• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آباؤنا ومدن الآثار

غادة صباح عبد / الأثنين 09 نيسان 2018 / حقوق / 2310
شارك الموضوع :

استيقظ الساعة ال ٧ صباحاً، ارتدى قميصه الأبيض وربطة عنقه السوداء، تناول كوب القهوة وخرج مسرعا، اثناء سيره في الشارع المؤدي الى مقر عمله وجد

استيقظ الساعة ال ٧ صباحاً، ارتدى قميصه الأبيض وربطة عنقه السوداء، تناول كوب القهوة وخرج مسرعا، اثناء سيره في الشارع المؤدي الى مقر عمله وجد جارتيه كالعادة تجلسان خارج المطعم الذي تديرانه سمع حديثهما بالصدفة..

قالت: انا غيورةٌ منكِ لأن ابنتكِ تعاملكِ جيداً لا أحد غيرها يقف بجانبكِ في هذا العالم.

تغارين! لديكِ زوج، يقولون زوج سيء افضل من ولد جيد سيكبر وينساكِ.

شعرت الصديقة بالحزن تجاه صديقتها فقالت مخففة عنها: ابنة او زوج، اخبريهم اني اقول لا للأثنين عندما تكبرين كل ما تملكينه هو الاصدقاء.

في الجهة الاخرى من الشارع خرجت الأم مودعة ابنتها التي تستعد للحاق بباص المدرسة  فقالت لها: هل تشعرين بالحرج مني هل فعلت لكِ شيئاً خاطئاً؟

ردت بغضب: الخطأ هو انكِ أمي.

في الباص كانت الاذاعة تقدم التهاني للأمهات بما انه عيد الأم وتناولت فقرة جديدة بعنوان حديث الأمهات وكانت احاديثهن كالتالي:

قالت احدى الأمهات: تمر علي ايام اشك فيها بقدراتي، فيما قالت اخرى: اتمنى ان اكون اكثر ثقة بنفسي كأم، وقالت اكثرهن: اريدهم ان يعلموا كم احبهم.

في تمام الساعة الثامنة والنصف القى التحية على التلاميذ ثم بدأ الحديث عن الشخصيات التاريخية..

موهانداس كرمشاند غاندي كانت الشخصية المقررة لمادة اليوم، غاندي السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائداً للساتياغراها وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.

غاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي أي 'الروح العظيمة'، وهو تشريف تم تطبيقه عليه من قبل رابندراناث طاغور،  قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.

من أروع اقوال غاندي:

•يمكنك أن تقيدني، يمكنك أن تعذبني، يمكنك حتى أن تقوم بتدمير هذا الجسد، ولكنك لن تنجح أبداً في إحتجاز ذهني.

•عِش كما لو كنت ستموت غداً، وتعلم كما لو كنت ستعيش  للأبد.

الحديث عن غاندي  ذكره بالفلم الهندي(kill dil) الذي شاهده ليلة الأمس كان الفلم مضيعة للوقت برأيه باستثناء عبارة مميزة لفتت انتباهه فأحب ان يشاركها مع التلاميذ فقال مخاطباً التلاميذ:

لو ان غاندي ولد في عصر هتلر لما كان غاندي لكان نازي! حدق به التلاميذ مستغربين خاصة التلميذ الجالس قبالته فأكمل وهو ينظر الى عينيه، المعنى يا عزيزي يمكن للطفل ان يولد في أي مكان ولكن المكان الذي يتربى فيه هو الذي يحدد شخصيته.

في غرفة المعلمين سرح بأفكاره، قاطعه صديقه استاذ اللغة الإنكليزية ما خطبك اليوم؟

_اشعر اني كنت شخصاً سيئاً بتعاملي مع عائلتي.

_ماذا وهل الأبناء فقط من يخطئون بحق ابائهم؟

الاباء ايضا يخطئون بحق ابنائهم، ليست كل العائلات مثالية، في اغلب العائلات ستجد فردا يتم التضحية به، فردا لا يحظى بالرعاية التي يحظى بها باقي الأفراد  حتى وان حظي بها فإنها لا تكون على قدم المساواة، تم اختياره لمشاركة والديه اعباء المسؤولية، منذ طفولته تربى على النضوج باكرا، تخطى مرحلة الطفولة وتعداها الى مرحلة الحرمان، لاحقا يكتشف هذا الفرد انه غير قادر على منح الحب او تلقيه، سيشعر انه شخص غير طبيعي وان هنالك خطب ما به، وسيستمر ذلك الشعور معه طيلة حياته تاركا ندب عميقة في روحه من شأنها ان تغير مسار حياته.

إن من اهم مسؤوليات الاباء تجاه ابنائهم هي عدالتهم في توزيع الحب والواجبات، عليهم الأهتمام  بأطفالهم جيدا لأنها ستكون خطيئة ان لم يفعلوا وحينها سيكون من الأفضل ان لا ينجبوا الأطفال.

نظر الى مكتبه فوقعت عيناه على صورة جدته، سرح قليلا ثم نهض مسرعا، الى اين انت ذاهب صاح زميله؛ هل نسيت انك المسؤول عن التلاميذ في رحلة اليوم الميدانية!

سأعود قبل ذلك، قال وهو يركض مسرعاً.

ذهب لرؤية جدته المسنة التي جاوز عمرها الثمانون عاماً، انها بقايا انسان، لم يبقَ منها شيئا سليم، نظرها ضعيف وسمعها كذلك، ذاكرتها مفقودة بالكاد تتذكر بعض الأشياء، كانت تبقى برعاية ممرضة خاصه بها، جلس قبالة جدته، ارتشف قدح القهوة وتذكر كيف اثرت به عندما تدمرت حياته، كيف وقفت بجانبه وشجعته على مواصلة الجري نحو حلمه حينما تخلى الجميع عنه وسخر منه، تذكر عبارتها التي لا تزال حتى الآن ترن في أذنيه بين الحين والآخر: الجدة ستكون سعيدة طالما انت موجود. قال: انا موجود ياجدتي وانتِ موجودة ولكنك غير حاضرة، غرغرت عيناه ثم نهض خارجاً.

وقف امام باب مدينة الأثار الحضارية خلال الرحلة الميدانية وخلفه التلاميذ، قال بصوت حزين:   الآباء.. حذاري ان نرميهم خلف ظهورنا عند نضوجنا مثل سلع استهلاكية انتهت صلاحيتها، مثل مكائن قديمة ادت غرضها ولم تعد تواكب العصر الحديث، مثل كتاب قديم مهترئ تجمع عليه غبار الزمن، مثل اي شيء في الدنيا ادى مهمته. كمعالم اثرية نزورها مع اطفالنا بين الحين والحين لنسترجع ذكريات طفولتنا، هنا تعلمت ركوب الدراجة على يد والدي وهنا جرحت ساقي فأسعفتني أمي، تنتهي الزيارة لتغلق مدينة الآثار ابوابها وتعود لعزلتها، ثم تدور عجلة الزمن حيث نحل محلهم ونصبح نحن مدينة الآثار لأجيالنا القادمة..

الاب والام
الطفل
الانسانية
التربية
الحياة
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    دموع السجاد لم تفتر بعد أبيه

    النشر : الأربعاء 24 آب 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عمتي حبيبتي ام ضرتي؟!

    النشر : الثلاثاء 18 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    معلمة في افغانستان تتحدى طالبان وتعلّم الفتيات المحرومات

    النشر : الأحد 07 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الفلسفة المهدوية وصناعة الأمل

    النشر : الأثنين 19 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اليوم العالمي للتضامن الإنساني: يوم الاحتفاء بالوحدة العالمية

    النشر : السبت 15 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    احذر من تناول مشروبات الطاقة عشوائيا

    النشر : الثلاثاء 25 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 371 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 364 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 342 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 337 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1018 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 10 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة