• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قِصَصٌ وَفُرَصٌ ٨: الرِسالي الناصِح لا يَيَأس

فاطمة الركابي / الأحد 21 نيسان 2024 / اسلاميات / 1171
شارك الموضوع :

النبي هنا -كما يبدو- لم يتكلم عن مسألة النصح والتبيان والإرشاد والحجج التي بينها سابقًا بل عما يريد

قال تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} .

النبي هنا -كما يبدو- لم يتكلم عن مسألة النصح والتبيان والإرشاد والحجج التي بينها سابقًا بل عما يريد أن ينصحهم به مجددًا وكأن تلك صفحة من الإرشاد والنصح قد تمت بها الحجة عليهم، إذ لم تظهر عليهم أي بوادر الاستجابة بل القلوب لازالت مريضة بمرض الكره والجهل والعناد، حيث لا ينفع معها الانذار.

شرط يُفهم بوجهين

فقوله {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} يمكن أن يفهم منه وجهان:

الوجه الأول هو إنه خطاب للقوم أي أن الله تعالى قد أرسل إليكم النذر من خلالي وكانت مشيئته هدايتكم لكن أنتم لم تريدوا هذه المشيئة بل شئتم أن تبقوا على ضلالكم واخترتم مصير الهلاك إذن (فلكم ذلك)، فالله تعالى هو ربكم أي المربي والراعي والمدبر والحاكم عليكم والبصير بأحوالهم وإليه مرجعكم الذي ستنالون به جزاء ما كسبت أيديكم.

أما الوجه الثاني لعل في ذلك تصوير لعدم فقدان الأمل لدى هذا النبي من احتمالية تحقق صلاحهم وكأنه بذلك يخاطب الله تعالى ويسأله بعد أن رأى اصرارهم وعنادهم إنك يارب قادرعلى أن تغير أحوالهم فأنت ربهم، وإن كنت يارب ترى أن نصحي لا يزيدهم إلا عناد وبُعدًا فقد ألقيت عليهم الحجة، وهذا المعنى نستلهمه من الآية التي بعدها إذ جاء الخطاب منه تعالى إليه وكأنه رد على قوله بخصوص هذا الأمر، إذ قال تعالى : {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} .

فهنا تعالى قد أنهى مرحلة التمحيص، وتمييز الخبيث عن الطيب، وتحديد الفريقان ممن آمن وكفر، فمهمة النبي انتهت بهذا المعنى لكن في ذات الوقت هي الآن انتقلت إلى مرحلة جديدة غير تلك المرحلة التي هي بتعبير الآية {بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.

عبارة [فَلَا تَبْتَئِسْ] فيها بشارة وإشارة

كما أن عبارة {فَلَا تَبْتَئِسْ} فيها بشارة إلى الجبر الإلهي لانكسار قلب رسوله على قومه الذين لم يؤمنوا، فتعالى يقول له إن كان القول بالإنذار لم ينفع مع أمثال هؤلاء فهذا لا يعني أن دورك الرسالي انتهى فتعيش حالة من اليأس والعجز بل لديك تكليف وأدوار أخرى، فهناك ممن آمنوا وإن كانوا القلة فهم أولى باهتمامك ورعايتك، هم يحتاجون إلى التثبيت والثبات منك.

وفيها إشارةً لصفة من صفات الشخصية الرسالية فتعالى لم يعبر عبر قول نبيه {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ}، فلا (تيأس) أو (تستيأس) أي بالنهي عن اليأس، بل عبر بالنهي عن الابتئاس بقول {فَلَا تَبْتَئِسْ} فالرسالي قد يعيش حالة من الحزن والاستكانة والحسرة على عدم استجابة الناس لنصحه، لكن لا يصل إلى مرحلة يعيش بها حالة اليأس الموجب لتوقفه عن أداء تكليفه ودوره الإلهي لأن الأغلب لم يستجب.

وحالة البِشْر هذه يمكن أن تنمو وتتجذر في الرسالي متى ما عاش هذا المعنى الذي يعلمنا إياه نبينا نوح (عليه السلام) عندما قال {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، فالاستجابة والاهتداء يبقى متوقف على إرادة الله تعالى وليس على ارادته هو كرسالي ناصح، فتكليفه السعي لا النتيجة.


الدين
الايمان
القرآن
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    المعلم ومهارة التعليم في رؤى الإمام السجاد

    النشر : الأحد 26 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اعرف نفسك

    النشر : الأحد 07 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    التنمر المجتمعي بين أسبابه وعلاجه

    النشر : السبت 18 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    فخر المخدرات

    النشر : السبت 15 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الهواتف الذكية وآثارها على الدماغ والعظام

    النشر : الخميس 12 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    نصائح لمواجهة حساسية الربيع

    النشر : الثلاثاء 17 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1031 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 398 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 348 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 340 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 335 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3470 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1102 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1081 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1052 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1031 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 22 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 22 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 22 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة