعاملة مميّزة من والدها، لذا نراها تلجأ إليه في جميع الأوقات وبخاصّة في الضعف والحاجة، لتلقي بنفسها بين ذراعيه إحساسًا بالحماية والدفء، فكيف إن كانت تلك الفتاة هي رقيّة (عليها السلام) التي كانت مولعة بوالدها سيّد شباب أهل الجنّة، وكان الإمام الحسين (عليها السلام) شديد الحُبّ لها، كلّما نظر إلى وجهها البريء امتلأ قلبه بالسرور.

كانت رقيّة ذات الأربع سنوات كالوردة الجميلة في بستان قلب أبيها، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يحبّها كثيرًا ويغمرها بدفئه وحبّه وحنانه، فقد أشبه حبّ رقيّة لأبيها الحسين (عليه السلام) وتعلّقها به بحبّ جدّتها سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأبيها النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وتعلّقها به.

تعرّضت يتيمة الطفّ (عليها السلام) إلى مظلوميّة كالتي تعرّضت لها جدّتها الزهراء (عليها السلام)،  فالزمن القاسي لم يرحم صِغَر سنّها، ولم يرعَ منزلتها العظيمة، شهدت مع والدها الإمام الحسين (عليه السلام) والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة، ملحمة الطفّ، وشهدت (عليها السلام) تلك القسوة والوحشيّة والهمجيّة في التعامل مع نساء بيت النبوّة، وحتّى في حزنها على فراق والدها كانت شبيهة بجدّتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وحزنها على والدها بعد أن وافاه الأجل.

كانت رقيّة (عليها السلام) تبكي لفراق والدها في ذلك الطريق الطويل بعد أن أُخذت أسيرة ومقيّدة مع باقي بنات رسول (صلى الله عليه وآله) إلى الشام، وما فارق الدمع الغزير عينيها الصغيرتين، كلّما تفقّدت الركب تراه غائباً عن نظرها، فتجهش بالبكاء وتصرخ: أين أبي الحسين؟ أين أبتاه؟ فيأتيها الردّ ليخفّف ألم هذه الطفلة: أبوكِ يا رقيّة سافر، وغدًا تلتقينه عندما يعود، تصمت وفي صمتها ألف سؤال وألف دمعة وألف حسرة.

ثمّ تعاود السؤال مرّة أخرى عن والدها وتقول: لماذا لم يأخذني معه؟ ألست أنا حبيبته رقيّة؟! وتضجّ بالبكاء والنحيب.

فقد تُوفّيت رقيّة (عليها السلام) في الخامس من صفر سنة 61ﻫ، أي بعد مرور أقلّ من الشهر على استشهاد والدها الإمام الحسين (عليه السلام) في خربة من خربات الشام التي وضعها بها اللعين يزيد هي وباقي أهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، ففي إحدى الليالي الحزينة انتبه يزيد - عليه اللعنة - من نومه على بكائها لفراق والدها، وأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوُضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف ونادت: "يا أبتاه: مَن ذا الذي خضّبكَ بدمائكَ؟ يا أبتاه مَن ذا الذي قطع وريدكَ يا أبتاه مَن ذا الذي أيتمني على صِغَر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدكَ نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر؟"(1) ووضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديدًا حتّى غُشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة.

إنّ الكلمات تعجز عن وصف مأساة السيّدة رقيّة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام) التي تحوّلت إلى صوت آخر، ودم أخر، وخلود آخر للحسين (عليه السلام) وديمومته.

.............................

(1) السيّدة رقيّة (عليها السلام) قصّتها - مقامها: ص60.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الشجاعة تليق بكِ

    النشر : الأحد 30 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أيها النفاع... ضع هذا المفتاح في قلبك لا في جيبك

    النشر : الأربعاء 07 آب 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الغرق في الندم وطريق الإنعاش

    النشر : الثلاثاء 21 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ألعوبة الغرب

    النشر : الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    قراءة في كتاب: أهلاً بالفشل

    النشر : الأحد 16 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    مرض القلب قد يكون له تأثير طويل المدى على الدماغ

    النشر : الأحد 01 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 655 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 643 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 529 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 975 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 24 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 24 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 24 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة