• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آهاتُ الحُزنِ وَالبُكاءِ بَينَ رُقيَّةَ وجَدّتِهَا الزَّهراءِ

زينب شاكر السماك / الأثنين 13 ايلول 2021 / اسلاميات / 4946
شارك الموضوع :

كانت رقيّة ذات الأربع سنوات كالوردة الجميلة في بستان قلب أبيها، وكان الإمام الحسين يحبّها كثيرًا

تحظى كلّ فتاة منذ نعومة أظفارها بمعاملة مميّزة من والدها، لذا نراها تلجأ إليه في جميع الأوقات وبخاصّة في الضعف والحاجة، لتلقي بنفسها بين ذراعيه إحساسًا بالحماية والدفء، فكيف إن كانت تلك الفتاة هي رقيّة (عليها السلام) التي كانت مولعة بوالدها سيّد شباب أهل الجنّة، وكان الإمام الحسين (عليها السلام) شديد الحُبّ لها، كلّما نظر إلى وجهها البريء امتلأ قلبه بالسرور.

كانت رقيّة ذات الأربع سنوات كالوردة الجميلة في بستان قلب أبيها، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يحبّها كثيرًا ويغمرها بدفئه وحبّه وحنانه، فقد أشبه حبّ رقيّة لأبيها الحسين (عليه السلام) وتعلّقها به بحبّ جدّتها سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأبيها النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وتعلّقها به.

تعرّضت يتيمة الطفّ (عليها السلام) إلى مظلوميّة كالتي تعرّضت لها جدّتها الزهراء (عليها السلام)،  فالزمن القاسي لم يرحم صِغَر سنّها، ولم يرعَ منزلتها العظيمة، شهدت مع والدها الإمام الحسين (عليه السلام) والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة، ملحمة الطفّ، وشهدت (عليها السلام) تلك القسوة والوحشيّة والهمجيّة في التعامل مع نساء بيت النبوّة، وحتّى في حزنها على فراق والدها كانت شبيهة بجدّتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وحزنها على والدها بعد أن وافاه الأجل.

كانت رقيّة (عليها السلام) تبكي لفراق والدها في ذلك الطريق الطويل بعد أن أُخذت أسيرة ومقيّدة مع باقي بنات رسول (صلى الله عليه وآله) إلى الشام، وما فارق الدمع الغزير عينيها الصغيرتين، كلّما تفقّدت الركب تراه غائباً عن نظرها، فتجهش بالبكاء وتصرخ: أين أبي الحسين؟ أين أبتاه؟ فيأتيها الردّ ليخفّف ألم هذه الطفلة: أبوكِ يا رقيّة سافر، وغدًا تلتقينه عندما يعود، تصمت وفي صمتها ألف سؤال وألف دمعة وألف حسرة.

ثمّ تعاود السؤال مرّة أخرى عن والدها وتقول: لماذا لم يأخذني معه؟ ألست أنا حبيبته رقيّة؟! وتضجّ بالبكاء والنحيب.

فقد تُوفّيت رقيّة (عليها السلام) في الخامس من صفر سنة 61ﻫ، أي بعد مرور أقلّ من الشهر على استشهاد والدها الإمام الحسين (عليه السلام) في خربة من خربات الشام التي وضعها بها اللعين يزيد هي وباقي أهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، ففي إحدى الليالي الحزينة انتبه يزيد - عليه اللعنة - من نومه على بكائها لفراق والدها، وأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوُضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف ونادت: "يا أبتاه: مَن ذا الذي خضّبكَ بدمائكَ؟ يا أبتاه مَن ذا الذي قطع وريدكَ يا أبتاه مَن ذا الذي أيتمني على صِغَر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدكَ نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر؟"(1) ووضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديدًا حتّى غُشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة.

إنّ الكلمات تعجز عن وصف مأساة السيّدة رقيّة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام) التي تحوّلت إلى صوت آخر، ودم أخر، وخلود آخر للحسين (عليه السلام) وديمومته.

.............................

(1) السيّدة رقيّة (عليها السلام) قصّتها - مقامها: ص60.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    كيف غير اعتناق الاسلام حياة امرأة

    النشر : الأربعاء 24 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إحياء قضية عاشوراء.. مطلب عَرَضي أم جوهري؟

    النشر : الثلاثاء 17 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    عصا موسى.. نبات عصري يزور البيوت العراقية

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ديمة الدخان

    النشر : الأثنين 29 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    مفاهيم خاطئة عن الزواج.. تعرّف عليها

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    قصة نجاح مؤسس سلسلة فنادق فور سيزونز

    النشر : الخميس 02 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 343 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1022 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة