• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آباؤنا ومدن الآثار

غادة صباح عبد / الأثنين 09 نيسان 2018 / حقوق / 2414
شارك الموضوع :

استيقظ الساعة ال ٧ صباحاً، ارتدى قميصه الأبيض وربطة عنقه السوداء، تناول كوب القهوة وخرج مسرعا، اثناء سيره في الشارع المؤدي الى مقر عمله وجد

استيقظ الساعة ال ٧ صباحاً، ارتدى قميصه الأبيض وربطة عنقه السوداء، تناول كوب القهوة وخرج مسرعا، اثناء سيره في الشارع المؤدي الى مقر عمله وجد جارتيه كالعادة تجلسان خارج المطعم الذي تديرانه سمع حديثهما بالصدفة..

قالت: انا غيورةٌ منكِ لأن ابنتكِ تعاملكِ جيداً لا أحد غيرها يقف بجانبكِ في هذا العالم.

تغارين! لديكِ زوج، يقولون زوج سيء افضل من ولد جيد سيكبر وينساكِ.

شعرت الصديقة بالحزن تجاه صديقتها فقالت مخففة عنها: ابنة او زوج، اخبريهم اني اقول لا للأثنين عندما تكبرين كل ما تملكينه هو الاصدقاء.

في الجهة الاخرى من الشارع خرجت الأم مودعة ابنتها التي تستعد للحاق بباص المدرسة  فقالت لها: هل تشعرين بالحرج مني هل فعلت لكِ شيئاً خاطئاً؟

ردت بغضب: الخطأ هو انكِ أمي.

في الباص كانت الاذاعة تقدم التهاني للأمهات بما انه عيد الأم وتناولت فقرة جديدة بعنوان حديث الأمهات وكانت احاديثهن كالتالي:

قالت احدى الأمهات: تمر علي ايام اشك فيها بقدراتي، فيما قالت اخرى: اتمنى ان اكون اكثر ثقة بنفسي كأم، وقالت اكثرهن: اريدهم ان يعلموا كم احبهم.

في تمام الساعة الثامنة والنصف القى التحية على التلاميذ ثم بدأ الحديث عن الشخصيات التاريخية..

موهانداس كرمشاند غاندي كانت الشخصية المقررة لمادة اليوم، غاندي السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائداً للساتياغراها وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.

غاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي أي 'الروح العظيمة'، وهو تشريف تم تطبيقه عليه من قبل رابندراناث طاغور،  قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.

من أروع اقوال غاندي:

•يمكنك أن تقيدني، يمكنك أن تعذبني، يمكنك حتى أن تقوم بتدمير هذا الجسد، ولكنك لن تنجح أبداً في إحتجاز ذهني.

•عِش كما لو كنت ستموت غداً، وتعلم كما لو كنت ستعيش  للأبد.

الحديث عن غاندي  ذكره بالفلم الهندي(kill dil) الذي شاهده ليلة الأمس كان الفلم مضيعة للوقت برأيه باستثناء عبارة مميزة لفتت انتباهه فأحب ان يشاركها مع التلاميذ فقال مخاطباً التلاميذ:

لو ان غاندي ولد في عصر هتلر لما كان غاندي لكان نازي! حدق به التلاميذ مستغربين خاصة التلميذ الجالس قبالته فأكمل وهو ينظر الى عينيه، المعنى يا عزيزي يمكن للطفل ان يولد في أي مكان ولكن المكان الذي يتربى فيه هو الذي يحدد شخصيته.

في غرفة المعلمين سرح بأفكاره، قاطعه صديقه استاذ اللغة الإنكليزية ما خطبك اليوم؟

_اشعر اني كنت شخصاً سيئاً بتعاملي مع عائلتي.

_ماذا وهل الأبناء فقط من يخطئون بحق ابائهم؟

الاباء ايضا يخطئون بحق ابنائهم، ليست كل العائلات مثالية، في اغلب العائلات ستجد فردا يتم التضحية به، فردا لا يحظى بالرعاية التي يحظى بها باقي الأفراد  حتى وان حظي بها فإنها لا تكون على قدم المساواة، تم اختياره لمشاركة والديه اعباء المسؤولية، منذ طفولته تربى على النضوج باكرا، تخطى مرحلة الطفولة وتعداها الى مرحلة الحرمان، لاحقا يكتشف هذا الفرد انه غير قادر على منح الحب او تلقيه، سيشعر انه شخص غير طبيعي وان هنالك خطب ما به، وسيستمر ذلك الشعور معه طيلة حياته تاركا ندب عميقة في روحه من شأنها ان تغير مسار حياته.

إن من اهم مسؤوليات الاباء تجاه ابنائهم هي عدالتهم في توزيع الحب والواجبات، عليهم الأهتمام  بأطفالهم جيدا لأنها ستكون خطيئة ان لم يفعلوا وحينها سيكون من الأفضل ان لا ينجبوا الأطفال.

نظر الى مكتبه فوقعت عيناه على صورة جدته، سرح قليلا ثم نهض مسرعا، الى اين انت ذاهب صاح زميله؛ هل نسيت انك المسؤول عن التلاميذ في رحلة اليوم الميدانية!

سأعود قبل ذلك، قال وهو يركض مسرعاً.

ذهب لرؤية جدته المسنة التي جاوز عمرها الثمانون عاماً، انها بقايا انسان، لم يبقَ منها شيئا سليم، نظرها ضعيف وسمعها كذلك، ذاكرتها مفقودة بالكاد تتذكر بعض الأشياء، كانت تبقى برعاية ممرضة خاصه بها، جلس قبالة جدته، ارتشف قدح القهوة وتذكر كيف اثرت به عندما تدمرت حياته، كيف وقفت بجانبه وشجعته على مواصلة الجري نحو حلمه حينما تخلى الجميع عنه وسخر منه، تذكر عبارتها التي لا تزال حتى الآن ترن في أذنيه بين الحين والآخر: الجدة ستكون سعيدة طالما انت موجود. قال: انا موجود ياجدتي وانتِ موجودة ولكنك غير حاضرة، غرغرت عيناه ثم نهض خارجاً.

وقف امام باب مدينة الأثار الحضارية خلال الرحلة الميدانية وخلفه التلاميذ، قال بصوت حزين:   الآباء.. حذاري ان نرميهم خلف ظهورنا عند نضوجنا مثل سلع استهلاكية انتهت صلاحيتها، مثل مكائن قديمة ادت غرضها ولم تعد تواكب العصر الحديث، مثل كتاب قديم مهترئ تجمع عليه غبار الزمن، مثل اي شيء في الدنيا ادى مهمته. كمعالم اثرية نزورها مع اطفالنا بين الحين والحين لنسترجع ذكريات طفولتنا، هنا تعلمت ركوب الدراجة على يد والدي وهنا جرحت ساقي فأسعفتني أمي، تنتهي الزيارة لتغلق مدينة الآثار ابوابها وتعود لعزلتها، ثم تدور عجلة الزمن حيث نحل محلهم ونصبح نحن مدينة الآثار لأجيالنا القادمة..

الاب والام
الطفل
الانسانية
التربية
الحياة
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    ما قصة يوم المرأة العالمي؟

    النشر : الأربعاء 08 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    يوم اللقاء.. بأتم وجه وأجل عقيدة

    النشر : السبت 10 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    نساء في الاسلام.. نسيبة الانصارية

    النشر : الثلاثاء 18 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    عالم الطفل الانطوائي.. عميق ومتخيل ولا يستطيع التخلص منه

    النشر : الأحد 27 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الحوار الايجابي.. سلاحك للفوز بقلوب الناس

    النشر : الأحد 06 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    بين الأعزب والمتزوج حلقة وصل

    النشر : الأحد 01 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 371 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 370 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 337 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 335 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 23 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 24 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 24 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة