• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اللهم إني صائم.. ولكن!

منى يعقوب / الخميس 17 آيار 2018 / حقوق / 3193
شارك الموضوع :

الجميع منشغل بتعليق تلك الفوانيس الملونة ذات الأحجام المختلفة، وهناك من يهتم بكنس الأرصفة ورشها بالماء، والأقمشة الملونة ذات التطريز والن

الجميع منشغل بتعليق تلك الفوانيس الملونة ذات الأحجام المختلفة، وهناك من يهتم بكنس الأرصفة ورشها بالماء، والأقمشة الملونة ذات التطريز والنقشات الاسلامية المميزة الجميلة نجدها في كل مكان، ورائحة ماء الزهر والورد والمأكولات تفوح من نوافذ المنازل لتنتشر في الأفق.

 الأسواق مزدحمة لشراء الملابس الجديدة والأواني والأطعمة لتحضير الأطباق الشهية، وتبدأ رسائل التهنئة في الهواتف المتنقلة تتوالى.

تلك الاستعدادات ماهي إلا طقوس تعلن عن قدوم شهر رمضان، حيث تمتلئ الموائد بما لذ وطاب من الطعام والشراب وتمتلئ المحطات التلفزيونية بالمسلسلات والمسابقات، ونرى الناس تكتض بالحدائق ومايسمى "بالخيم الرمضانية"!.

ولكن أين شهر رمضان؟

هذا الشهر الذي خصه الله عز وجل بأفضل الليالي وهي ليلة القدر الذي جعل ثواب عبادتها خير وأفضل من ألف شهر كما قال عزوجل [لَيْلَة الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر]١، وكما رد الامام الصادق عليه السلام ذلك السائل حين سأل الامام الصادق عليه السلام: كيف تكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر؟

قال: «العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر»٢.

ومن حكمة الله عزوجل جعلها غائبة ومجهولة لحث العباد على الاجتهاد في جميع الليالي بالعبادة والتوبة والتقرب لله بالطاعات.

هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن وغدى النوم فيه عبادة والأنفاس تسبيحاً والحسنة مضاعفة،

كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله [أنفاسكم فيه تسبيح, ونومكم فيه عبادة, وعملكم فيه مقبول, ودعائكم فيه مستجاب]٣، شهر الرحمة والصلاح نجد أصوات الموسيقى والأغاني تنافس بل تطغى على تراتيل آيات الله في الليالي والأسحار.

شهر التقرب لله بعدما صُفّدت الأباليس بالسلاسل رحمة ولطفاً بالعباد كما ورد في الحديث القدسي إن الله عزوجل يقول لجبرئيل [أنزل على الأرض فغلّ فيها مردة الشياطين حتى لا يفسدوا على عبادي صومهم]٤.

نجد شياطين الأنس تجتهد لجذب العباد إلى المعاصي والذنوب واللهو والابتعاد عن العبادة والخشوع، فلا نرى طول السنة تلك المسابقات والنساء العاريات المتبرجات إلا في هذا الوقت بل يتنافسن المحطات فيما بينهن أيضا؟!

شهر التوبة والعفو نجد قطع صلة الارحام مازالت مستمرة، والجار الغني لا يرحم جاره الفقير ولا يذكره، فقد ورد عن قال الكاظم (عليه السلام) [فطرك اخاك الصائم خير من صيامك]٥، ولكن للأسف الشديد نجد صفائح القمامة تمتلئ بالأطعمة الزائدة والتبذير والاسراف يكون في قمته ولا عزاء للفقراء والأيتام والبطون الجائعة.

هذا الشهر ما هو إلا رحمة من الله عز وجل وفرصة يمنحها الكريم جل علاه ليجدد المذنب العهد والتوبة، شهر تُقبل فيها الأعمال الصالحة ويمنح فيها صكوك الغفران والعتق من نيران سقر.

ولكن يعتقد البعض انه شهر المرح والسهر والطرب والمأكولات والتباهي بالملابس والكسل والخمول ونوم النهار ولا يعلم من هذا الشهر إلا الجملة المنشودة: "اللهم إني صائم"!

ولكن هل نحن صائمون فعلاً؟

لقد صمنا عن وصل من قطعنا وصلة ارحامنا

لقد صمنا عن اجتناب الذنوب

لقد صمنا عن مواساة الفقراء

لقد صمنا عن التوفير والزهد

لقد صمنا عن العبادات والطاعات

لقد صمنا عن القرآن وأحكامه

الصوم الذي أُمرنا به هو صوم الروح عن الذنوب والآثام وتنقيتها من الأدناس والابتعاد عن مضلات الفتن والتحرر من سجون زخارف الدنيا وتطهير النفس من الرذائل وتحليتها بالفضائل ومكارم الأخلاق قولاً وفعلاً وصلة الأرحام ومعاونة الفقراء والإحساس بمعاناة الآخرين والسيطرة على تلك النفس الأمارة بالسوء وكسر كبرياء الذات والأنفة للعودة إلى الصراط المستقيم وإلا كان صيامنا مجرد الامتناع عن الأكل والشرب ونيل الجوع والعطش فقط دون أي ثواب أو فائدة تُرجى!.

وقد ورد عن سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها ذلك المقصد حيث قالت [ما يصنع الصائم بصيامه اذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره  وجوارحه]٦.

نسأل الله العلي القدير أن يبلغنا شهر رمضان شهر الرحمة ونحن له صائمين عابدين ويجعلنا له من الذاكرين ومن الذنوب والمعاصي معتصمين  وله من التائبين المقبولة أعمالهم ويرزقنا العتق من لهيب جهنم برحمتك يارب العالمين.

١- سورة القدر
٢- من لا يحضره الفقيه ج٢،ص١٥٨
٣- خطبة النبي (ص) ، الشيخ الصدوق
٤- مستدرك الوسائل ج٧،ص ٤٢٧
٥- الكافى ج٤ ، ص ٦٨
٦- بحار الأنوار  ج ٩٣ ، ص ٢٩٥

شهر رمضان
المجتمع
الاسرة
القيم
الاخلاق
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    النشر : الأثنين 01 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    خمس قصص نجاح عالمية ستلهمك

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    فيتامين B12 وعلامات تحذيرية من نقصه

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    بسبب التقاليد الاجتماعية .. النساء والظهور في وسائل الإعلام بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 22 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة