• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إحمل اخاك على سبعين محمل

زهراء جبار الكناني / الأربعاء 03 تشرين الاول 2018 / حقوق / 3486
شارك الموضوع :

يلوذ خلف احد الجدران المرتفعة في الشارع, يفترش الأرض بخرقة ليجلس عليها ويضع امامه ميزانا!. أراه كل يوم؛ قبل دخولي لمقر عملي, تعتلي وجهه سحنة ا

يلوذ خلف احد الجدران المرتفعة في الشارع, يفترش الأرض بخرقة ليجلس عليها ويضع امامه ميزانا!.

أراه كل يوم؛ قبل دخولي لمقر عملي, تعتلي وجهه سحنة اسمرار الشمس مختلطةً بعرق التعب الذي كان واضحا عليه رغم صغر سنه, اسمع صوته من خلف بلور الشباك المطل على الشارع وهو يهتف بصوته الطفولي يستقطب المارين بعبارته التي تخترق مسامعي.. (تعال وزن بربع دينار)..

لطالما رمقته بنظرات فخر؛ لما تحمله روحه البريئة من عزة نفس وكرامة لتفانيه في عمله؛ دون ملل أو كلل..

فكثيرا ما يتعاطف المارين معه ويقدمون له المال, دون ان يعتلوا ميزانه, غير إنه يأبى ذلك, فتحثهم عزّة نفسه ويصعدون الميزان لأجله!.

في احدى الصباحات وانا اهم بالدخول لم اشاهد ذلك الفتى!. ما باله اليوم يا ترى؟. هل اصابه مكروه؟.

لربما انتابته وعكة صحية من حرارة الشمس اللاهبة.. وبينما انا أطرح تساؤلاتي على نفسي, رأيته وهو يسارع في مساعدة عجوز كفيف بجمع ماله الذي وقع ارضا دون قصد؛ فقد كان لمرض الرعاش دورا كبيرا في سلب صحة ذلك الشيخ المُسن..

ترجلت خطوات نحوهما لأقدم يد العون, غير أني عدت ادراجي اراقب الفتى, تمالكني الغضب وأنا أراه يدس في جيبه مال الرجل الكفيف ثم اجلسه على الرصيف, بعدها تركه ورحل..

اشتطت غضبا, يالغبائي تركته يحتال على الرجل العجوز ويستغله, وددت لو الزمن يعيد ادراجه لدقائق لكنت وثبت من مكاني وذهبت لمساعدة ذلك الشيخ.. لكن بما ينفع الندم الآن..

وبعد ان اخذ اللوم بجزء مني هممت للدخول, اشحتُ وجهي الى العجوز اراقبه ما زال بمكانه, واذا بي المح ظل الفتى؛ قد عاد!.

لا ادري لما ابتهج قلبي بعودته؟.

عاد وهو يحمل بيده عكازً للكفيفيين، ناولها للشيخ وهمّ بمساعدته على كيفية استخدامها ليستدل بها على جادة الطريق والوصول الى وجهته.. مد الفتى يده في جيبه واخرج بعض من المال ودسه في جيب الشيخ،  يبدو انه المال المتبقي, رحل الشيخ  بعدما ربت على كتفه مودعا وشاكرا له..

عاد الصبي باسما بفرحة اكتست محياه الأشم..

عاد ليستأنف عمله غير أن الشمس ارتفعت وما عاد ظل الجدار يواريه من لهيب حرارتها,  فحمل ميزانه وخرقته ومضى الى مكان اخر ليواصل عمله..

مضى وترك خلف خطواته نوراً يتلألأ معروفاً وخيراً, توهجّ بداخلي ليطفئ وسوسة الشيطان التي غزاها سوء الظن..

رحماك يا الله.. إرحم نفسي التي وسوس داخلها الشيطان, ولم تحمل الصبي بمحمل واحد لتبرر ما فعله قبل اتهامه بالخداع والمكر والسرقة.. أنا الذي ادعي بأني من الموالين لنبيك وعترته الأطهار, كيف ذلك وانا لم اقتدِ بأقوالهم وافعالهم، اما قال نبيك الصادق الأمين "صلى الله عليه وآله وسلم" (احمل اخاك على سبعين محمل)، وذكرت لنا في كتابك الكريم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)..

أطرقتُ رأسي خجلا من حالي, وتعهدت مع نفسي بأن لا اسارع الحكم على احد بعد اليوم, لتخلو صحيفتي من أي إثم.

الانسان
الخير والشر
الحياة
قصة
الانسانية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    نرتقي الحبّ معارج

    النشر : الأحد 14 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    من هي الزوجة المثالية؟

    النشر : الأحد 25 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    النفايات البلاستيكية وتاثيرها على النظام البيئي

    النشر : الأثنين 03 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف يكون الشاب مهدويًّا؟ مصطفى السوداني أنموذجاً

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كيف تعدل سلوك طفلك الخاطئ؟

    النشر : السبت 20 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    كيف ترتبط الديمقراطية بحقوق الإنسان؟

    النشر : الأثنين 18 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 648 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 622 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 518 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1056 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 974 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 18 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 18 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 18 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة