• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

احتضار جدائل

زينب علي عمران / الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 / حقوق / 1958
شارك الموضوع :

لمحتها من بعيد تمسكها من جديلتيها الصغيرتين المتدليتين على كتفيها، والصمت يخنق حبالها الصوتية، لم تنطق بكلمة ولم اسمع لها شهقات منتفضة توح

لمحتها من بعيد تمسكها من جديلتيها الصغيرتين المتدليتين على كتفيها، والصمت يخنق حبالها الصوتية، لم تنطق بكلمة ولم اسمع لها شهقات منتفضة توحي بمعارضتها لوحشية التعامل، سوى نظرات منكسرة تحمل الف سؤال حول مايحدث لها!، وهي حبيسة قبضة امرأة كبيرة في السن يتجاوز عمرها الخمسين عاما، ضخمة الجثة ملامحها تعلوها القساوة، تفتقر لتقاسيم الانوثة والرحمة والحنان، مقطبة الحاجبين، ملابسها سوداء بسيطة، معصبة الرأس، ترتدي عباءة تناثر عليها غبار كثير، تسير بسرعة وتسحب بيديها الغليظتين طفلة في التاسعة من عمرها كأنها كرة تحركها كيفما تشاء، ضعيفة الجسد، ترتدي ثوب قديم لونه اصفر بتدرجات بقع رمادية وبنّية من الاتساخ،  يكاد يشابه بشرتها التي اخشوشنت من ظروفها القاهرة، تركت اثرا عميقا على تقاسيمها الحزينة، تمتد جذوره الى قلبها العطش لقطرة سلام وامان..

كان الموقف يضج بالناس، والكل يشاهد ما يجري لكن لم يحركوا ساكناً، ولم ينبسوا ببنت شفة لايقاف بشاعة هذه الجريمة بحق الطفولة الضائعة في بلدي ومدينتي على وجه الخصوص، وكنت انا واحدة من تلك الاشباح الجامدة، في موقف لا احسد عليه، وفي لحظة ادراك كسرت جمودي بخطوات متسارعة، لعلها تكون طوق نجاة لتلك الصغيرة، حاولت اللحاق بها لابعد شرها قدر الامكان، لم يحالفني الحظ اصبحت المسافة بعيدة بيننا فناديتها بصوت مرتفع: "اتركيها يا امرأة" حينها التفتت الطفلة نحوي ونظرت الي كأنها تقول "لا تشغلي بالك بي، انا ميتة منذ زمن طويل" قرأت ذلك في عينيها الذابلتين، اوجعت قلبي نظراتها، توقفت عن الكلام والسير خلفها لاطالع غياب طيفها خلف افق المجهول، ذهبت وانطوت حكايتها معها، ولم استطع معرفة سرها مع تلك المخلوقة المسمى (شبه انسان)، موقف لازلت اشاهده ماثلا امامي على الرغم من مرور سنين طويلة على حدوثه، ولا زال ضميري يؤنبني لخذلاني لها، فلم انتشلها من واقعها المزري، ولم اسقي زهور عمرها بماء الحياة، (عفوا منك صغيرتي) اقولها كل يوم وادعو من ربي ان تكوني بخير.

الخلاصة "يا ليتنا نغتنم الفرص، ونكون سببا في احداث تغيير بسيط لشخص ما، لا لشيء، فقط من اجل ان يرقد ضميرنا بسلام".

الانسان
الطفولة
الظلم
الحياة
الحزن
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    النشر : الأثنين 01 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    خمس قصص نجاح عالمية ستلهمك

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    فيتامين B12 وعلامات تحذيرية من نقصه

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    بسبب التقاليد الاجتماعية .. النساء والظهور في وسائل الإعلام بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 22 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة