• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إلى كل أم موظفة: أنتِ عجلة الحياة التي لا تتوقف

زينب شاكر السماك / الخميس 21 تشرين الثاني 2024 / حقوق / 792
شارك الموضوع :

تواجه معركة يومية بين رغبتها في البقاء بجانب أطفالها وبين التزامها بتأمين مستقبلهم

في زاوية من الحياة، تقف أم موظفة، تحمل حقيبة مليئة بالمسؤوليات على كتفها، وقلبًا ممتلئًا بالحب والقلق على كتفها الآخر. تغادر منزلها كل صباح، تترك وراءها أطفالًا يملأون حياتها، وتذهب إلى عملها محملة بأحلام كبيرة، بعضها يخصها، وأكثرها يخصهم.

قد يبدو مشهد خروجها عاديًا للبعض، لكن الحقيقة أنها تواجه معركة يومية بين رغبتها في البقاء بجانب أطفالها وبين التزامها بتأمين مستقبلهم. إنها معركة لا يعلم بها إلا قلبها، تلك الدقائق التي تقف فيها أمام الباب، تنظر إلى أطفالها، وتحاول أن تُقنع نفسها بأنها تفعل الصواب.

كل أم موظفة تعرف جيدًا ما معنى أن تكون ممزقة بين عالمين. فهي ليست فقط مسؤولة عن أداء عملها بإتقان، بل تحمل على عاتقها دور الأمومة بكل ما فيه من حب ورعاية وتفانٍ.

تبدأ رحلتها اليومية قبل أن يبدأ يوم الآخرين. تستيقظ مبكرًا، تعد الإفطار، تجهز أطفالها للمدرسة، وتتأكد من أن كل شيء يسير كما يجب. ثم ترتدي قناع الموظفة المتفانية، تدخل عالم العمل بكل طاقتها، متناسية إرهاقها وساعات نومها القليلة. تعمل بكل جد ومثابرة وهي تعلم أن مسؤولياتها لا تنتهي بمجرد انتهاء ساعات العمل. تعود إلى منزلها، لتبدأ دورًا جديدًا. تحضر الطعام، تراجع دروس أطفالها، تستمع إلى مشكلاتهم الصغيرة التي تبدو لهم كبيرة. وبين هذا وذاك، تحاول أن تجد دقيقة لنفسها، لكن تلك الدقيقة غالبًا ما تضيع وسط زحمة الواجبات.

تعيش الأم الموظفة مع شعور دائم بالذنب. تشعر أنها لا تعطي أطفالها كل وقتها، وأنها تفوت لحظات صغيرة قد لا تتكرر. تسمع انتقادات المجتمع الذي لا يرحم:

"لماذا تعملين؟ أليس أطفالك أهم؟"

"إذا أخطأ طفلك، فهذا لأنك مشغولة عنه."

تلك الانتقادات تكون أحيانًا أشد قسوة من الإرهاق الجسدي. لكنها تبتلعها بصمت، وتستمر. لأنها تعرف جيدًا أن ما تفعله ليس هروبًا من الأمومة، بل هو تضحية من أجل مستقبل أفضل.

عزيزتي الأم الموظفة، اسمحي لي أن أخبرك بشيء ربما لم تسمعيه كثيرًا: أنتِ قوية بما يكفي لتحملي العالم.

قوة الأم الموظفة ليست في قدرتها على التوفيق بين عملها وبيتها فحسب، بل في صبرها، في تفانيها، وفي قلبها الذي يضع أطفالها فوق كل شيء.

أنتِ تعيشين حياة مليئة بالتحديات، لكنكِ تواجهينها بشجاعة. كل يوم تعودين فيه إلى المنزل وأنتِ مرهقة، وتجدين الطاقة لتبتسمي لأطفالك، هو دليل على قوتك. كل مرة تضطرين فيها إلى اتخاذ قرار صعب لصالح أسرتك، هو شهادة على حكمتك.

أنتِ لستِ مجرد أم، أنتِ نموذج يحتذى به. أطفالكِ ينظرون إليكِ بفخر، حتى وإن لم يعبروا عن ذلك. أنتِ تُعلمينهم درسًا مهمًا عن المثابرة والعمل الجاد، عن كيفية مواجهة الحياة بشجاعة وحب.

إلى كل من يوجه نقدًا للأم الموظفة، أقول: هي لا تحتاج إلى مزيد من الأحكام، بل إلى كلمات دعم وتشجيع.

عندما تراها مرهقة، قل لها: "أنتِ تقومين بعمل عظيم."

عندما تسمع عن إنجاز حققته، احتفل به معها.

الأم الموظفة تحمل على عاتقها مسؤوليات مضاعفة، فهي تجمع بين أعباء العمل خارج المنزل ومهام الأسرة داخله. تعيش يومها في سباق مستمر لتلبية احتياجات الجميع، متناسية أحيانًا احتياجاتها الشخصية. ورغم الجهد الكبير الذي تبذله، فإنها غالبًا ما تشعر بأن هذا العطاء يُعتبر أمرًا بديهيًا، دون الحصول على التقدير الذي تستحقه. الأم الموظفة تحتاج إلى الشعور بأن ما تقدمه له قيمة حقيقية وأن تضحياتها تُقدر. إنها رمز القوة والصبر، وما تحتاجه فعلًا هو كلمة صادقة أو لفتة امتنان تمنحها دافعًا للمواصلة بثقة وحب.

إلى كل أم موظفة، تذكري أن ما تفعلينه اليوم هو بناء لمستقبل أطفالكِ. تعبكِ لن يذهب سدى، وسيرون فيكِ يومًا نموذجًا للمرأة القوية التي لم تتخلَّ عنهم يومًا، بل قاتلت من أجلهم بكل حب وإخلاص.

أنتِ لستِ فقط قوية، بل أنتِ أعظم هدية يمكن أن يحصل عليها أطفالك. فلا تدعي أي شكوك أو انتقادات تُضعف عزيمتكِ. امضِ في طريقك، وأعلمي أنكِ تضيئين عالمهم حتى في أحلك لحظاتكِ.


المرأة
العمل
الطفل
المجتمع
الصحة النفسية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    فوائد مذهلة للصيام.. تعرف عليها

    النشر : الثلاثاء 10 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الإعلان الموجه للطفل

    النشر : الأثنين 04 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    أسوةً بالحوراء زينب.. كيف تجد نساء لبنان لذّة ثمار الصبر على موائد الحرب؟

    النشر : السبت 09 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    حبيب القلوب .. ينير العقول

    النشر : الأثنين 02 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    مسرح الدمى.. اطلالة فنُّ أخاذ

    النشر : الخميس 02 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    جامعة الوفاء

    النشر : الثلاثاء 14 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 742 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 742 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 53 دقيقة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 57 دقيقة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 2 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة