• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ولادة وطن

مروة حسن الجبوري / الأحد 02 تموز 2017 / حقوق / 3547
شارك الموضوع :

رغم جراح الامس واهات الثكالى التي ترن في مسامعي، وغياب تلك الحشود النيرة في سماء هذه المدينة، التي طليت جدرانها البالية بدماء هؤلاء الفتية

رغم جراح الامس واهات الثكالى التي ترن في مسامعي، وغياب تلك الحشود النيرة  في سماء هذه  المدينة، التي طليت جدرانها البالية بدماء هؤلاء الفتية، وازهرت اوراقها بشسع نعلهم، فباتَ عطرها الياسمين، كَان هنا شيء من التراب المُبتل من ذاك الشاب النجفي حينما عرق جبينه ولم يعرق ضميره، هناك قطرة دم تحمل اثر تحركات الكربلائي في ساحات الوغى وكيف حمل رجولته على البندقية فكانت الضربة قاضية، في الامام خطى لعريس من بابل ما زال يطوف في يداه خاتم الخطوبة، كان هنا صوت لأخ ذبح، كان قد انحنى ظهره، لصدى امرأة اغتصبت وسحبت في الاسواق فقط لأنها لم تبايع الخليفة، مدينة مليئة بالصخب.

في هذه البقعة انقتلت البهجة، وتفجرت الامنيات، واغتيلت الطفولة، وضيعت الاثار، ونزحت منها الحرائر غصباً، وسيقت كالعبيد، بهتت الوان ازقتها واطفأت مصابيحها الهيجاء، سئمت القتل والدمار وتمسكت بمنائر الحشد، كما نحن متمسكون .

 حتى جاء ذاك الصباح الذي بعثر دولتهم، وقتل الخليفة الذي كان يعلو المنابر ويصدح: قادمون، وجعل عاليها سافلها،  ليهب لهم شيء من السلام!.

حكايات يتلوها جندي على مسامِع العائدين لهذه المدينة، يرتل عليهم آيات الحرب، ويهنئهم بعودة مدينتهم، وبشيء من الوجع يطلب منهم ان يعتنوا بهذه الارض، لطفا ايها العائدون ان لي احبة  رحلوا هنا، رفاق الشهادة نزفت ارواحهم، لطفا عندما عدتم هل وجدتم اخي كان يقاتل في الجانب الايمن، هل سمعت صوت ابن عمي وهو يقرأ في الجانب الايسر، جميعهم رحلوا من اجلكم، اشتروا الشهادة بدماء شبابهم، وقتلوا على يد من باعوا المدينة بثمن بخس.

 لم ندخل بيوتكم خوفا من رؤية صوركم المعلقة، وعانقنا الجرداء وعلقت صورنا في سمائها، سترونها في كل مساء، اوصيكم ايها العائدون ايضا اخفتوا من مناغاة اطفالكم فهناك من كان ينتظر مولده واخر لم ير اطفاله حتى اخر لحظة قاتل هنا، وعند اعراسكم تذكروا ان لنا عرسان زفوا الى الفردوس، حافظوا عليها واجعلوها في اعينكم، فلن يأتي الزمان برجال كرجال الحشد مرة اخرى، ولم تعد الامهات تقوى على الفقد فقد قدمت كل ما لديها لمدينتكم ولم تسأل يوما ولدها، في أي منطقة تقاتل انت؟ سنية او شيعية، او يزيدية، كردية، او غيرها  كانت تقطع صمتها بتلك العبارة: الشهادة او النصر يا ولدي.

 في مدينتي انا لم تعد ترى جدار خال من قطع السواد المعلقة عليه، وبقايا جروح مازالت تنزف في انتظار من يضمدها وحروق اكلت اجساد الشباب من تلك النار التي كانت تضرم فينا، تذكروا ان دخان هذه المدينة كان رسائل حرب، وفي حال انكم عثرتم على اشلاء صغيرة اجعلوها في قارورة وعطروا فيها دياركم، لأنها من رائحة  الجنة، حدثوا اولادكم عن ولادة وطن، عن رجال لو كان الوحي موجود في عصرهم، لأنزل فيهم اية تمجدهم، انا راحلٌ الان ومعي كل الذكريات التي قضيتها في مدينتكم، كتب لي ان اعيش هذه اللحظة التي احتضن فيها نصركم، واعود بكل ما لدي من وجع وصمت حاملا معي التهاني والبشرى لأمهات الشهداء في عيدهم..

 أرجو أن تقبلوا العذر مني إن قصرت حروفي، افرحوا ايها الشهداء رجعت الحدباء، كنتم على عهدكم عندما لبيتم نداء المرجعية، واكتفيتم بفتوى الجهاد الكفائي فكيف ان كان الجهاد العيني!!  وهذا ما نأمل ان نراه في ظهور ولي امرنا صاحب الزمان، حملت قطعة من القماش الابيض ورفعت يدي وقلت لهم: ادخلوها بسلام آمنين ..

الحشد الشعبي
النصر
الوطن
العراق
الشهيد
الفرح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    هل تصح الصداقة بين الرجل والمرأة؟

    النشر : الخميس 16 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    اليوم العالمي للأرامل: تعرف على كوكب الحزانى

    النشر : الأحد 23 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الخاسرون في اختبار الولاية

    النشر : السبت 02 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    اليوم العالمي للسلام: السلام الموؤود

    النشر : الخميس 21 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    كيف تتعامل مع مشكلة بطء التعلم عند طفلك؟

    النشر : الأثنين 01 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    أيهما أفضل للقراءة.. علم النفس أم التنمية البشرية؟

    النشر : السبت 26 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 546 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 371 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 370 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 337 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 335 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 24 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 24 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 24 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة