• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يدٌ من حرير

مريم حسين العبودي / السبت 13 تشرين الثاني 2021 / حقوق / 2216
شارك الموضوع :

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء

مباركةٌ هي اليد التي تعمل، هذا ما علمته إياها السماء.

حين كانت أصغر سناً، كانت مهامها أقل، وتبذل جهداً أبسط مما تبذله الآن، فقد كانت اهتماماتها كلها تنصب على الواجبات المدرسية وبعض الأعمال المنزلية البسيطة لتُعين بها والدتها، لكنها سنةً تلو أخرى كانت تكبُر، وكبُرت معها مهامها، باتت تعمل طوال النهار تقريباً، وتسهر كثيراً للدراسة. ترى بقية الفتيات ممن في سِنها يقضيّن وقتهن على شبكات الإنترنت والهواتف الذكية، لا يفارقنها ولو لبضع دقائق، يمتلكن أوقات فراغ لا نهائية، وعقولاً لشدة فراغها تكاد تطفو في الهواء، لهنَّ أيادٍ ناعمة، لا يُفسدها غسل الملابس أو الصحون، تتناوب على أظافرهنّ مختلف ألوان الطلاء ولهنْ حياة متخمةٌ بالرخاء.

لطالما كانت تسمع عن فتياتٍ لا يتكلفنّ حتى بغسل الصحن الذي يأكلن منه، كانت تحتقرهنّ أيما احتقار، ولطالما شعرت إنهن يشغلن حيزاً من الفراغ دونما جدوى وتحمد الله على التعب الذي تُلاقيه، التعب الذي سبب لها آلاماً في عمودها الفقري في عمرٍ مبكر، وجعلها تتخلى عن الاهتمام بكل الأمور التي كانت تتسابق لأجلها الأخريات، لم تكن تخرج كل يوم لتحظى بالمتعة والمرح في الأسواق أو الزيارات، لم تكن تشتري كل أسبوع ملابس وحقائب وأحذية، لم تكن تبتاع عطوراً بأسعارٍ خيالية، ولم تكن تهتم لأن تُعجب أي رجل على وجه الأرض.

كانت تشعر بالرضا لكل هذا، ولطالما حدّثت الله عن كل أحلامها الصغيرة، وهي تستشعر الحنو والرضا حين ترفع يدها له بالدعاء والأمنيات وهي تعلم أنهُ لن يرُدها خائبة، ولم يكن يهمها شيء سوى رضاه ومباركته لأيامها.

كانت تبتسم حين تشعر أن الله يرى كل ما تفعله يداها، وتتأكد من أنه سيكافئها بالخير دائماً، وأنه لن ينسى كل ما تقوم به.

يدُها مباركة، وُظفت لفعل كل ما هو خير، يدها تُنجز أعمال المنزل بكل مستوياتها، كما علمتها الأيام أن تفعل، تطهو الطعام، تغسل الأواني، تُطعم الأطفال وتعتني بهم. يدها تسقي النباتات، وتغرس البذور لحياةٍ جديدة، وهي ذات اليد التي تُمسك الكُتب لتقرأها، وتُمسك القلم لتُدون ما يدور في أعماق روحها من مشاعرٍ لا يفهمها البشر. هي اليد التي تُدلك أوجاع جسد أمها كلما تأوهت، تمسك مكان الألم لتقرأ عليه سورٌ من القرآن الكريم، وهي اليد التي تجلب لها الدواء لتتعافى. يدها تدرُس وتجتهد، تكتب الأجوبة في الامتحانات وتنجح بتفوق كل مرة.

يدها تُمسك بأيدي صديقاتها، تُسندُ من يقع، وتواسي من يتألم، وترتفع لتناجي ربها ليلاً. تمسح دموع عينيها حين تنهمر على خدها، وتلف الحجاب على شعرها بإحكام، وتمتد لتتصدق على الفقراء.

كل امرأة، صبية أو طفلة أو مسنة، عليها أن تعلم أنها تملك يداً مُقدسة، باركها الله وسخرها لتُسيّر هذه الحياة، ولتعلم، أن لولا يديها لما كُبر طفل، ولا بُني مجتمع ولا قامت أمة. تلك اليد هي نصف المجتمع، ولولاها لما وُلد ولا تربى النصف الآخر.

المرأة
العمل
الايمان
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    اليوم العالمي للطفل: حقوق ضائعة على مقصلة الحرب!

    النشر : الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    على ماذا ترتكز حرب السوشيال ميديا الثقافية؟

    النشر : الأثنين 21 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    وسائل التواصل الاجتماعي والترويج للإساءة للمرأة

    النشر : الأثنين 25 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نبات البيلسان.. فوائد وأضرار

    النشر : الأربعاء 08 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    النهوة.. جريمة العشائر تحت مقصلة التهديد

    النشر : الأحد 14 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    من أسباب توجه المرأة إلى العمل: تغيير البنية الثقافية والاجتماعية

    النشر : الأحد 07 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 647 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 618 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 518 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1056 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 974 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 17 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 17 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 17 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة