• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يدٌ من حرير

مريم حسين العبودي / السبت 13 تشرين الثاني 2021 / حقوق / 2118
شارك الموضوع :

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء

مباركةٌ هي اليد التي تعمل، هذا ما علمته إياها السماء.

حين كانت أصغر سناً، كانت مهامها أقل، وتبذل جهداً أبسط مما تبذله الآن، فقد كانت اهتماماتها كلها تنصب على الواجبات المدرسية وبعض الأعمال المنزلية البسيطة لتُعين بها والدتها، لكنها سنةً تلو أخرى كانت تكبُر، وكبُرت معها مهامها، باتت تعمل طوال النهار تقريباً، وتسهر كثيراً للدراسة. ترى بقية الفتيات ممن في سِنها يقضيّن وقتهن على شبكات الإنترنت والهواتف الذكية، لا يفارقنها ولو لبضع دقائق، يمتلكن أوقات فراغ لا نهائية، وعقولاً لشدة فراغها تكاد تطفو في الهواء، لهنَّ أيادٍ ناعمة، لا يُفسدها غسل الملابس أو الصحون، تتناوب على أظافرهنّ مختلف ألوان الطلاء ولهنْ حياة متخمةٌ بالرخاء.

لطالما كانت تسمع عن فتياتٍ لا يتكلفنّ حتى بغسل الصحن الذي يأكلن منه، كانت تحتقرهنّ أيما احتقار، ولطالما شعرت إنهن يشغلن حيزاً من الفراغ دونما جدوى وتحمد الله على التعب الذي تُلاقيه، التعب الذي سبب لها آلاماً في عمودها الفقري في عمرٍ مبكر، وجعلها تتخلى عن الاهتمام بكل الأمور التي كانت تتسابق لأجلها الأخريات، لم تكن تخرج كل يوم لتحظى بالمتعة والمرح في الأسواق أو الزيارات، لم تكن تشتري كل أسبوع ملابس وحقائب وأحذية، لم تكن تبتاع عطوراً بأسعارٍ خيالية، ولم تكن تهتم لأن تُعجب أي رجل على وجه الأرض.

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء والأمنيات وهي تعلم أنهُ لن يرُدها خائبة، ولم يكن يهمها شيء سوى رضاه ومباركته لأيامها.

كانت تبتسم حين تشعر أن الله يرى كل ما تفعله يداها، وتتأكد من أنه سيكافئها بالخير دائماً، وأنه لن ينسى كل ما تقوم به.

يدُها مباركة، وُظفت لفعل كل ما هو خير، يدها تُنجز أعمال المنزل بكل مستوياتها، كما علمتها الأيام أن تفعل، تطهو الطعام، تغسل الأواني، تُطعم الأطفال وتعتني بهم. يدها تسقي النباتات، وتغرس البذور لحياةٍ جديدة، وهي ذات اليد التي تُمسك الكُتب لتقرأها، وتُمسك القلم لتُدون ما يدور في أعماق روحها من مشاعرٍ لا يفهمها البشر. هي اليد التي تُدلك أوجاع جسد أمها كلما تأوهت، تمسك مكان الألم لتقرأ عليه سورٌ من القرآن الكريم، وهي اليد التي تجلب لها الدواء لتتعافى. يدها تدرُس وتجتهد، تكتب الأجوبة في الامتحانات وتنجح بتفوق كل مرة.

يدها تُمسك بأيدي صديقاتها، تُسندُ من يقع، وتواسي من يتألم، وترتفع لتناجي ربها ليلاً. تمسح دموع عينيها حين تنهمر على خدها، وتلف الحجاب على شعرها بإحكام، وتمتد لتتصدق على الفقراء.

كل امرأة، صبية أو طفلة أو مسنة، عليها أن تعلم أنها تملك يداً مُقدسة، باركها الله وسخرها لتُسيّر هذه الحياة، ولتعلم، أن لولا يديها لما كُبر طفل، ولا بُني مجتمع ولا قامت أمة. تلك اليد هي نصف المجتمع، ولولاها لما وُلد ولا تربى النصف الآخر.

المرأة
العمل
الايمان
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    صناعة التفاهة

    النشر : الخميس 20 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أردتُ أن اكون عروساً فقط!

    النشر : الثلاثاء 06 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لماذا يكره البعض انجاب البنات؟

    النشر : الأثنين 07 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شخصيات الطف.. واقع مفعل أم تاريخ يردد؟

    النشر : الأربعاء 08 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ما هي أهم الإرشادات الخاصة بصيام كبار السن؟

    النشر : الأحد 16 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1006 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة