• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إحمل اخاك على سبعين محمل

زهراء جبار الكناني / الأربعاء 03 تشرين الاول 2018 / حقوق / 3417
شارك الموضوع :

يلوذ خلف احد الجدران المرتفعة في الشارع, يفترش الأرض بخرقة ليجلس عليها ويضع امامه ميزانا!. أراه كل يوم؛ قبل دخولي لمقر عملي, تعتلي وجهه سحنة ا

يلوذ خلف احد الجدران المرتفعة في الشارع, يفترش الأرض بخرقة ليجلس عليها ويضع امامه ميزانا!.

أراه كل يوم؛ قبل دخولي لمقر عملي, تعتلي وجهه سحنة اسمرار الشمس مختلطةً بعرق التعب الذي كان واضحا عليه رغم صغر سنه, اسمع صوته من خلف بلور الشباك المطل على الشارع وهو يهتف بصوته الطفولي يستقطب المارين بعبارته التي تخترق مسامعي.. (تعال وزن بربع دينار)..

لطالما رمقته بنظرات فخر؛ لما تحمله روحه البريئة من عزة نفس وكرامة لتفانيه في عمله؛ دون ملل أو كلل..

فكثيرا ما يتعاطف المارين معه ويقدمون له المال, دون ان يعتلوا ميزانه, غير إنه يأبى ذلك, فتحثهم عزّة نفسه ويصعدون الميزان لأجله!.

في احدى الصباحات وانا اهم بالدخول لم اشاهد ذلك الفتى!. ما باله اليوم يا ترى؟. هل اصابه مكروه؟.

لربما انتابته وعكة صحية من حرارة الشمس اللاهبة.. وبينما انا أطرح تساؤلاتي على نفسي, رأيته وهو يسارع في مساعدة عجوز كفيف بجمع ماله الذي وقع ارضا دون قصد؛ فقد كان لمرض الرعاش دورا كبيرا في سلب صحة ذلك الشيخ المُسن..

ترجلت خطوات نحوهما لأقدم يد العون, غير أني عدت ادراجي اراقب الفتى, تمالكني الغضب وأنا أراه يدس في جيبه مال الرجل الكفيف ثم اجلسه على الرصيف, بعدها تركه ورحل..

اشتطت غضبا, يالغبائي تركته يحتال على الرجل العجوز ويستغله, وددت لو الزمن يعيد ادراجه لدقائق لكنت وثبت من مكاني وذهبت لمساعدة ذلك الشيخ.. لكن بما ينفع الندم الآن..

وبعد ان اخذ اللوم بجزء مني هممت للدخول, اشحتُ وجهي الى العجوز اراقبه ما زال بمكانه, واذا بي المح ظل الفتى؛ قد عاد!.

لا ادري لما ابتهج قلبي بعودته؟.

عاد وهو يحمل بيده عكازً للكفيفيين، ناولها للشيخ وهمّ بمساعدته على كيفية استخدامها ليستدل بها على جادة الطريق والوصول الى وجهته.. مد الفتى يده في جيبه واخرج بعض من المال ودسه في جيب الشيخ،  يبدو انه المال المتبقي, رحل الشيخ  بعدما ربت على كتفه مودعا وشاكرا له..

عاد الصبي باسما بفرحة اكتست محياه الأشم..

عاد ليستأنف عمله غير أن الشمس ارتفعت وما عاد ظل الجدار يواريه من لهيب حرارتها,  فحمل ميزانه وخرقته ومضى الى مكان اخر ليواصل عمله..

مضى وترك خلف خطواته نوراً يتلألأ معروفاً وخيراً, توهجّ بداخلي ليطفئ وسوسة الشيطان التي غزاها سوء الظن..

رحماك يا الله.. إرحم نفسي التي وسوس داخلها الشيطان, ولم تحمل الصبي بمحمل واحد لتبرر ما فعله قبل اتهامه بالخداع والمكر والسرقة.. أنا الذي ادعي بأني من الموالين لنبيك وعترته الأطهار, كيف ذلك وانا لم اقتدِ بأقوالهم وافعالهم، اما قال نبيك الصادق الأمين "صلى الله عليه وآله وسلم" (احمل اخاك على سبعين محمل)، وذكرت لنا في كتابك الكريم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)..

أطرقتُ رأسي خجلا من حالي, وتعهدت مع نفسي بأن لا اسارع الحكم على احد بعد اليوم, لتخلو صحيفتي من أي إثم.

الانسان
الخير والشر
الحياة
قصة
الانسانية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    عقار منشط قد يساعد المرضى الذين يتعافون من الاكتئاب

    النشر : الأحد 29 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    أخطاؤنا من أيدينا

    النشر : الأحد 24 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    سيطر على مشاعرك

    النشر : السبت 21 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    عروس مبتورة الظفائر

    النشر : الأثنين 23 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    التنمر الإلكتروني: عملة جديدة في بورصة الإنحطاط

    النشر : الأثنين 31 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    آثار جانبية خطيرة للعمل الطويل.. احذر منها

    النشر : الأحد 31 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة