• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رسالة اعتذار للنقية.. (المجدية)

اخلاص داود / الأربعاء 30 كانون الثاني 2019 / حقوق / 1882
شارك الموضوع :

فتاة سومرية أصيلة حرمتها المخالب القاسية والأيادي التي تغرف دون شبع والضمائر التي طمست قيمة الانسان في الوحل من خيرات أرض الخير، فلم يصبها

فتاة سومرية أصيلة حرمتها المخالب القاسية والأيادي التي تغرف دون شبع والضمائر التي طمست قيمة الانسان في الوحل من خيرات أرض الخير، فلم يصبها منه شيء أو تتهنى بمذاقه، ولم يبقوا لها فتات العيش لتحصن نفسها من بطش الباطشين وتنام قريرة العين  ويغيب من بالها الخوف والوجل.

تسمى بالفصحى (السائلة، المتسولة) وباللهجة العامية العراقية (مجدية) وهذه المجدية التي عضها الدهر بأنيابه ودثر الغابرون فيها ملامح العزة والكبرياء تقف في شارع مليء بالتعرجات في إحدى مناطق العراق المنهوب، ولها غاية في تلك الوقفة فتعرجات الشارع تفرض على السائقين التباطؤ في السير فينتبهون لاستجدائها، ومع دنانيرهم أو بدونها فهي متخمة بالكلام الماسخ والألفاظ الرذيلة يقذفها عليها فقراء الادراك وفاقدي الحس، تحمل بيدها طفلا كست وجنتيه نسيج غضوب الشمس ونفحات البرد، مسروق البسمة، أشعث الرأس.

ومنذ أن رفع الحصار وارتفعت عائدات النفط وانفتح العراق على العالم حصل أمرٌ عكسي وهو ارتفاع أعداد المتسولين والفقراء، وقد طالت المتسولين الكثير من الشبهات وتحوم حولهم القصص والشائعات بانتمائهم لمافيات وتستخدمهم عصابات لترويج المخدرات وبيعها ومتهمين بقضايا الدعارة وانا مثل غيري تمسكنا بما يحوم حولهم من تهم ورواية غير واعية وفكرة غير منصفة ونظرة ضيقة منعتنا من التصدق على الظالم والمظلوم فيهم، والحذر والخوف منهم والابتعاد قدر المستطاع عنهم.

وهذه الفتاة أعطتني درسا جميلا وصعبا فليس كل مانسمع أو نرى هو حقيقة فهناك أنصاف حقائق وعلينا أن نطلع وندقق ونفهم السبب لكي نحكم على النتيجة بعدالة.

كان موقف بدقائق حمل الكثير من معاني الطيبة والمروءة ففي أحد الأيام وأنا في سيارة الأجرة والطريق مزدحم ننتظر أن يفض الزحام لنمضي في طريقنا، جاءت مسرعة وانحنت على جروٍ يرثى له يقف على رصيف الشارع وراحت تمسد على ظهره ورأسه بحنو ورأفة وعينيها تبرق فرحا ووجهها المتعب المتيبس انفتحت أساريره ونظرها ينتقل بين الجرو وطفلها تشجعه للإمساك بالجرو وملاطفته ثم حملت بيدها الاخرى الجرو وانطلقت، رايت العظمة والسمو والانسانية الذي حاول السارقون والفاحشون اسدال سدوله عليها، وقد تجاوزت المعلومة وأهملت النصيحة التي تربينا عليها والتي تقول كل الكلاب نجسة وكل البشر أطهار.

وأنا أوجه لك رسالة اعتذار على كل مرة رأيتك فيها وأشحت بوجهي عنكِ وتوجست منك خيفة واستصغرتك بها.

وأدعو الله أن يسود وجه كل من اغتصب حقك وسرق منك جمال الحياة وروحها، ورسم لك هذا الطريق لتسلكيه مرغمة ومجبورة أو مغرر، وأهدر كرامتك وفطر قلبك...

  سلاما لروحك الطاهرة البهية النقية.

الانسان
الفقر
المجتمع
الظلم
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    لؤي حداد.. أشرقت منحوتاته بحضارة وادي الرافدين

    النشر : السبت 06 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    لغتي الجميلة

    النشر : الثلاثاء 20 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    هل ستنقرض اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين؟

    النشر : الثلاثاء 14 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    سلسلة سلوكيات أهل البيت (عليهم السلام).. السلوك المهدوي وتقييم الذات

    النشر : الخميس 11 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    ماهي علاقة حمض الفوليك بانخفاض حالات الانتحار؟

    النشر : الثلاثاء 04 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    النشر : الثلاثاء 16 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 427 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 418 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 3 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 3 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 3 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة